الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

رسالة ... لم تُرسل بعد !!!


محبوبتي...

لا ادري ان كانت هذا الكلمة تناسبك , فلكم بعدت الأيام , ولكم طالت الليالي , تتناقض فيها المشاعر والأفكار , اتوه بين معاني الحب والاعجاب وتقدير الجمال , فأنا لست ذو خبرة تمكنني من تقييم ما اشعر به , ولا انا بقادر على ان انفي انني اشعر بشيء تجاهك , ماهو ؟ ... لا أدري , ولكنني اشعر به , وتزداد حيرتي كلما رأيتك تسيرين امامي , وعلى وجهك تلك الابتسامة التي تخطف انفاسي , لاسمع في اذني صوت فرانك سيناترا وهو يردد ويغني بصوته الرخيم الشادي:

When you are smiling ... The whole world smiles with you


واكاد اقتل عقلي حين اشعر بسواد دنياي حين أرى العبوس على وجهك , على الرغم من انني لا ادري ما السبب , ولا ادري ان كان هذا العبوس الذي يصيبك حقيقي , ام مجرد لحظة من لحظات اللا حزن واللا فرحه , لا يهم , يكفي انني اعلم انه مجرد اختفاء تلك الابتسامة العذبة الرقيقة عن وجهك تصيبني بالحزن .


محبوبتي...

لكم من مرة ظللت ارتب من كلماتي وانمق من عباراتي لكي اكون مستعدا حين تأتي اللحظة المناسبة لأخبرك بكل مشاعري , لكم من مرة اتخذت قراري بأنني سأذهب اليك فورا وليكن ما يكون , ولكن كلما اقترب منك خطوة ازدادت ضربات قلبي وازداد خفقانه , وازداد التوتر في مشاعري والتردد في عقلي وتباطأت قدماي في المسير , لأشعر بالضعف والوهن , وما ان استجمع قواي اراك اختفيت من امام ناظري , فأظل نادما إلى ان تتاح لي فرصه اخرى ... ولكن تثاقلي يزداد وترددي يزداد .


في المرة الأخيرة لم يهمني انك لا تعرفينني حق المعرفة , لم يهمني ماذا سيكون ظنك بي حين أقف امامك واقول لك بكل صراحه " أنا معجب بك " , لم تهمني رده فعلك ... سواء لي ان توبخيني او تشكريني على مشاعري النبيلة , سواء لي ان كنتي تبادلينني المشاعر , او تمقتين تصرفاتي التي قد ترينها صبيانية او مجرد افعال مراهقة ليس لها لديك اي محل من الاعراب ... لم يهمني نظرات صديقاتك الي وانا احدثك , ولا ماذا ستقلن عني بعد ان اتركك , هل ستسخرن مني؟ ... ام تتعجبن من جرأتي؟ , لم يهمني كل ذلك , فقد كان كل همي ان اصل لك بمشاعري , ان تعلمي ان هناك شخصا ما معجب بك قبل ان اذهب مبتعدا , لعلني اصبح مجرد ذكرى جميله في حياتك او مصدر احراج لك , لا يهم ما دمت قد دخلت نطاق عقلك ونطاق تفكيرك وحجزت لي مكانا هناك , لا يهم ان كان مكانا صغيرا في حجرة مظلمة لن ترى النور بعد اليوم .


محبوبتي ...

هل جمالك هو الذي اسر قلبي ؟ ام انها ارواحنا التقت من وراء ظهورنا فتولدت لدي تلك المشاعر كما يحدث في الاساطير ؟ أم انه القدر يسير بي في هذا الاتجاه لتكوني يوما ما من نصيبي ؟ لتكوني صديقتي ومحبوبتي وزوجتي وام اولادي ؟ لم لا ؟ اعذريني ان كنت قد ذهبت بخيالي بعيدا ... فهذا ليس بيدي طالما هذه المشاعر لا تزال تأسرني في سجنها الذي يحلو لي عذابه!


محبوبتي ...

ان قُدر لنا يوما ان نكون معا , فلك ان تعرفي اني لا ابغى من وراءك شيئا يغضب الله , او يعكر من صفو ضمائرنا , فلكم انتظر اليوم الذي ادخل فيه منزلك واجلس وسط اهلك , مفتخرا بتلك اللحظة التي استطعت ان اقول فيها " يا عمي انا طالب ايد بنتك " , لا يهم ان كان هذا اليوم غدا او بعد عشر سنين , او ان لم يحدث ذلك ابدا وكنتي من نصيب غيري , ولكن من حقي ان احلم ومن حقي ان اسعى لتحقيق حلمي !


محبوبتي ...

لعل تلك الرسالة لم ارسلها مباشرة اليك , ولكن لكم اتمنى ان تقع يوما بين يديك , ولكم اشتاق لاسمع ردا يشفي ما بي , فان كان ردا بموافقة مشروطة , فانا في كامل الاستعداد لكسر كل الحواجز لاصل اليك , وان كان ردا بالنفي , فاعذريني ان لم استطع ان ائد مشاعري , وان لم تطاوعني يداي على ذبح احلامي . فكلي امل ان يأتي اليوم الذي توافقين فيه علي ... مهما بعد عني وطال انتظاره.
مع ارق المشاعر واطيب التمنيات
أبـــو ضــيـــاء
الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

اللهم لا شماتة !!


