الثلاثاء، 24 فبراير 2009

أنا والبارا وهواك

لو بطلنا نحلم نموت...... لو عاندنا نقدر نفوت

فتحت كتاب البارا لأول مرة في حياتي ليلة الامتحان, وبدأت مع صوت منير أرسم أحلامي, اقنع نفسي باني سأنهي المنهج اليوم, وسأحل الامتحان كله غدا, بل سأحصل على الدرجة النهائية.... دون أن أشعر وجدت نفسي اعيش مع الأغنيه, واتطلع بأحلامي ونسيت الكتاب تماما , وتناسيت البارا.

**********

علي صوتك ....علي صوتك بالغنا....لسه الأغاني ممكنه

اعود على نغمات هذه الاغنية إلى أرض الواقع, فأبدأ مشواري الطويل, ومشوار ال 200 صفحه الذي بالطبع يبدأ بصفحه, وبدأت بالفعل, لا يهمني سوى انني سأنهي المنهج اليوم, لا يهمني مدى الاحباطات التي واجهتني , وصلت للصفحه 13 بسهوله وسلاسه, يااااه .... لم أعتقد أن البارا بهذه السهولة, أعتقد انني سأنهي المنهج كله اليوم دون أدنى مجهود.

**********

بتبعديني عن حياتك بالملل....وخلتيني اقول خلاص مافيش أمل

مع مرور الوقت سريعا , وظهور الوجه الحقيقي للبارا, التي خدعتني في البداية بوجهها البشوش, لأجد وجها مرعبا,فبها كما من المعلومات جعلتني ادرك بعد فوات الأوان أنه بالفعل مافيش أمل.

**********

صوتك ارق من النايات ..... صوتك غنا مالي السكات

يتجسد أمامي آخر مرة كلمتك فيها, لقد كان ذلك منذ أكثر من شهر, أتذكر كل همسه وكل حركه قمتي بها , أتذكر لعثمتي في بعض الكلام, صوتك لا يفارق ذهني, وصورتك لا تختفي من أمامي, يا ترى هلو وصلت رسالتي اليك يومها؟, وهل احتفظتي بها؟

**********

ويلى ويلى ويلى من الأيام يا شوق
مقدرش أنام فى ليلى .... و يرضى مين يا شوق

على الرغم من النغمات الصاخبة للأغنيه والتي تدفعك للرقص في كل مكان, ولكن كلماتها تدفعك للحزن واليأس....
آه لو لم يكن هذا قراري, ولكنه بالفعل قرار اتخذته وانا في كامل قواي العقليه , بعد أن خارت قوى قلبي تماما, وبعد أن غلقت كل السبل المتاحه أمامي, اذكر نفسي بأنني لم أخسر الكثير, وأن ما فعلته هو الخير,,,,,

**********

امبارح وأنا بعزوبتي سارح بالشوق والهوى سارح كان عمري عشرين

أنام على نغمات هذه الأغنيه, التي خدرتني بهدوئها الشديد, وبأسلوبها الرائع, مع انني لم أفهم كلماتها إلأى الآن........أستيقظ على كلمات صديقي " راحت علينا نومة" فكان ردي ببساطه " قال يعني احنا مذاكرين".

**********

شئ من بعيد نداني....واول ما نداني.... جرالي ما جرالي

نزلت من المدينه الجامعيه في الثامنه صباحا, مرتديا شبشب أبو زنوبه, وبنطلون بيجامه صيفي أسود, وبروفر أزرق مخطط, وأضع شالا فلسطينيا, وكان شعري في حالة يرثى لها, والسماعات في اذني, منتشيا بأغاني منير,وقدماي ترتعش من البرد,وكنت واحاور نفسي بابتسام ..... أجد أمامي صديقه عزيزة, أشعر بالحرج الشديد من أن تراني في هذا المنظر, قررت أن أعمل عبيط , واستمر في حركتي بهدوء لعلها لا تلاحظني, ولكنني فوجئت بزميل لي, اضررت ان اسلم عليه, واستمريت في هدوئي إلى أن وصلت السكن لأرتدي ملابسي وأبدأ طريقي إلى الجامعه.

**********

أنا بحسد الكحل اللى كحل رموشك وأحمر شفايف اللى زين شفايف
دا أنا بحسد الليل اللى سهر عيونك
واحسد عيونى لما اكون ياحبيبتى شايفك

أراها تمشي أمامي, يخفق قلبي بشده,أراها تلتفت إلي, فاختطف نظرة من عينيها, ولكنني اذكر نفسي مرة أخرى بقراري, فأمشي بسلاسه لأمر من أمامها وأعود للمحاضرة وكأن شيئا لم يكن.

**********

أشكي لمين...أحكي لمين...الدنيا بتلعب بينا

بالطبع تذكرت هذه الأغنيه في لجنة الامتحان, حيث انني وجدت طلاسم لم ارها او اسمع عنها من قبل, فسلمت الاجابة للمراقب, وسلمت أمري لله.