انتهت معركة اليونسكو وخسر المرشح المصري /فاروق حسني المعركة بفارق 4 أصوات عن المرشحة البلغارية التي انتصرت في المعركة بعد أن حصلت علي 31 صوت في الجولة الرابعة وقبل الأخيرة .... فسباق اليونسكو يتكون من 5 جولات وخلال الجولتين الأولتين كان مرشحنا المصري / فاروق حسني متفوقا في السباق وبفارق كبير عن اقرب منافسيه والتي كانت المرشحة البلغارية .. وفي الجولة الثالثة تعادلا بواقع 29 صوت لكل منهما.. وجاءت الجولة الرابعة والتي شهدت انسحاب المرشحة النمساوية والتي كانت قبل بدء السباق مرشحة وبقوة للفوز بالمنصب ... من هنا بدأت لعبة التربيطات واللعب الغير القانوني أو بمعني آخر ( ضرب تحت الحزام ) فمندوب أمريكا والذي تم تعيينه مباشرة قبل بدء انتخابات اليونسكو كان يمارس ضغوطاً مفتوحة علي مندوبي الدول المختلفة لإسقاط /فاروق حسني .... والغريب أن هذا الموقف كان واضحاً وعلنياً ومباشراً بلا مواربة حتي أن الضغوط وصلت إلي درجة التهديد المباشر لبعض مندوبي الدول .... انتهت المعركة وسقط / فاروق حسني ونجحت مساعي المندوب الأمريكي ... كل هذا قد يكون معلوم بالنسبة للجميع ... ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا فعلت أمريكا ذلك ؟ لماذا قام المندوب الأمريكي بكل تلك الضغوط والتي جعلته لا يذوق طعم النوم لمدة أسبوعين ؟؟ لماذا هذا الموقف الأمريكي المخالف تماماً لتصريحات الرئيس الأمريكي اوباما الذي جاء إلي القاهرة وأطلق تصريحاته الوردية من جامعة القاهرة عن التعاون بين الشعوب وفتح صفحة جديدة للعلاقات بين الشرق العربي والإسلامي وبين أمريكا ؟؟ كثير منا صدق تلك التصريحات واقتنع بها وفتحنا صفحة جديدة مع الغرب وجاء أول محك حقيقي لتلك العلاقة الجديدة فنجد أن أمريكا مازالت ترفض أن يتولي احد المناصب الثقافية وليست السياسية احد المسلمين العرب و الذي يمثل احد رموز الانفتاح والليبرالية العربية .. فماذا كان سوف يكون موقفها لو كانت مصر رشحت شخص من المتشددين تجاه علاقات العرب مع إسرائيل أو مع الغرب ؟ كل هذا لا معني له سوي أن الموافقة علي تولي مثل تلك المناصب لا تخرج إلا من تل أبيب ... لا معني لذلك سوي أن اوباما الرئيس الذي يتشدق بالديمقراطية وحب العرب والمسلمين لا يفرق عن سابقيه بوش وكلينتون إن لم يكن أسوأ ... أو أنه لا يستطيع أن ينفذ أياً مما يقول لأنه اضعف من ضغوط اللوبي الصهيوني القوي والمسيطر في أمريكا ... نستنتج من ذلك كله أن اوباما سوف يفشل ولا محالة إما بإرادته أو بإرادة اللوبي الصهيوني في تحقيق أي مشروع للسلام في الشرق الأوسط .. فالي كل من كان يعلق آمالاً علي أمريكا ورئيسها المخادع الجديد/ أوباما في تحقيق أي خطوة نحو سلام عادل شامل في الشرق الأوسط أقول لهم ( انسي يا عمرو !!! ) ... نترك السياسة الخارجية وننتقل إلي الساحة الداخلية .. ففاروق حسني شخص لا يحظي بالتأييد الكامل من كافة أطياف الشعب وخسر الكثير من رصيده لدي الشعب خصوصاً بعد عدة مواقف منها موقفه ضد الحجاب واعتذاره عن تصريحاته بحرق الكتب الإسرائيلية واستقباله للملحن الإسرائيلي اليهودي في دار الأوبرا المصرية والذي أثار جدلاً واسعاً علي الوزير المصري لما يمثله من تطبيع ثقافي مع العدو الصهيوني وغيرها من المواقف التي حاول بها أن يكسب التأييد من أمريكا وإسرائيل لعله يفوز بالمنصب ولكنه فشل!!! .. ولكنه بالرغم من كل ذلك وبالرغم من هذه الاختلافات في الأيدلوجيات والأفكار يبقي أولا وأخيراً المرشح المصري الذي كان يجب علينا أن نتكاتف حوله وندعمه في معركته لا لشئ سوي أنه في هذا المحفل العالمي لا يتنافس باسمه أو شخصه الذي قد نختلف معه أو نتفق ولكن لأنه يحمل اسم مصر وبالتالي ففوزه انتصار لنا جميعاً وخسارته هزيمة لنا جميعاً.. وقد أحزنني كثيراً أنني وجدت بعض الناس وبعض زملائي المدونين الذين فرحوا بخسارة فاروق حسني لمعركته وكأنه مرشح عن إسرائيل وليس عن مصر!! .. نعم قد نختلف معه ولكننا يجب أن ندعمه في أي معركة علي المستوي الدولي ... ولذلك فإنني أقول لهم ( اللهم لا شماتة !!) ... وفي النهاية أود أن أوكد أن الخاسر الوحيد في هذه المعركة لم يكن الوزير / فاروق حسني ولكنه كان الرئيس الأمريكي / اوباما الذي أثبت للجميع أنه شخص مخادع وفاشل وأسوأ من سابقيه .....ولنا الله في مشروع السلام الذي كنا نطمح إليه في منطقتنا الشرق أوسطية...
والله الموفق ,,,
الأحد، 27 سبتمبر 2009

للكوسه في مصر مواسم !!


الكوسه في مصر أو" الواسطه " من العجب العجاب , فتجد الجميع بلا استنثاء يكره الكوسه كرها شديدا , حتى ان البعض منهم اسقط ذلك الكره على طعامه , مما جعل مجرد وجود الكوسة على السفرة من أحد الدواعي الطبيعية للطلاق , وفي نفس الوقت , ما أن يجد المرء مننا فرصه" للتكويس" فإنه يستغلها فورا , وحتى وان الامر لم يكن بحاجة فعلية لا للكوسه ولا للبطيخ أيضا ,وسبحان الله , فمن يجد كوسه في موقع , لا يجدها في عشرات المواقع الاخرى.

وكما نعلم قد تكون الكوسه وجبه اجبارية , يجب أن يأكلها المرء , كما يحدث في الجيش , فلا مجال هناك للرفض , ونفس الشيء يحدث في ممارستها , فالكثير من ممارسي الكوسه , سواء من يقدمونها او يستفيدون بها , تكون للأسف فرض واجب عليهم , لا يستطيعون رفضه وإلا صاروا آثمين , فمن يملكها ويرفض تقديمها لمن يطلب منه ذلك , يوصف بعدم المروءة وقلة الرجولة وبأنه رجل غير خدوم. وكذلك هناك ممن يملكونها يريدون ان يغرقوا بها معارفهم حتى يقال عنهم اجمل الصفات , فما ان يجد احدهم شخصا من معارفه حتى يأخذه من يده ويجعل منه اميرا بين قرنائه الذين يقفون صفا طويلا ينتظرون دورهم لانهاء مصلحتهم , وان رفض ذلك الامير هذه الخدمة قد يقال عنه مجنون ... نعم مجنون , فمن ذا الذي يرفض مثل هذه الخدمة وان يقف في صف طويل لا نهاية له !!!

والكثير من الآباء للأسف يبحثون عن الكوسة بكل الطرق حتى يريحون ابناءهم من مشقة رحلات" اللاكوسة ", والتي عادة يكون مصيرها الفشل الحتمي .

واسمحوا لي بأن أسرد بعض المواقف التي حدثت لي مع الكوسه ...

في أحد البنوك , يكون التعامل مع حسابي في شباك معين , والذي يصدف انه شباك يعمل به احد اصدقاء ابي , ومهما كان الطابور قصيرا, عندما يشاهدني يناديني ويبعث السلام لأبي وينهي لي الاجراءات ... ولكن في المرة الاخيرة كان قد انتقل إلى مكتب آخر بعد ترقيته , وبعد ان انهيت تعاملاتي , ذهبت اليه لكي اسلم عليه , وبعد السلام كان السؤال البديهي الذي كنت اتوقع ان يسألني اياه " ها يا احمد , عايز تخلص حاجه ؟ " فكانت الاجابة التي لم يتوقعها " الحمد لله خلصت اللي جاي عشانه " فما كان له ان يعاتبني عتابا خفيفا وكيف انني لم ألجأ اليه فبررت موقفي بأنه لم يكن هناك داع لازعاجه.


أحد اصدقائي ظل معلقا بعد تحويله بين جامعتين , وكل منهما ينفي انه لديه ملف هذا الطالب , وعندما قام والده بالاتصالات اللازمة , تم اكتشاف ان الاوراق لم تتزحزح من مكانها وانه تم نسيانها , فلكم ان تتخيلوا ماذا كان سيحدث لهذا الطالب لولا الكوسه..


في أحد اختبارات الشفوي التي لم يحترم فيها الدكاترة مواعيدهم , اضطررنا للانتظار في شمس الصيف الحارقة , وبعد فترة قررنا ان نذهب إلى أحد محلات عصير القصب والذي كنا تعرفنا على صاحبها ومن يعمل فيها , وكان هناك زحام شديد لديه , وما ان طلبت منه كوبين من عصير القصب , حتى اعطاهم لي فورا متجاهلا جميع المتواجدين , حتى أن احد زملائي قال لنا " حتى القصب فيه كوسه .. سبحان الله !!"


في الجامعة ... كانت هناك ورقة ضرورية اريد ان استخرجها في نفس اليوم , الطبيعي انها تستخرج في يومين , فما كان لأبي الا ان اتصل بخالي والذي اتى له بأكثر من كوسه وفي النهاية وجدت اغلبهم في عطلهم السنوية ... فما كان لي إلا ان اتجه إلى المكتب الذي سأستخرج منه تلك الورقة لاصف له وضعي , والذي الحمد لله وجدت منه كل ترحاب وانهى لي المعاملة في اقصى سرعه.

ايضا في الجامعة ... في مكتب شئون الطلاب , بعد ان " طلعت عيني , وروحي بقيت في مناخيري " عندما كنت استخرج تصريح سفر اثناء الدراسة , وكيف انهم كانوا يرسلوني من مكتب إلى آخر , دون جدوى , وحين وصلت إلى آخر مكتب طلب مني العوده إلى اولهم , فما كان مني إلا محادثة رئيس شئون الطلاب والذي افاجأ انه جعلني اجلس بجانبه وطلب من احد الموظفين استخراج جميع القرارات المتعلقة سفر الطلاب اثناء الدراسة , وظللنا نبحث معا حتى وجدنا المخرج ... والذي للعلم كان في القاهرة , بعيدا كل البعد عن مكاتب جامعه سوهاج... كانت "كوستي" في هذا الموقف بعض العبارات المنمقة والتي لولا ان الله الهمني بها , ما كنت خرجت من باب الكلية سليما .


ولكم ان تعلموا ان ليس كل من يمارس الكوسه هو " مكواس " بطبيعته , فقد تكون الكوسه مفروضه وقد تكون مرغوبة , وقد يؤدي عدم تواجدها إلى المصائب التي لا يرغب احد مننا سماعها ...

لا احب عادة ان اضع حلولا للمشاكل التي اناقشها ,فأنا لست عالما اجتماعيا ولا " اللي جاب الديب من ديله " , ولكن حتى ارضي البعض قررت ان اضع حلا بسيطا , ففي رأيي حتى ننهي ظاهرة الكوسه يجب ان نعمم ثقافة " بيزنس ايز بيزنس " او ما فيما معناه انه لا يوجد علاقة بالمعارف داخل اطار العمل , وان ما يحدث في عمل احدنا لا يجب ان يؤثر على علاقته مع الآخرين .
الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

"خد مني .. وبعدين اقفل الشباك علي راحتك "


سوف أحكي لكم موقفاً قد يبدو عادياً حدث لي شخصياً ... فعندما ذهبت مع أمي إلي مستشفي قنا العام لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لإصدار الشهادة الصحية لمسافري الحج .. كان هناك مبلغ من المال يجب توريده في خزينة المستشفي .. أخذت الإيصال وذهبت إلي الخزينة لأجد زحام أكبر من زحام طوابير العيش وهناك طابور للرجال علي شباك وطابور للسيدات علي شباك آخر وبينما أحاول الوصول إلي الشباك لتوريد المبلغ المطلوب كان هذا المشهد يحدث أمامي .. بعض الأفراد استطاعوا أن يستغنوا عن الطابور الطويل ويدخلوا إلي داخل غرفة الخزينة لتوريد مبالغهم دون عناء الانتظار في الطوابير " معاهم كوسة يعني " .. وعدد من الأفراد الذين يقفون معذبين في الطابور في انتظار الدور يطلقون السباب علي الكوسة وعلي اللي جايبنها وحيجيبوا معاهم البلد لورا – قال يعني لسه حترجع ما هي رجعت واللي كان كان - .. نترك طابور الرجال وننظر إلي طابور السيدات الذي يشهد حالة من عدم الانضباط والشد والجذب بين السيدات لتخطي حاجز الدور للوصول للشباك في أسرع وقت ما يضطر موظف الخزنة إلي تعليق العمل والتفرغ لدخول معركة مع السيدات المتشاجرات ولا مانع من بعض التهديد والوعيد بغلق الشباك وإيقاف العمل فوراً إذا لم تنتظم السيدات في الطابور - وماله أصله ديوان أبوه هو - .. وبينما يعيش الموظف دور الآمر الناهي علي السيدات المعذبات .. إذا بإحداهنَ تقول له " خد مني .. وبعدين اقفل الشباك علي راحتك " ... انتهت الحكاية!! فهمت حاجة؟؟!!
- لو فهمت ... يبقي كويس خالص مفيش داعي أكمل !!
- لو مافهمتش ... حشرحلك : طبعاً أنا ما تعبتش وكتبت الكلام ده كله عشان أقلك ان أمي حتطلع الحج !!! ولا عشان أقلك انه كان في زحمة علي خزنة المستشفي – ما إحنا متعودين علي الطوابير - .... ولكنها تلك الجملة الأخيرة التي أطلقتها السيدة بعفوية ولكنها معبرة عن واقع مجتمع أصبح كل فرد فيه يرفع شعار " نفسي وبعدها الطوفان " .. مجتمع أصبح كل فرد فيه يسعي إلي تحقيق مصلحته ولو علي حساب التضحية بباقي المجتمع .. أصبح كل فرد يضع نصب عينيه مصلحته الشخصية دون النظر إلي المصلحة العامة لمجتمعه أو وطنه وإن وضعها في الاعتبار تكون الأولوية والأفضلية لمصلحته الشخصية .... هذا المؤشر خطير جداً علي سلامة المجتمع وأمانه الاجتماعي .. فقد ينقسم المجتمع فجأة وبدون مقدمات إلي فئات تحارب بعضها بعضاً إذا تعارضت مصالحها وفي هذه اللحظة لا يمكن كبح جماحها أو السيطرة عليها وهو ما ينذر بكارثة .. لذلك يجب علينا أن نعلي قيم الجماعية والمواطنة والانتماء والمصلحة العليا للوطن في أنفسنا أولاً وفي نشئنا الصغير ثانياً حتى نستطيع أن نواجه تلك التحديات الجديدة ونتغلب عليها .
والله الموفق ,,,
خلي بالك :
طبعاً انا كنت من الناس اللي معاها كوسة ودخلت غرفة الخزينة دون انتظار طوابير ولا مانع من تحمل بعض السباب في سبيل ذلك!!!!!!

انتهى رمضان وانتهت معاه أيام حلوة قضيناها فيه , بس ربنا كرمنا وله الحمد بعيد جميل يهون علينا فراق هذا الشهر الفضيل , بس قبل ما اودع رمضان واقوم البس واستعد للعيد ,احب اقول شوية مقتطفات عالسريع على رمضان 2009 :

قصص القرآن

برنامج أكثر من رائع , وإن فاتتني منه بعض الحلقات وكان عليه الكثير من الانتقادات , ولكنه بكل المعاني برنامج خرافة , لأنه انتقل من مرحلة السرد الممل , إلى الاسلوب الشيق , وتحول من سرد احداث متتالية , إلى سرد مشاعر وافكار واحاسيس افراد القصة , كما كان تركيزه على العبر التي يمكن ان ستخلصها من القصه كان اكثر من رائع, هذا دون زيارته لأماكن القصة لينقلها من سماء الخيال إلى أرض الواقع علشان تستشعرها اكتر واكتر

ولكن الأروع فعلا , هي حملة العشرة مليون ختمه , وكيف استطاع عمرو خالد ان يلم شمل المسلمين المتابعين لبرنامجه جميعا على هدف واحد , وكيف قام هؤلاء المسلمين بالوصول إلى هذه الهدف قبل انتهاء رمضان, وادعو الله ان تكون هذه الحملة هي بداية للم شمل المسلمين جميعا في أنحاء العالم على هدف واحد يكون أعم وأشمل ... وهو نصرة لا إله إلا الله ومحمد رسول الله , والنهضة بأمتنا إلى الأفضل.