**********

عنيك حلوين .... هاديين صافيين .... مليانه حنين .... حنين بيخطفني

استمع إلى الأغنيه وأنا أتأمل تلك الثواني القليلة التي نظرت فيها إليها....استوقف نفسي وابدأ في تغيير حياتي لعل هذا التغيير يشدد من أزري.
الاثنين، 23 فبراير 2009

نصي بيضحك والتاني زعلان

اليوم شعرت ان السماء اغلقت ابوابها حتى اشعار اخر، وحكمت على قلبي بالسكون والهدوء، وكأنها تمنعه ان يستمر في الخفقان ليضخ على الكون الوان قوس قزح وسحبا تمطر ورودا وازهارا.
لا اعرف كيف سأبرر له هذا العطل المفاجئ،وهل ستهدأ نوبات بكاءه وغضبه عندما يعلم اني صاحب القرار، وهل سيقنع باسبابي العقلانية. لا اعتقد ذلك... فبين عقلي وقلبي عداوه تكفي اقامة حرب يفنى فيها الوجود.
ولا ادري كيف ستكون رده فعله عندما يراها امامه ولا تبعد عنه سوى عده خطوات.ليس امامي سوى ان اقول اهدأ يا قلبي ولا تحزن ، فإن غدا لناظره قريب.
فعلا نصي بيضحك والتاني زعلان
السبت، 21 فبراير 2009

يا سلام......

يا سلام لو الحاجة تمشي زي ما الواحد بيخططلها, مش عارف ليه دايما بتطلعنا الجبال من تحت الأرض عشان تقف قصادنا, واول ما نرجع ونيأس نلاقي الجبال دي نزلت تاني, ويجيلنا أمل جديد اننا ممكن نحاول, واول ما نرجع تاني الجبال بتطلع من جديد!!!
يا سلام لو الواحد يقدر يغير اللي هو عايزة, بس دايما بتبقى الحاجة اللي عاوز يغيرها ملزوقه في عقول التانيين بأمير, صعب ان الواحد يشيلها من عقولهم, ولو حاولت يفتكروك انك بتيل هقولهم مش بتجدد تفكيرهم
يا سلام لو الواحد ما يبعدش عن أحبابه, لكن لازم الظروف تكون فوق الجميع ,و إلا الحياه هتكون مملة.
يا سلام لو الواحد يقدر يطير السما كل يوم, بس للأسف سعر تذاكر الطيران دايما بتكون اغلى من الفلوس اللي معانا
يا سلام لو الواحد نظرته متفاءلة شوية, بس دايما الواقع بيفكرنا ان التشاؤم هو الحل!!!!!!
الأربعاء، 18 فبراير 2009

أين أجد دموعي

منذ فترة وأنا أرغب بشده في البكاء, وعندما أبدأ في البكاء لا أجد دموع, حاولت عدة مرات في البكاء, ولكن كل محاولاتي باءت في الفشل, فجلست مع نفسي اتذكر متى كانت آهر مرة نزلت الدموع من عيني......حتى تذكرت ذلك اليوم قي صيف 2007 في اسكندرية عندما بكيت بعد أن وقعت في مشكلة كبيرة سببها مشكلة أخرى غايه في التفاهه, ساعتها بكيت بحرقه بسبب كلمة تم توجيهها إلي , كلمة جرحتني بقوة, لدرجة انني انهرت في البكاء لساعات, ولم انبس ببنت شقه لمدة يومين متتالين, ولا حتى رد السلام, وكأنني اعلنت انسحابي من هذا العالم لادخل مع عالم لا يوجد فيه غير نفسي, هي كل شيء في حياتي, مع الوقت بدأت اشعر اني وحيد فقررت ان اخرج إلى الشاطئ يومها , ولكن لم أنوي نزول البحر, ولكنني شعرت بأن البحر يسحبني إليه , فمشيت إليه دون أن أدري, وعلى الرغم من شدة بروده ماءه وقتها ولكني لم آبه لرعشة جسمي واستمررت في السير إلى ان غطى البحر كامل جسدي .ثم مددت جسدي على سطح الماء وأغمضت عيناي, وبدأ نقاش حاد , لم أعرف اذا كنت وقتها أحدث نفسي, أم البحر هو الذي يحاورني, لا اتذكر الحوار كثيرا , ولكنني اتذكر انني افقت على نقاط من المياه دخلت عيني, لأعود مبتسما للحياة وكأن شيئا لم يكن ,......., بل تذكرت الآن ..... انني عقدت صفقة مع البحر على أن يعطيني بروده مائه مقابل ان اتنازل عن دموعي ودفئها,,,,,, ولكنني الآن أريد استرد دموعي ولا ادري كيف؟؟؟
الجمعة، 13 فبراير 2009