خواطر 5 ... تحفة أحمد الشقيري

بجد البرنامج ده مالوش حل , بقليل من الكلام وقليل من المشاهد , استطاع احمد الشقيري باتخاذه اليابان مثلا , انه يورينا واقع من يلتزم بتطبيق مكارم الأخلاق , وازاي اننا لو التزمنا بمكارم اخلاق ديننا نقدر نكون أحسن من اليابان , بس يا رب نبدأ ونتخذ اللي شفناه عظة , وطبعا ما ننساش ان" الحكمة ضالة المؤمن , فأينما وجدها فهو أولى بها " .

ونيس ... وأحفاده

روعه جديده من روائع محمد صبحي , الذي دائما ما يتم استثناءه من الاعلام السفيه المعاصر , بكوميديته الهادفه التي لا تخلو من الاسقاطات على مجتمعنا بما يحويه من مشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية , وتكفي الرسايل اللي كان بيرسلها لأحفاده , وهو بيقولها كنت بحس انه بيقطع فينا احنا مش بيكلم احفاده... وطبعا ما ننساش أمان رئيس الجمهورية ولا سلامة أبو لسان طوله مية , بجد الطفلين دول كانوا اجمل ما في المسلسل.

دار الافتاء تعلن ان غدا أول ايام عيد الفطر المبارك

اتعجب لهؤلاء الذين ينتظرون أمام التلفاز بالساعات رافضين تغيير القناة الفضائية المصرية ليله الرؤيه , فقط ليروا هذه الجملة , وكيف انهم لا يثقون في تنبؤات الحكومة التي لا تصدق إلا فيما يخص هذه الليالي المباركه ... وعجبي
معزة خاصة
رمضان السنه دي كان اول رمضان من 3 سنين مافطرتش فيه ولا يوم لوحدي , يا رب دايما أكون دايما وسط احبابي
شراب العيد
قبل أيام العيد فكرت مجرد التفكير في اني اشتري طقم جديد اعيد بيه , بس لما لقيت الدنيا زحمة بطريقة تخلي الواحد ما يفكرش ينزل الشارع أصلا , قررت اني أكتفي بلبس شراب جديد يوم العيد وباقي الطقم ابقى اشتريه بعدين.
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا

بدأت التهليلات في المسجد اللي جنبي , ولازم انزل دلوقتي والا صلاة العيد هتفوتني , وكل سنة وأمة الاسلامة بألف خير

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

قـبـــلــة الحـيــــــــــــــــاة


أود أن تشاركوني التفكير في هذا الموقف الذي يشغل حيزاً كبيراً من تفكيري .. أولاً سوف أسرد لكم ما حدث ثم أعرض عليكم ما يحيرني ويشغل بالي .. ذهبت لأداة صلاة التهجد بأحد المساجد وكان المسجد ممتلئاً عن آخره والناس تفترش الطرقات والشوارع لتلحق بالصلاة والكل خاشع في صلاته فلقد كانت ليلة السابع والعشرين من رمضان ... وبعد قضاء جزء من الصلاة وبينما ننتظر حتى تبدأ ركعتين جديدتين من الصلاة نقف فيهما بين يدي المولي -عزَ وجل- ندعوه ونبتهل إليه ... إذا بي اسمع ضجيجاً عن جانبي واحدهم ينادي " اطلب سيارة إسعاف " وآخر يقول " عايزين دكتور يا جماعة " ... تردد هذا النداء في وجداني واستفزني لتلبية النداء .. فعلاً أنا لم أتخرج بعد حتى أصبح طبيباً بمعني الكلمة ولكني فكرت في أن أي معلومة طبية أعرفها قد تفيد في إنقاذ حياة هذا الشخص .. فسارعت لنجدته ولحسن حظي وجدت طبيباً – بحق وحقيقي المرة دي – قد لبيَ النداء أيضا .. وقد كان هناك شخص مسجياً علي الأرض يعاني من غيبوبة مصاحبة بفشل في التنفس وقرر الطبيب انه لابد من عمل تنفس صناعي لإنقاذ حياة المريض حتى تصل عربة الإسعاف .. وتولي الطبيب عملية تدليك قلب المريض وتوليت عملية إجراء تنفس صناعي " mouth to mouth breathing" أو بمعني آخر إعطاءه " قبلة الحياة " ولحسن حظنا وبتوفيق من المولي -عز وجل- استجاب المريض لعملية الإنعاش واستعاد جزء من معدل تنفسه .. ثم قمنا بحمله ونقله إلي عربة الإسعاف التي وصلت بسرعة - علي غير العادة – والتي نقلته بدورها إلي المستشفي .... إلي هنا انتهت القصة ... ولكن الذي حدث بعد ذلك كان اغرب مما سبق ... فما إن انتهت الصلاة وبعد خروجنا من المسجد قمت بسرد الذي حدث لبعض معارفي حتى فاجأتني نظرات وتعبيرات استهجان لما يمثله الموقف من اشمئزاز للبعض .. والأغرب من ذلك أن البعض الآخر وجه لي اللوم علي مخاطرتي بصحتي في ظل انتشار كثير من الأمراض وعلي رأسها أنفلونزا الخنازير .. وعندما حاولت أن أوضح لهم أن إنقاذ حياة مريض شرف لكل طبيب وأن هذا نداء المهنة وقسم الطبيب الذي يمثل شرفه في مهنته .. فكان ردهم بأن هذه مهمة الإسعاف مع الاستعانة بأجهزة طبية وليس بطرق بدائية وعندما شرحت بأن حالة المريض كانت لا تسمح بالانتظار لأنه كان يصارع الموت.. فكان سؤالهم لماذا لم يقم بتلك المهمة الطبيب الآخر – اللي بحق وحقيقي – ويتم تبادل المهام؟؟ ... سكت برهة لا أعرف كيف أرد ولا بماذا أرد ؟؟ ثم قلت: أولاً: أنا لا اعرف لماذا؟ ويكفي انه ساهم في إنقاذ حياة ذلك المريض إذا كان المولي –عز وجل- قد كتب له أن يستمر في الحياة ... وثانياً: وحتى وإن كان ذلك الطبيب قد تجنب أداء هذه المهمة حفاظاً علي حياته فإن هذا يزيد من مسؤوليتي في أداء دوري لكي أغطي علي تقصيره وننقذ حياة هذا البرئ وهذا هو الهدف الاسمي لمهنتنا ... والي هنا انتهي الحوار ولكن لم تنتهي تساؤلاتي بل بدأت حيرتي !!! هل أنا علي صواب أم علي خطأ ؟؟ وإن كنت علي صواب ولن اندم علي ما فعلته لأنني لا أحب الندم ... هل لو تكرر هذا الموقف مرة آخري سيكون لدي الشجاعة لأقوم بنفس الدور مرة ثانية وأنقذ حياة برئ آخر ؟؟!! أم أنني سوف أتراجع إلي الصفوف الخلفية وأترك هذا الشرف لشخص آخر يحمله ؟؟!! لا أعلم !!!!
والله الموفق ,,,
الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

لا للمرأة !!!


لا أدري لماذا انطلقت هذه الجملة من فمي فجأة دون مقدمات ..وفي حقيقة الأمر , أنا لا أريد أن أبدو كمن يناقض نفسه وأفكاره , كما لا أريد أن أتراجع عن قناعات شخصية رسخت في ذهني لفترة من الزمن ليست بالقصيرة ... ولكي لا يحدث هذا اللبث في ذهني أو أذهانكم , أود أن أوضح ما تحمله هذه الجملة من معان .. فمن الناحية الشخصية أنا أكن للمرأة كل احترام وتقدير لما تقدمه من خدمات جليلة للبشرية جمعاء , فهذه المرأة هي أمي وأختي وزوجتي وابنتي .. أما من الناحية العملية والاجتماعية , فالمرأة نصف المجتمع ولها الحق الكامل في أن تمارس من الأعمال ما تراه مناسبا مع شخصيتها وطبيعتها الأنثوية .. ومن هذا المنطلق انطلقت هذه الجملة من فمي , فأنا أقول "لا للمرأة" في المناصب القيادية التي تتحكم فيها في شئون العباد .. هذا ليس تمييزا ضد المرأة , ولكن للقيادة سمات من قوة الشخصية واتزان العقل والصلابة وقوة التحمل وهي صفات لا تتوافر في المرأة , لأن المرأة بطبيعتها عاطفية تميل إلي تغليب القلب علي العقل , مما قد يجعلها تحيد عن طريق الصواب , وهو ما يمثل مساسا بمصالح وشئون العباد التي لا تصلح معها سوي العدل والاستقامة .. فعلي سبيل المثال لا الحصر : أن تتقلد المرأة منصب قاضية شئ جميل ومبشر ولكن أن تتولي منصب رئيس محكمة وتقف علي المنصة تنظر في شئون الرعية فهو شئ لا يقبله العقل ولا المنطق !!!, وكما أوافق علي عمل المرأة في مهنة التدريس ولكن أن تتولي منصب رئيس قسم أو عميد كلية أو رئيس جامعة فهو أمر محفوف بالمخاطر!!! .. ولكي لا أكون ظالماً لذلك الكيان البشري الرقيق دون سند أو برهان ,, فأنا أوكد أنني ما خلصت إلي هذه النتائج والأفكار إلا من خلال تجارب واقعية شخصية أو عامة .. فعاطفة المرأة كما تحمل من الحب والحنان والعطف الكثير وبما يفوق الرجل فإنها قد تحمل في بعض الأحيان الكره والحقد والغضب .. وكل هذه الصفات لا تستقيم مع المناصب القيادية بما تقع عليها من أحمال ومسئوليات تنوء بها أكتاف الرجال .. ولكن عاطفة المرأة من وجهه نظري لا أعتبرها نقطة ضعف في تكوين المرأة , بل علي العكس من الممكن أن تتحول إلي نقطة قوة إذا ما تم استغلالها في مجالاتها الملائمة لطبيعة تلك العاطفة .. ومن ثم , فإنني أجد وبدون أي نظرات عنصرية أن للرجل أفضلية واقعية علي المرأة في المناصب القيادية ..
والله الموفق ,,,

لكي يتقدم أي مجتمع يجب أن يكون منظومة متكاملة خاصة به , هذه المنظومة تتكون من قيادات قادرة على الإدارة والتنظيم , وأفراد من الشعب يأخذ كل فرد منهم موقعه ويتمركز به كما يفعل لاعبوا الرياضة الجماعية , وكلما قام كل فرد سواء كان من القيادات أو الشعب بواجبه , كلما اقتربت المنظومة من تحقيق أهدافها , فما أجمل بساطة الكلام.

ولكن عندما ننظر إلى الواقع فلك أن تتخيل أن المنظومة قيادتها فاسدة , قامت بنقل العدوى إلى الشعب والذي أصبح بدوره فاسدا , تقبل القيادات على نفسها السرقة والغش , ويقبل الأفراد الصمت مقابل الرشاوى وما إلى ذلك من المغريات , ودون كل ذلك لا يوجد لهذه المنظومة هدفا واحدا واضحا , فأنى لنا أن نتقدم يوما ؟!

لا تقبل كلامي أيها القارئ بهذه البساطة , وهذه الانهزامية التي قد تجعلك تسبني وتسب البلد واللي فيها , هناك من رحم ربي من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ , أولئك القلة القليلة الذين لا تزال مكارم الأخلاق تملأ قلوبهم ووجدانهم , ويتنزهون عن الحرام , ويحمدون ربهم على الرزق الحلال ولو قل , بل ويؤدون واجبهم نحو مجتمعهم بالإصلاح وعمل الخيرات , ليس هذا كلاما إنشائيا يا صديقي, فلك أن تذهب يوما إلى اقرب جمعية أهلية في مدينتك , لتجد شبابا يحاربون الأمية , ويعيدون الأطفال للتعليم , ويكفلون لليتامى حياة كريمة , بل حتى منهم من يقدم الدورات المجانية للقادرين من أفراد المجتمع حتى ينهض بهم وبالتالي ينهض بمجتمعنا.

أعرف انك تقول في ذهنك الآن أنهم قله قليله , وأقول أنا لك أعوذ بالله من تشاؤمك , ألا ترى الجنين النباتي داخل ظلمات البذرة مغطى بعده طبقات , وتزيد عليه التربة ظلمة على ظلمة , وما أن يتلقف قطرات قليلة من الماء حتى يخترق كل تلك الطبقات يوما بعد يوم حتى يصل إلى ضوء الشمس, ولا يتوقف هنا , بل يستمر يعلو ويعلو حتى يصل إلى القمة , فلما لا يكون هؤلاء القلة هم الذي سيؤثرون في وفيك يوما ما وينهضون بنا جميعا ؟ فليس هذا قليلا على الله , ولا غريبا على البشر, ولك أن تقرأ في التاريخ كيف آن قلة قليله كانت السبب في تغيير أوجه الحضارات ولعل اسماها أول المسلمين الذين حولوا دولة الإسلام من قرية صغيرة إلى حضارة يصعب أن تفنى مهما عتا عليها الزمن ومهما كان فيها من عيوب.

نعم أنا معك أن هذا لن يحدث في يوم وليلة , بل ولأصدقك القول فإن اغلب الخبراء يتوقعون إننا لو بدأنا اليوم فإننا لن نصل إلى النهضة الكاملة إلا بعد أن يمر ما بين عشرين إلى أربعين عاما , نعم إنه زمن كبير يفنى فيه كثير من الناس وتتغير فيه الوجوه , وقد لا نرى يوما هذه النهضة , أنا أو أنت , فقد يأتي قضاء الله الآن أو غدا أو حتى بعد سنين معدودة, ولكنني أذكرك بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام " لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرزها " , لم يقل الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام هذا الكلام اعتباطا , بل انه موجه لأمثالك من الانهزاميين الذين لا يفكرون إلا في قوت يومهم , واسمح لي أن أسألك هذا السؤال , لماذا ضحى كل هؤلاء الرجال والنسوة والأطفال في ملاحم التاريخ البشري بحيواتهم , وهم يعلمون أنهم لو هُزموا أو انتصروا لن يروا نتيجة تضحياتهم؟ ستجد الإجابة في كتب التاريخ بسيطة جدا , وهي أنهم ضحوا بحياتهم ليضمنوا كرامة الأجيال القادمة ليعيشوا أحرارا في حياة كريمة وإن لم يحدث , فعلى الأقل أنهم سجلوا للتاريخ رفضهم للذل ليكون وساما تفتخر به تلك الشعوب المنهزمة, أفتبخل على أولادك وأحفادك أن يعيشوا حياة كريمة؟! , أولا تتمنى أن يكون لعمل قليل منك دور في أن تعيد إلى أمتك التي تنتمي إليها الشأن العظيم والمكانة الراقية يوما من الأيام؟!