مراحل تعلم الطب

لفت انتباهي خلال اعدادي لمجلة التواصل الطبي في سنه تانية العديد من الامور الغريبة والاراء المختلفة عند رؤيتي للمقالات التي قدمها زملاؤنا الاعزاء او في المواضيع القص واللزق ( مواضيع الانترنت ) ولكن بسبب اهتمامي بمستقبلنا في هذه الكلية العزيزة على قلوبناومستقبلنا الذي لم ار له اية ملامح حتى الآن ,كان أكثر ما لفت انتباهي عبارة وجدتها في نبذة الطبيب مجدي يعقوب في موقع ويكيبيديا ( الموسوعه الحرة ) فيقول الكاتب واصفا الطبيب الجليل مجدي يعقوب:
" لقد درس الطب في القاهرة وتعلمه في شيكاغو ومارسه في لندن"
ولمن لم يلاحظ فإنه قام بترتيب المراحل التي أوصلته الى ما هو إليه إلى دراسه ثم تعلم ثم ممارسة, ولا ادري هل هذا الأمر كان دقة من الكاتب أم انها مجرد صدفة وحتى وإن كانت صدفة فإنها جاءت مناسبة للواقع الذي تعيش فيه دراسة الطب في مصر منذ قديم الأجل, فلم أسمع من أحد الاطباء إلا وقد قال لي" مخففا عني مأساة جهلي" انني لن اتعلم الطب حتى اتخرج من الكلية وارى غيري يمارسه أمام عيني ثم أمارسه بيدي ولكنني اتساءل هل هذا الوضع هو الوضع الصحيح؟, وهل هذا الوضع هو وضع موحد على مستوى العالم؟, ام انه مقتصر علينا نحن دارسي الطب في مصر؟.
وان كان هذا الامر مقتصر علينا نحن دارسي الطب في مصر فهل من العدل اهدار 7 سنوات من العمر فقط لدراسة بعض الكلمات الغريبة وبعض المعلومات العامة التي اجد ان عامة الشعب له دراية بها ولكن ليس باسلوب الاختصاص الموجه إلينا؟, وهل من العدل مايحدث فينا من تعذيب من اجل تلك المعلومات التي قد لا نستفيد منها في حياتنا العملية أبدا؟.
في النهاية أرى اننا ان كنا الوحيدون اصحاب هذا السلم التعليمي الطبي فإننا بذلك نهدر عمرنا وان ما نفعله لا قيمة له لا في حياتنا الحالية ولا في المستقبل القريب ان شاء الله.
عندما تدخل إلى تلك الشقة الخاوية مرة في كل شهر, فتفتح الباب وتضغط على قابس الكهرباء, ليضيء لك المكان, فتجد أن المكان امتلأ بالغبار, وتدخل لتطتمئن على ما حدث في هذا الشهر, فتجد أن سم الفئران مازال مكانه, وهناك نافذه ليست مغلقه كما تركتها, فتذهب لتغلقها, وتدخل إلى غرفتك لتجد انها تحولت إلى مكب نفايات, فتجلس فيها قليلا حتى يتوغل الصمت داخل عقلك, فيعيد لك الذكريات حين كان هذا المكان مفعما بالحياة, وكنت تشكو من كثرة الضجيج....ومن كثرة الزيارات, وتتذكر حين كنت ترفض ان يتم تنظيف غرفتك لمجرد ان تسترخي خمس دقائق لتستمع إلى أغنيه لمنير,وتتذكر شكواك من ان الغسيل قد تأخر يوما أو يومين.
فتشعر بالوحده وتتعجب من نفسك, فانت الآن تتمنى لو أن يوما من هذه الأيام يعود, ولو مرة واحده في الشهر, فأنت تشعر بقيمة هذه الاشياء بعد فوات الأوان, اليوم فقط يمكنني أن اعترف بوحدتي, ولكنني أخدع نفسي كالعاده,وارفض هذا الاعتراف, فأجعل صوت التلفاز اعلى ما يمكن, وأرفع من أغاني منير في نفس اللحظة,فتملأ الضجة المكان, لعلها تنسيني وحدتي.
ولكن عندما فتحت الثلاجه لأجد أن قطعة الجبن قد تحولت إلى اللون الأخضر,التصقت في عقلي تلك الصورة التي فشلت كل محاولاتي لإزالتها,و في النهاية أدركت انني وقطعة الجبن الخضراء وجهان لعملة واحده.
انتقلت تلك الفتاه البريئه الي منطقه جديده حيث كان كل شيء مختلف، كان الشجر ينمو الى اسفل والنور يمدك بالكآبه والموسيقى لا تعزف الا في الجنائز، مجتمع غريب، ممنوع فيه اللعب، وليس فيه وقت للرقص، شوارع ممتلئه بالأحياء الأموات، عندما تنظر الى وجوههم ،تعلم ان تلك الابتسامه الطفوليه البريئه لم تسلك يوما طريقا الى قلوبهم، وان نظرت في عيونهم تجد نارا مشتعله من الحقد والحسد، والرغبه القاتله في انتزاع كل ما هو جميل في حياتك، ولكن ذلك لم يكن غريبا على سندس، حيث انها سمعت عن اخبارهم الكثير، وقد اتخذت وعدا على نفسها انها لن تكون يوما منهم، ولن تجعل من نفسها يوما ضحيه لأولئك الوحوش.

وجاء أول يوم لها في المدرسه، وتعرفت الى زملائها وزميلاتها من التعساء، وتعرفت على مجموعه من المدرسين لا يفقهون شيئا سوى إجبار الطلبة لتعلم ما لا ينفع ولا يضر، ولكن ذلك الأمر لم يحبط عزيمتها لتكمله الطريق والبقاء في مقدمه المتفوقين ، كما تعودت في مسيرتها الدراسيه، وما ان دق جرس الفسحه ، حتى انطلقت بكل حماس ولهفه، تبحث عن عن وقود روحها ، عن وسيلتها للوصول الى بر الآمان، عن اصدقائها الذين كانوا يصغون لأحاديثها الطويله دون أن يكلوا أو يملوا، ذهبت تركض في كل أنحاء المدرسه تبحث في كل ركن وكل ساحه،وبعد ان امتلك الجهد جسدها وقفت والدمع في عينيها, بعد ان ايقنت انه لا وجود لحديقه للمدرسه، لا أزهار ولا ورود ولا أصدقاء، وما أن مسحت دمعتها حتي لمحت عيناها قطعه خشبيه قديمه، تدوس عليها قدمها الصغيره، وبعد ان ابعدت عنها الغبار، ظهرت على وجهها بسمه غمرت الدنيا بالسعاده، فقد قرأت كلمة "حديقه المدرسه" على تلك القطعه الخشبيه، وهمست لنفسها بصوت خفيض، سوف تبدأ الحياة من هنا، ولكنها لم تعلم ان تلك الهمسه سوف تسمعها كل الدنيا في يوم من الأيام.

وعادت سندس في اليوم التالي وحقيبتها ممتلئه بالأمل والرغبه ومعبئه ببذور البهجه والسرور، وكان جرس الفسحه لها بمثابه الخروج من السجن الى الحريه، فكانت تنطلق لتعيد زراعه تلك الحديقه بكل لهفه وشوق، ومع مرور الأيام بدأ الأطفال الآخرون يراقبونها ، ويتمنون ان يساعدوها, وكلما كلمتهم قالوا لها انها مضيعه للوقت والجهد, لم تفهم وقتها لما يقول اولئك الطلاب ذلك ،لكنها سرعان ما اقنعتهم بما سيعود عليهم من ذلك النشاط بالمنفعه العلميه والترفيهيه، والرائحه الطيبه التي ستعم المدرسه، والبهجه التي ستدخلها تلك الألوان الزاهيه داخل القلوب، وبالانتهاء من زراعه الحديقه، انتهت السنه الدراسيه، وأصبحت تلك الحديقه حديث المدينه, وكان على عم رفعت مسئول الحديقه الاستمرار في رعايه تلك اللوحه الفنيه الرائعه.

وذهبت سندس وأصدقائها للاستمتاع بالعطله، بعد ان تسلل أخيرا في قلوبهم الصغيره الشعور بالنجاح، وعاد اليهم الأمل في الحياه، وعلى الرغم من سعادتهم بالابتعاد عن تلك المدرسه البغيضه، ألا انهم كانوا دوما يفتقدون حديقتهم ، ويتمنون العوده لتلك الأحاديث الطويله مع ازهارهم, وان يتنشقوا رحيق الحريه والأمل من جديد.

وبدأت السنه الدراسيه الجديده، وكما اعتاد الطلبه، تعرفوا على المدرسين الجدد، والذين لم يختلفوا عن سابقيهم كثيرا، وما ان دق جرس الفسحه، حتى انطلقت سندس الى جنتها، ولكن لم تكن لوحدها هذه المره ، وما أن وصلوا الطلبه الى الحديقه حتى صعقوا بما رأوا، وتمنوا أنهم كانوا عميانا حتى لا يروا ذلك المشهد، فتلك الجنه اصبحت مقبره، صحراء جرداء ليس فيها حياه، وعلمت سندس حينها قصد زملائها بمضيعه الجهد والوقت ، وبدأ يتسلل الاحباط الى عقول الأطفال وخاصه سندس ،وخرج من وسط سوداويه المشهد" نور "، ذلك الطفل الذي وقف وسط الحديقه المهدومه، قائلا بأعلى صوت له:

لا، لن ننسحب الآن ،لن ننسحب بعد ان تعلمنا معاني البهجه والامل والنجاح، لن نسمح بالاحباط يعود الينا من جديد، لن نتحول الى أولئك الأحياء الأموات، لا...... ، لن نكون مثلهم، سوف نعود وبقوه، وسوف نبني ما هدم، وسوف نعيد لنا ولغيرنا بهجه الحياه.

وما ان انهى نور كلامه، حتى شعر باقي الأطفال بطاقه ليس لها مثيل ، وفي اليوم التالي بدأ الاطفال في مشروعهم من جديد، يوما بعد يوم حتى جاء وقت العطله الأسبوعيه,ثم عاد الأطفال ليكملوا عملهم بلهفة ، فوجدوا ان حديقتهم قد صارت خرابه من جديد، وكأنهم لم يفعلوا شيئا طوال تلك الأيام، وعلم نور بفضل صداقاته بأن عم رفعت يترك تلك الحديقه لبعض من ابناء اصدقائه ليقضوا فيها العطله مجاملة لهم، فهرع نور الى سندس، فأخبرها بما حدث ، وقاموا بتجميع الاطفال وذهبوا جميعا ليشكوا أمرهم عند الاستاذ "بهيج" ناظر المدرسه, والذي تولى منصبه حديثا, معروف بنزاهته, فكان أملهم الوحيد , وأخبرهم بأنه سينظر في الأمر.

ولكن عم رفعت كان يعلم أن ذلك سيحدث في أحد الأيام, فجاء للأستاذ بهيج بصور للحديقه بالعام الفائت , وكيف انها كانت جنه بفضله, وأن ما حدث في الحديقه هو من فعل أولئك الأطفال, خاصه بأنه يمتلك لهم صورا وهم يقضون معظم وقتهم ينبشون في أرض الحديقه, بل وجاء بشهود من بعض أولاد أصدقائه ليشهدوا معه, لأنهم تعبوا كثيرا في زراعه تلك الحديقه مع عم رفعت!