في النهاية ادعوكم أن تدعوا الله أن نكون من هؤلاء القلة , وإن لم نكن منهم فعلى الأقل لا نكون من معارضيهم ومحاربيهم, فلعلهم يكونون تلك البذرة التي ننتظرها من سنين , لعل النهضة تأتي على أيدي هؤلاء القلة , قولوا آمين !!
بما ان اصحاب المدونة اتنين ينطبق علينا لفظ " مشروع طبيب تحت الانشاء " فعلى الاقل كان لازم نحط اهم الفروق اللي بتوضح انواع الانفلونزا في مدونتنا لتعم الفائده , وطبعا ما ننساش ان الوقاية خير من العلاج!


الاثنين، 14 سبتمبر 2009

تجميعه عالسريع !!


1- مبروك يا شعب مصر ... تم حل جميع مشاكل بلدكم
اصدر مسئول مرموق المستوى تصريحا بأن " خلاص مصر مافيهاش مشاكل " وقال معلقا عندما سألناه عن ظاهرة استقالة أكبر رجال الدولة من مناصبهم " هيعملولكم ايه تاني , ده حتى الخرم قفلوه , والنسر شالوه " كما أنه أعلن لنا أنه بمجرد أن ينهي لنا تصريحاته سيقدم استقالته ويترك مكتبه مباشرة, وجاءت هذه التصريحات بعد أن أعلنت الحكومة أنها قد قامت بصرف عملة الربع جنيه بشكل جديد "مافيهوش خرم " , وذلك بعد ان تلقت الحكومة شكاوى عديده من السكان الذين اقاموا مظاهرات ضد شكل الربع جنيه القديم " اللي فيه خرم " حيث كانت شعاراتهم فيها " اتهنا كتير كفايه ... الخرم لازمله نهاية ".
كما نضيف أن لعبة " ملك وكتابة " المعروفة قد تغير اسمها إلى " كتابة وكتابة " وذلك لأن الربع الجديد له وجهان متطابقان " الاتنين كتابه , ومافيش نسر " كما هو موضح بالصورة , وبكده يكون الكل كسبان والعيال تبطل خناق !


2-اسأل اقرب طبيب
جاء خالي في عطلته الدورية من ميناء سفاجا حيث يعمل وكيلا للميناء هناك , وعلى الرغم عدم احتكاكه بالمسافرين ولكانه اصيب بانفلونزا , وتخوف من ان تكون من نوع " انفلونزا الخنازير" وبما اني "على حسب ظنه " مشروع طبيب , جاء ليستفسر مني قائلا:

خالي: هو ازاي نفرق بين النوعين؟
أنا : عن طريق التحاليل.
خالي: طب المريض ازاي يرجح اي واحد منهم .
أنا : والله ما اعرف , انا هتصلك بالخط الساخن وافهم منهم ايه النظام .

وبعد طول انتظار ولطعه على خط التليفون وتكرار لجمله " سيجيبك أحد مندوبينا الآن " , حتى ينقطع الخط فنضطر الاتصال مرة أخرى, وفي النهاية جاء فرج الله بأن يرد علينا أحد المندوبين, ودار بيننا هذا الحوار:

المندوب: الخط الساخن لوباء الانفلونزا مع حضرتك
أنا : السلام عليكم
المندوب: وعليكم السلام
أنا : خالي عنده انفلونزا وحبيت اعرف ازاي نفرق بين العادية وبين انفلونزا الخنازير؟
المندوب : اسأل اقرب طبيب.
أنا : طيب , فيه مستشفيات مخصصة للحالات دي وبتعمل التحاليل اللازمة, ممكن تدلني على اقرب واحده من "جرجا" ؟
المندوب: اسأل اقرب طبيب.
أنا : بس انا سمعت ان الحكومة موفرة ده.
المندوب : ما قلتلك اسأل اقرب طبيب.
أنا : طيب شكرا.

أغلقت السماعة لأذهب إلى خالي والذي سألني مباشرة:
ها , هنعمل ايه؟
لأجد نفسي اجيبه بكل تلقائية " اسأل اقرب طبيب " !

3- احنا اللي اخترعنا آلة الزمن!

في مسلسل حرب الجواسيس الذي يحكي قصة سامية فهمي , والتي تدور أحداثه في الستينات , اقتنعت كامل الاقتناع بالاخراج الذي قام باظهار وابراز جميع الزوايا المتعلقة بالقصة, وما زاد من اقتناعي موديلات السيارات المستخدمة فيه التي تناسب نفس الحقبة, ولكن عندما استقلت بطلة المسلسل " منه شلبي " والتي تقوم بدور سامية فهمي تاكسيات من موديلات الألفية الثالثة, راودني سؤال عميق.
هل سيفجر المسلسل مفاجأة جديده , ويخبرنا ان المصريين هم اول من اخترع آلة الزمن وأن سامية فهمي هي أول من استخدمها ؟
الأحد، 13 سبتمبر 2009

الراعــي الــرسمــي للشعــب المصــري




أتعجب كثيرا وأنا أشاهد احد مباريات المنتخب المصري وخصوصا في الفترة الأخيرة .. حيث كم الإعلانات المثير للاهتمام والمستفز أحيانا ... كان ذلك جليا خلال كاس الأمم الإفريقية وكاس القارات وتصفيات كاس العالم ... وان كان هذا الكم الغريب من الإعلانات مفهوم إلي حد ما وخصوصا بعد شهرة منتخبنا بعد فوزه بكاس الأمم مرتين متتاليتين .. ولكن الشئ المستفز والمثير للدهشة والاستغراب في آن واحد هو أسلوب تلك الإعلانات .. فهذه الشركة (اقولك وماتقولش لحد كوكاكولا ) تعلن أنها المشروب الرسمي للمشجع الرسمي , بينما تعلن تلك الشركة المنافسة ( خلاص ماتحرجنيش حقولك في سرك : بيبسي ) أنها المشروب الرسمي للجماهير المصرية .. وفي حقيقة الأمر أنا لا أعرف الفرق بين المشجع المصري والجماهير المصرية ؟؟!! وان كان المعني والمقصود واحدا وهو جماهير المنتخب المصري .. فمن أين حصلت تلك الشركات المتنافسة علي امتياز حق الرعاية الرسمي ؟؟!! وكيف لشركتين متنافستين أن يكونا صاحبتا امتياز المشروب الرسمي للجماهير المصرية ؟؟!! وهل معني ذلك أن أي فرد من مشجعي المنتخب المصري لن يشرب تلك المشروبات الرسمية ( قال رسمية قال) سوف يتم سحب الجنسية المصرية منه لأنه لم يلتزم بهذا الاتفاق الرسمي بين جماهير مصر وتلك الشركات !!! ما هذا الهراء الذي يحدث وأين دور الرقابة علي هذه الشركات وعلي هذه الإعلانات السخيفة التي تصدعنا بها ليل نهار .. هذا الكلام اقل ما يوصف به أنه " ضحك علي الدقون " .. كل ما أريد معرفته هو من هو ممثل الجماهير المصرية الذي أبرمت تلك الشركات العقود معه ؟؟ وما هو المقابل المادي لهذا العقد ؟؟ وأين نصيب كل فرد من الجماهير المصرية من هذا المقابل المادي – وأنا أول واحد عايز فلوسي هو أنا مش مصري ولا ايه!! - ؟؟؟ ما اعرفه أن هذه العقود يتم إبرامها مع الجهات الرسمية مثل اتحاد الكرة والمجلس القومي للرياضة من اجل الحصول علي حق امتياز الرعاية الرسمي للمنتخب أو الدوري أو لأي بطولة , ولكن أن تحصل علي امتياز المشروب الرسمي للجماهير المصرية أو المشجع المصري فهذا ما لا يقبله عقل أو منطق .. وفي النهاية فاني أوجه نداءا إلي هيئات الرقابة المصرية بان تصحو من غفوتها وتنتبه إلي ما تبثه هذه الشركات وغيرها من إعلانات عبر وسائل الإعلام تحمل اهانات بالغة إلي ذلك الشعب المصري والي عقله ومكانته ,, وذلك قبل أن نفاجأ في احد الأيام باحدي تلك الشركات تخرج علينا بأنها حصلت علي امتياز الراعي الرسمي للشعب المصري !!!!!!