فأقتنع الاستاذ بهيج بأن سندس هي السبب , فطلب حضورها, وشرح لها الموقف,ووجه إليها التهم, فشعرت سندس بالظلم الشديد والاحباط, خاصة أنها لا تملك ما يثبت عكس ذلك, مع ادانتها بأنها هي محدثه المشكله, بل وأن الأطفال الآخرين كانوا لا يعبثون بشيء وهي من حرضتهم على ذلك, ولكن لان الاطفال كانوا يعلمون حقيقه الموقف, ويعلمون أن هذه الأشياء ماهي إلا لعبة في يد الكبار, لا يمكنهم الاشتراك فيها إلا تحت أوامرهم, فهونوا على سندس الأمر, وطالبوها بالابتعاد عن الحديقه ومشاكلها, فليس هناك فائده من مضيعه أيام وشهور من الجهد, لتأتي العواصف لتهدمه في لحظات.

وكانت تلك الكلمات بالنسبه لسندس كالضربه التي قسمت ظهر البعير, فما أن سمعتها, حتى استقلت أول حافله متجهه إلى مدينه الظلام والاحباط, تاركة كل أحلامها وأهدافها وراء ظهرها في مدينة الأمل, والتي أصبحت بالنسبه لها مدينه لا تتواجد إلا في عالم المستحيل.
السبت، 7 فبراير 2009

كيف تهدم امه؟

إذا اردت أن تهدم أمة فما عليك إلا أن تلجأ الى مبدأ ( ضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب) وهو مبدأ ولد في الحرب العالمية الثانية لاضعاف سياسات الدول المعادية وتحطيم بنيتها التحتية.وتعجب الآن حين ترى انتشار هذا المبدأ رغم شهرة خطورته ولكنه لا ينفذ على يد الاعداء بل على يد أبناء الوطن بصورته الحديثة التي يطلق عليها الآن اختصارا " الواسطة ".
فإن الواسطة قد أوقعتنا في حفرة يصعب علينا تسلقها وإن فعلنا يصعب علينا ردمها فآثارها تستمر إلا ما لانهاية وما إن وصلت الى النظام التعليمي حتى ضاع كل شيء فابتعد صاحبها عن الاجتهاد –فكل ما يحتاجه هو فرك مصباحه السحري-أما اصحاب العقول والمبدعون فيصيبهم الاحباط والكسل فلا تجد لهم أثرا – فمهما صرخوا لن يجدوا لهم آذان صاغية- فينقرض الابداع في وجه عواصف الواسطه ليسود عصر اختفت فيه ملامح الابداع المشرقة وعادت اليه ملامح الطبقية القبيحة,علماؤه يعلمون الجهل للأبناء وأطباؤه هم مرضى بذاتهم .ولا فرق فيه بين التاجر واللص.وأما الابداع فيه فهو من نوع آخر فتجد المبدع هو من يجد إشكالا للحل لا حلا للإشكال, فتنقلب الموازين وتهب العواصف ويهتز البنيان بعد أن تآكل أساسه من النسيان,نسيان تقوى الله , نسيان الاخلاص للوطن, نسيان محاسبة الضمير, نسيان هدم أمة.
لا أحد ينكر أن السلبيه قيد سميك, أقوى من قيود الصلب والحديد, تقيدنا من التقدم إلى الامام, وتغيير الحاضر, وبناء المستقبل, وتثبتنا مكاننا دون حراك, بل قد تتحول إلى سم يصيبنا بالشلل الكلي, حتى مجرد التفكير تمنعنا عنه, ولكن السؤال هل نتجرع هذا السم بارادتنا , أم يضعه لنا الآخرون دون أن ندري.


لو أمعنت قليلا لوجدت انك تتجرع هذا السم بكل الطرق المختلفه, في البدايه يضع لك الناس جرعه بسيطه جدا, تتمثل في الحديث عن الحاولات الفاشله لغيرك, وعن ان الفرد هذه الايام لا يستطيع فعل ما يريد بحريه, ولكنك تتجاهلها وتستمر في التفكير, وتكون لديك الرغبه في التغيير, وتحاول مره ومرتين, فيدرك اعداءك ان هذه الجرعه غير كافيه, فيزيدونها, ويقومون بافشال كل محاولاتك في التغيير , وفي هذه اللحظه بالذات تدخل في اعراض ذلك السم من الاكتئاب , والرغبه في الانتقام, وقد تقرر في هذه اللحظات انك عاجز, وانك لا تستحق الحياه, فتتجرع كأسا كبيرا من هذا السم, حتى تعود مجددا بكامل صحتك, متفائلا للحياه, تكمل مسيرتك في الحياه بجسد بلا عقل, تلهث وراء الملذات, وتكره كل ما يعكر صفو ذهنك, وانت لا تدرك ان هذا الذهن ليس صافيا, بل هو غير موجود اساسا.


أما الحل الآخر هو ان تحطم جميع القيود و تكسر القنينه التي تحوي ما تبقى من السم, و تتابع مسيرتك, وتقاتل من أجل أفكارك أولا ومن أجل ان تجلب لأبناءك مستقبلا بديعا, يحييك عليه الاجيال طول الزمان, ولكنك إن سلكت هذا الطريق, فلا تفكر ولو للحظه ان تندم على تلك الجرعه التي كسرتها, وعليك ان تستمر إلى ما لا نهايه, وتواجه كل المشاكل والعقبات التي ستقابلك في مشوارك, ففي النهايه لا يوجد نجاح بلا عقبات تجرح فيك وفي من حولك, ولا تحزن من الآلام التي ستجلبها عليك هذه الجراح, وتذكر انك لو حاولت ولو للحظه ان تعود إلى السلبيه, فإنك لن تنسى ابدا هذه الجراح , وسوف تحزن اكثر واكثر كلما نظرت إليها, وتذكر كذلك ان لو وصلت إلى نهايه الطريق فستتحول هذه الجراح إلى وسام شرف, تسعد كلما نظرت إليها.
الخميس، 5 فبراير 2009