والله الموفق ,,,,
الجمعة، 11 سبتمبر 2009

أن تــكـون بــيـن يـدي الله



بدأت العشر الأواخر من شهر رمضان .. وقارب السباق علي الانتهاء .. واشتدت الهمم والعزائم لقطف آخر ثمار الشهر الفضيل والفوز بالجنان والعتق من النيران .. وبدأت صلاة التهجد وذهبت الي المسجد في الميعاد ووقفت في الصف خاشعا بين يدي الله واقيمت الصلاة وبدا الإمام في تلاوة آيات من القران وكلما ذكر آيه من الذكر الحكيم كلما ازداد تركيزي وخشوعي في الصلاة .. وكانت الأجواء روحانية تسمو بالوجدان .. والناس متلاصقون من شدة الزحام .. والكل إخوة .. وصوت الإمام الخاشع يصدح بالقران في منتصف الليل والناس نيام ... وفجأة وبدون مقدمات وجدت روحي تخرج من ذلك البرواز الذي وضعني جسدي فيه وتحلق عاليا في السماء ... ما أجمل رائحة هذا المكان وما أبدع هذا المنظر الذي رسمه خالق الأكوان .. الناس تقف بين يدي الله تذرف الدموع وتدعو الله وتسأله الإجابة ... فرفعت يدي إلي الله أدعو بحق هذا الشهر الكريم اغفر لعبادك وأدخلهم فسيح جناتك ... يالله يا واسع الفضل يالله ... ما أسعدكم يا عباد الله بموقفكم هذا بين يدي العزيز المنان ... وبينما أتلفت عن يميني ويساري إذ بي أجد مجموعة من الشباب يسيرون في الشارع المجاور باستهتار وأصوات الأغاني تخرج من أجهزتهم المحمولة غبر مبالين بالصلاة ولا بالمصلين ولا ببركة الشهر الفضيل .. فوجدت عيني تذرف الدموع علي هؤلاء المحرومين من سعادة الوقوف بين يدي الله والاستمتاع بهذا الموقف الجليل الذي تبكي له القلوب خشوعاً وإيماناً ... وفوق كل ذلك المحرومون من رحمة الله وفضله ... فأين أنت في ذلك المشهد؟؟؟ أين تقف ؟؟ وماذا تفعل ؟؟؟ أأنت مع السعداء الذين يذرفون دموع الخشوع وإمامهم يدعو الله بالرحمة والمغفرة ؟؟!! ... أم أنك مع المحرومين من بركة هذا الشهر الكريم ؟؟!! ...

اغتنم الفرصة قبل فوات الأوان ...
والله الموفق ,,,
,

هناك بعض الرموز و الجمل والمقولات وحتى الأغاني اللي كانت بتعبر عن الوطنية في عصور مختلفة من تاريخ مصر, ومع الوقت حصل تعديل وتبديل فيهم , بطريقة تدي عكس معناها تماما , واصبحت الجمل دي بتتردد على لسان اغلب شباب جيلنا , يقولوها بكل لامبالاة وكأنها الحقيقة , وللأسف لعل بعضها يكون فعلا حقيقة والبعض الآخر يدل على عدم الوطنية وعدم الانتماء, بطريقة ممكن تخلي اللي ألفوها أول مرة يطلبوا في حقهم باعدام جيلنا الخائن, تعالوا نشوف كل واحد من الناس:


لما بتفرج على مسلسل او فيلم بيحكي بطولات المخابرات المصرية والجيش المصري في استرجاع سينا وازاي هما تعبوا , دايما بتخيل لو واحد من ضباط المخابرات والجواسيس دول زي رأفت الهجان او حتى ضابط صغير في الجيش استشهد عالجبهة اتردتله الحياة النهارده وسمع الشباب وهما بيغنوا ويقولوا:
"مصر مصر مصر ... مصر الجديده هي ملعبي ... خدوا طابا ... خدوا سينا ... بس سيبولنا نادي الشمس والنبي".
يا ترى هيكون ايه موقفه؟

تخيل لما يسمع مصطفى كامل مقولته الخالده: لو لم أكن مصريا ... لوددت ان اكون مصريا.
واللي اتعدلت دلوقتي إلى : لو لم أكن مصريا ... يبقى قشطة قوي
هيتصرف ازاي؟


تعتقد لو واحد من صانعي الفيلم الوطني الجميل " الطريق إلى ايلات " واللي كان فيها اغنية "مصر يا أما يا سفينه" واللي كانت كلماتها:

مصر يا امه يا سفينة

مهما كان البحر عاتي

فلاحينيك ملاحينيك

يزعقوا للريح يواتي

اللي ع الدفة صنايعي

و اللي ع المجداف زناتي

و اللي فوق الصاري كاشف

كل ماضي و كل آتي

عقدتين و التالته تابتة

تركبي الموجة العفية

توصلي بر السلامة

معجبانية و صبية.. يا بهية

لما ييجوا النهارده يشوفوا شوية شباب, واحد يقول "مصر يا اما يا سفينة" , واللي حواليه يرددوا بصوت عالي والابتسامات لا تفارق وجوهم " يا رب تغرق ... يا رب تغرق ".

يا ترى لو هما وطنيين بجد ... هيعلموا ايه؟

لو واحد من قدماء المصريين , اللي كان بيعتبر النيل رمز الحضارة والنماء والأمل والعطاء وكان عارف ان اي ضرر ممكن يسببه المواطن في النيل يعتبر خيانة عظمى, وشاف كورنيش النيل النهارده في اي محافظة في محافظات مصر, هيكون رد فعله ايه؟

طب سيبونا من بتوع زمان وخلونا في البني آدمين اللي عايشين النهارده, وبيجوا من كل العالم عشان يشوفوا مصر بلد الحضارة , اللي تاريخها مليان بالعجائب والغرائب والانتصارات, لما ينزل مصر ويلاقي واحد من شباب مصر بيعلق على حاضر بلده ويقول:

"لو نيلك يا مصر صلصة مش هيكفى الكوسة الى فيكى"

هيكون رأيه في بلدنا ايه؟!!