الاخبار المتناقضه

صباح يوم الأحد 6 ابريل 2008 :
جرائد المعارضه تشيد بالاضراب العام الذي ينظمه شباب الفيس بوك, وتشيد باعتصام عمال غزل المحله.
الجرائد القوميه تنشر تحذير لوزاره الداخليه من التظاهر والتحريض على توقيف العمل.
صباح يوم الاثنين 7 ابريل 2008:
جرائد المعرضه تقر بنجاح الاضراب بعد ان خلت شوارع القاهره الكبرى من البشر. وتلعن ماحدث من اطلاق الشرطة النار على المدنيين في المحلة.
الجرائد القومية تقول إضراب "فشنك"..مصر قوية ولا تهتز بالشائعات. وتشكر جميع العمال الوطنيين الذين لم يشاركوا في اعمال الشغب في المحله, وتعلن عن القبض على مجموعه كبيره من مثيري الشغب
صباح يوم الثلاثاء 8 ابريل 2008:
جرائد المعارضه لا تزال تنشر صور للشوراع والجامعات الخاوية في مصر يوم 6 ابريل
الجرائد القومية تعلن عن مكافأة لعمال الغزل 15 يوم وابناء المحلة 30 يوم
صباح يوم 1 مايو 2008:
جرائد المعارضه تتسائل هل سيكون اضراب 4 مايو ناجحا كاضراب 6 ابريل
الجرائد القومية تعلن زياده رواتب الموظفين 30 %.
صباح يوم 5 مايو 2008:
جرائد المعارضه تعترف بأن العلاوة اجهضت الاضراب
الجرائد القوميه تقول كلاكيت تاني مره , اضراب فشنك والمواطنين رفعوا لافتات التأييد للرئيس
صباح يوم 6 مايو 2008:
جرائد المعارضه تستهجب من هذه اللعبة الذكية لاجهاض الاضراب , بالامس اعطونا الاموال وبعدها اجهض الاضراب واليوم يأخذون الأموال من جديد
الجرائد الفومية تنشر خبر رفع زيادة الاسعار قائلة الفئات الفادرة تتحمل عبء الزيادات.
جميع الايام خلال الازمة الاقتصادية العالمية:
جرائد المعارضه تتساءل كيف يتأثر جميع دول العالم بالازمة ومصر تصر اننا على بر الامان
الجرائد القومية تنشر الانجازات الاقتصاديه في مصر
بعد انخفاض الاسعار بسبب الازمة الاقتصادية :
جرائد المعارضه تتساءل عن تلك الاسعار الجديده, حيث ان البائعون لم يلتزموا بها, وتقول عند اعلان الغلاء يرفع البائعون اسعارهم في لحظتها وعند التخفيض فلا حياة لمن تنادي.
الجرائد القومية تنشر بيانا بالاسعار الجديده وتبرر الاسعار القدبمة بسبب امتلاء المخازن من البضاعه القديمه.
أثناء الاحداث في غزة:
جرائد المعارضه تتهم الحكومة بالمشاركه في حصار غزة, وتحمل الحكومة مسئولية ما يحدث
الجرائد القومية تنشر اخبارا عن المساعدات التي ارسلتها مصر إلى معبر رفح, والتي ترفض اسرائيل دخولها, وتشيد بالمبادرة المصرية لوقف اطلاق النار
بعد وقف اطلاق النار:
جرائد المعرضه تعلن انتصار المقاومة الشعبيه لحماس على اسرائيل
الجرائد القومية تنشر اخبار مؤتمر شرم الشيخ الذي اشاد فيه قاده العالم بمبادرة الرئيس لوقف اطلاق النار
بعد كل هذه الاخبار المتناقضه والتي يوجد منها الكثير ولكن هذا ما تذكرته منها ,مع اني أقرأ للمصري اليوم وهي جريده مستقلة كل ما تفعله هي نشر الخبر كما هو, ولكن عندما اذهب لبائع الجرائد تلفت نظري هذه العنواين المستفزة لذا قررت اعتزال جميع بائعي الجرائد, ولن أقرأ حتى للمصري اليوم , وذلك منذ ان تم ايقاف اطلاق النار إلى يوم امتحان الفارما,,,,,,,, ادعولي.
الأربعاء، 4 فبراير 2009

ما هي الحريه؟؟؟؟

الحياه, ما هي الحياه؟ ما دورنا في هذه الحياه؟ هل نحن كقطعة الشطرنج يحركنا الآخرون كما يريدون؟ هل الحياه هي السير على الخطوات التي رسمها لنا الآخرون؟ لو كانت هذه هي الحياه, فإذن ما هي الحريه؟
اعتقد اننا الان نعيش في عصر الحريه الوهميه, فكل ما تملكه من حريه هو الاختيار من عده مخططات مرسومه لك مسيقا, وما ان تختار احدها حتى تكون عبدا لهذا المخطط, فإذا اخترت كلية الطب , فستدخل كلية الطب التي تريد, ولكنك ستتعلم كما هم يريدون, بالطريقة التي يريدون, لك الحريه بأن تفول انها اساليب متخلفه, ولك الحريه ايضا بان تطالب بتغيير اسلوب التعليم, ولكن للأسف فإن الاختيارات ليست من اختصاصك في هذه المرحله, فهي من اختصاصهم فقط, بل عليك ان تلتزم بالمخطط بحذافيره, فهذا المخطط هو الذي سيحدد حياتك, سيحدد متى تعمل , وسيحدد متى ستتزوج, متى تأكل ومتى تشرب, وإن حاولت بأي طريقه الانحراف عن هذا المخطط , فعليك ان تتحمل العواقب, ولا تلومن إلا نفسك.
وهذا الوضع في تصوري انهم يربطون جميع اجزاء جسدك بالحبال, ويحركونها كما يريدون, فتجد نفسك دميه في مسرح العرائس, يحركك من هم أعلى منك, لتمثل ما يريدون, وفي نهاية المسرحيه يصفق الجميع, ليس لدورك الجميل في المسرحيه, ولكن لأولئك الأشحاص اللذين استطاعوا بتحكمهم فيك وفي غيرك ان ان يجعلوا نهاية المسرحيه بهذا الشكل الرائع.
وحين تنتهي المسرحيه ويذهب الممثلون والجمهور, تجلس بمفردك في ظلام المسرح الدامس, وتقول بلا مبالاه, مبررا لنفسك ما حدث قائلا " لست اتحكم بشيء, وليس الأمر بيدي, يلعن الله الروتين, يلعن الله الروتين!!!!!!"
استيقظت في الصباح, وذهبت الى التلفاز لأشاهد الاخبار قبل ان اذهب إلى الكليه, فوجدت تقريرا عن النيل , وكان لون النيل احمر, تعجبت ولكني قلت لعلها تخاريف الصباح, أو لعل التلفاز قد تعطل, لم يهمني الامر كثيرا, وعندما فتحت صنبور المياه وجدت مياها وردية اللون تنزل من الصنبور, فلعنت وزارة المياه والبلد وكل ما يتعلق بالحياه, جلبت بعض من المياه التي اخزنها وغسلت وجهي ونزلت إلى الشارع لآتي بمياه غيرها, لعل الامر يطول كما هو المعتاد , وطلبت من بائع البقالة القريب من المنزل مياها معدنيه, فأعطاني قنينه من الماء حمراء اللون هذه المره, فصرخت , ما به كل شيء يتحول الى اللون الاحمر, يا الهي , هل اصبت بعمى الالوان.
يا فندم ما تتخضش كده , هي العبوات الجديده جاية كلها بالشكل ده, لو مش عايزها بلاش, بهذه الكلمات قلل من فزعي بائع البقاله, وفجأه بدأت السماء تمطر, انها تمطر بغزاره شديده, فانظر إلى ملابسي لاجدها مليئه ببقع حمراء, وما هذا, انها رائحة الدم, نعم انها دماء وليست أمطار, ركضت مسرعا إلى النيل, وما ان رأيته حتى كدت ان يغشي علي, لقد تحول إلى دماء هو كذلك, ولكن الناس يسيرون في الشارع بلا مبالاه, وكأن شيئا لم يكن, وكأن الحياة طبيعيه, فسألت أحد الماره , ما الذي يحدث, ما كل هذه الدماء
فرد وقال لي, ببساطه, انها دماء اطفال فلسطين, لقد رضينا أن نشربها حتى لا يشربوا هم دماءنا, لقد كان على احدنا ان يضحي, ووضعوا الخيار بين أيدينا, واخترنا ان نحتفظ بالحياه ونشرب دماءهم.
الاثنين، 2 فبراير 2009

الليل وآخره

لطالما كانت الساعات القليله التي تسبق الفجر هي منجايا من مشاكل وهموم الحياه , فأمشي بالشوارع بمفردي, لأجد العالم خاويا, لا أرى بشرا ولا زحاما, ولا يوجد من يأخذ مني العالم الآن ,فأشعر بانني الملك, لي الحريه لأفعل ما أشاء, لن يحجم أحد أفكاري , ولن يكسر الآخرون أقلامي, وما ان ابدأ اطلق لخيالي العنان, حتى يلفت نظري قمرا ساكنا, قد مر عليه أكثر من عام ولم يكتمل بعد, وأرى بقايا النيل, بعد أن جف من طول البعاد , جسمي يرتعش من الرياح البارده, تلك الرياح التي عانت في سفرها وقطعت كل هذه المسافه , فقط لتذكرني انني افتقد إلى الدفء, افتقد إلى الحنان,ليذكرني بمملكتي الخاوية, وقلبي الذي يكاد أن يضمر من الوحده.
لاجد نفسي زهرة وحيده في حديقة مليئة بالأشجار,تعرف جميع الأشجار في الحديقة, وتتبادل معهم الأحاديث, وتشاركهم في أحلامها وطموحاتها, ولكنها لا تزال زهره وحيده, تقنع نفسها بانها لا تشعر بالوحده, ولكنها في ساعات الخلوة تتذكر الأيام عندما كانت في حديقة الزهور, عندما كانت مع أخواتها, أو عندما ترى تلك الزهرة البعيده, وترغب في الاقتراب منها, ولكن جذورها تخونها , فتظل مكانها دون حراك, فتتذكر معنى الوحده.
أمشي في الشارع, لا اتذكر هل كان الصباح أم المساء,لا اتذكر شيء سوى انني أرى الناس من حولي من جميع الجهات, و أسمع صوت الزحام الذي يكاد يفجر رأسي ,ولكنني ألمحها تأتي من بعيد, وتقترب مني, فتزداد ضربات قلبي,واتوه من الدنيا , وأنسى العالم, ويتبدل صوت الزحام بزقزقه للعصافير ,ويتحول الناس إلى أشجار وورود, وكأنه لا يوجد في العالم غيرنا,ويكون همي الوحيد والأوحد هو أن اراها,فاسرع من خطواتي لأقلل المسافة بيني وبينها, وكلما اقتربنا من بعض أؤكد لنفسي انها هي , ونقترب أكثر, إلى أن أستطيع تفسير ملامحها بدقه, لأجد أنني أرى شخصا آخر غيرها , فيعود الناس والزحام من جديد وكأن شيئا لم يكن.
كم من مرة حدث معي هذا الموقف؟, لما يتكرر هذا الوضع كثيرا؟, ألهذه الدرجة أنا موهوم؟, نعم أعتقد انه الوهم, فليس من المعقول أن يكون لهذا علاقة بأي شيء, فأنا لا زلت لا أعرفها حق المعرفه , بل لم أتعامل معها مسبقا, اذا لماذا كل هذا الشوق لرؤيتها,, وكل هذه الرغبة لمحادثتها.قد بررت لنفسي موقفي هذا نتيجة للوحده, ولكن كيف وكل هؤلاء الناس من حولي, أصدقائي وزملائي وغيرهم الكثير, والبعض قال لي انه المجتمع الذكوري الذي تعيش فيه, قد يكونوا على حق, ولكن لما هي بالذات, فالفتيات غيرها الكثير, قرأت كثيرا عن الحب من أول نظرة ولم اؤمن به, وكنت أسميه اعجابا, وتعجبت كثيرا عندما سمعت أسامة منير متفقا معي, قائلا أن الاعجاب هو أول مراحل الحب, ولكنه ليس الحب في حد ذاته.
فسميت ما أنا فيه اعجاب, واقتنعت بذلك كل الاقتناع, واتخذت قرارات بالا اجعل هذا الوضع يأخذ أكثر من حقه, وأن أتابع حياتي, وهذا ما لم يكنفقد أصبح محور حياتي هو كيف سأصل اليها, كيف يمكنني أن أتأكد ان كان ما انا فيه حبا وليس اعجابا, وان كان اعجابا فلماذا لا أحوله إلى حب, ولكن للأسف لم أجد طريقا صحيحا لأفعل به ذلك, فصرت تائها ,ولا ادري ماذا أفعل!!!!!!!!!!!
نظرت الى عينيها بكل ما في قلبي من شوق وحنين،لأجد نفسي محلقا في سماء عشقها الزرقاء، وأجنحتي تخيط من السحب نسيجا ورديا يحكي للملأ مدي شوقي لها، رغبتي القاتله لأختطف من هذا العالم لحظه واحده لأعبر عن حبي لذلك القلب البرئ، أود ان ارتشف ولو قطره من كلامها العذب ، وفي لحظه وجدت عينيها البراقتين تنظر الي، فما شعرت الا بدوي سقوطي، فكيف تجدني محبوبتي وأنا ارمي بنظراتي اليها، كيف تراني الان؟هل تعتقد انني كباقي الشباب؟ اه لو تعلم حقيقه مشاعري لها!
هكذا هو شعوري في كل مره انظر اليها، منذ ان رأيتها أول مره ،وفي كل مره اراها امامي أجد قلبي يخفق بشده، كأنه طفل يرجو والده ويلح عليه ليحقق رغباته، فأجده يدفعني في كل مره لأكسر حاجز الأثير الذي بيني وبينها،وأعبر ذلك الشارع الصغير الذي يفصل بيننا، حتى ابوح لها بكل ما يملأ قلبي من حنين، وما أن تهم نفسي حتى أجد صوتا خفيضا يخرج من أعلى رأسي، يذكرني انها لا تعلم عني شيئا، فكيف اذهب اليها وأحدثها؟وبأي صفه أخبرها عن مشاعري؟ وحتى ان كانت تعرف من انا، فهل تكن لي نفس المشاعر؟ هل تجد في فارس أحلامها كما وجدت فيها أميره قلبي؟
حتى في الثواني القليله التي تمكن مني قلبي وتجاهلت فيها صوت عقلى, وشجعت نفسي وذهبت اليها لابادلها الحديث، لم يتعدى لساني حدود الرسميات، وحينها أشعر بأنني أحد اولئك الدمى التى تستخدمها الشركات تحت مسمى مندوبي المبيعات، بتلك الابتسامه الجوفاء، والكلام الموزون، ولفظه الشكر ما بين كل كلمه وكلمه، وفي اللحظات التي تلى ذلك الحديث الصغير،اجد نفسي تائها بين احساسين متناقضين، احساسي بالسعاده الغامره، وحسرتي الشديده، فتلك اللحظات التي اسرقها تقربني ولو بخطوه منها،وفي نفس الوقت ليست هي الطريق الى قلبها.
بل أجد نفسي في دوامه كبيره حينما لا أستطيع ان أفسر لهفتي الشديده وانتظاري رؤيتها وسعادتي عندما تمر أمامي كأنها نسمه بارده مرت على وجهي في نهار أغسطس الحارق، وذلك السؤال الذي لا ينفك ان يظهر أمامي كلما فكرت فيها،ماالذي يربطني بها؟ ولماذا أكن لها كل هذه المشاعر؟هل هذا هو فعلا الحب؟ حقا لا أدري!!!!