بس المشكلة اللي بجد لو ان المقولات دي والتصرفات دي بتعبر عن شعب مصر بجد , وانها مش مجرد ترويح عن النفس بسبب الضغوط اليومية والكبت اللي عايشه المجتمع المصري

وده يخليني اتساءل , يا ترى لو دخلنا في حروب تاني هنلاقي شباب يدافع عن مصر, ولا كل الناس هتهرب وكله يقول نفسي نفسي؟

وحتى لو اعتبرناها ترويح عن النفس, هل يصح انها تكون بالانتشار ده؟

ويا ترى العيب في مين, فينا احنا كشباب, ولا في الظروف ولا في الحكومة ولا يمكن في البلد نفسها ؟؟

بجد أنا مش عارف!!!



- عندما واتتني الفكرة لأول مرة .. اعتقدت أنها احد الشطحات الجنونية التي تنتابني بعد منتصف الليل.. وحاولت جاهدا أن اصرف الفكرة عن عقلي المجهد بعد يوم طويل وذهبت إلي النوم ولكن تلك الفكرة لم تفارقني ... وعندما استيقظت أعدت التفكير في الموضوع برمته..
- لماذا لا؟؟ نعم , لماذا لا أدون خواطري و أفكاري ؟
- ولكن الكتابة فن ومهارة وقدرة علي استخراج الأحداث من بروازها والتعبير عنها بأسلوب واضح وبسيط..
- ولكن لقد كان لي بعض المحاولات الكتابية في السنوات السابقة والتي اثني عليها البعض ونقدها البعض الآخر... ثم اتخذت قراري بأن أجرب حظي وان اختبر قدراتي الكتابية...
- وأين ستكتب؟
- لقد حاولت فيما سبق أن أدون خواطري في أوراقي واحتفظ بها لنفسي
- ولكنك لم تتشجع كثيرا لهذه الفكرة .. فما فائدة الكتابة إذا لم يقرئها الآخرون وما فائدة أفكارك إذا لم يستفد منها الآخرون !!! إذا فلتمحو هذه الفكرة من عقلك المجهد ولتكمل يومك بدون تعقيدات....
- ثم برزت صورة صديقي العزيز أبو ضياء ومدونته الجميلة " الرحالة" أمام عيني ... واكتملت الفكرة الجنونية في عقلي .. نعم سوف اكتب وأدون كل ما يخطر ببالي علي مدونة صديقي أبو ضياء علي الانترنت..
- ما هذا الجنون ؟؟ أتملكت هذه المدونة أم تملكت صديقك حتي تفرض نفسك بهذا الأسلوب الفج عليه وعلي مدونته؟؟ .. أليس من المحتمل ان يرفض وجودك علي مدونته ويكتفي بوجودك في حياته كأحد الأصدقاء؟؟
- أرجوك لا تثبط من عزيمتي .. لقد نضجت الفكرة في عقلي وتوكلت علي الله في تنفيذها....
- وبعد تردد طويل : صديقي العزيز أبو ضياء .....( وبعد أن شرحت له الفكرة الجنونية ) وجدت ترحيباً كبيرا وحفاوة في الاستقبال لا تصدر إلا عن صديق غال وعزيز مثل أبو ضياء ووضع كل الإمكانيات والخيارات تحت أمري مما جعلني أشعر أنني لست غريبا وأنني بين أحبابي في بيتي وجعلني أتخطي وبسرعة رهبة التجربة التدوينية الأولي كما كتب وبنفسه تقديما رائعا بكلمات رقيقة وحساسة لشخصي المتواضع مما لا املك سوي أن أقول له (أخجلتم تواضعنا)
- هذا هو ما دار في خلدي خلال الأيام القليلة السابقة .. والآن وانتم تقرءون التدوينة الأولي علي مدونتكم "الرحالة" وبعد أن انتصرت الفكرة الجنونية التي نبتت في عقلي وبعد أن تم الأمر كله بسلاسة ويسر في أيام معدودات .. أتمني أن تتقبلوني بينكم مدوناً جديداً علي مدونة الرحالة وان تكون مدونتنا باباً جديدا نتبادل من خلاله الآراء والأفكار التي تنمي مداركنا وتوسع آفاقنا وتخدم أمتنا ..............


والله الموفق ,,,,

بعد ان كان ومازال صديقي في رحلتي طوال عامين كاملين في الحياه, تعلمت فيهما منه الكثير, واكتسبت من ورائه العديد من الخبرات , واضاف إلى حياتي رونقا آخر , انه صديقي العزيز "دكتور شيكو".

سيطل علينا هنا من مدونة الرحالة ,ليكون رحالا آخر, يشاركني في رحلتي في عالم التدوين , وليكون اضافة ثرية ستجعل للمدونة طابعا خاصا بأسلوبه الرائع في الكتابة, وبأفكاره الثرية.


بعدما انتهينا من الغداء, تجهزنا فورا للذهاب إلى أكثر المعالم اقبالا في بورتو غلابه, فهاك من لم يزر سوق الغلابة فكأنه لم تطأ قدماه بورسعيد, ركبنا الاتوبيس وكلنا أمل في أن نلقى في هذا السوق أجود أنواع الخامات والملابس بأزهد الاسعار, وما ان وصلنا إلى هناك وبدأنا في الاستفسار عن الاسعار حتى وجدنا ان اسعار سوق الغلابة في بورتو غلابة لا تختلف كثيرا عن اسعار اي سوق شعبي في المحروسه " اللي هي مصر يعني " , وغير هذا كله كانت الصدمة الأكبر, فكل المنتجات المعروضه هناك هي صناعة الصين , ورغم ذلك لم اتردد في شراء ملابس جديده من هناك , فاشتريت طقم من بنطلون اسود وتيشرت قطني بـ 120 , بعد ان فاصلت مع عم "أبو مينا" من سعر 150 جنيه , وما ان عدت لالتقي بزملائي في الفوج حتى وجدت احد زملائي يريني بعض مما اشراه لأفاجأ بأنه استطاع ان يشتري ثلاثة اطقم كامله بـ 110 جنيهات مع العلم ان سعرهم المبدأي كان 360 جنيه , ومن وقتها وانا " ابصم بالعشره اني فعلا خايب في الفصال " .
ثم عدنا إلى المعسكر مرة أخرى ليعلنوا لنا بداية الدورات الرياضية وان القناة الرابعه قادمة لتبث برنامج مسابقات مواهب ومسابقات ثقافية, واختارت القناة الرابعه طلاب المعسكر ليكونوا المشاركين , وما ان ذهب المشاركين في الانشطة الرياضية إلى ارض ملاعب الجامعه هناك حتى بدأ عرض المواهب, وفعلا كان جميع الطلاب موهوبين , سواء في التمثيل او الشعر او حتى الغناء , واستمتعنا بهم كثيره... إلا موهبه واحده فقط استطاعت بصوتها الغريب ونشازها عالي المستوى ان تستفز ضحكاتنا , وما زاد من ضحكاتنا هو مدى ثقتها في نفسها واستمرارها في الغناء إلى النهاية دون ان تظهر اي استياء, ولك العجيب في الأمر فعلا هو تقدمها للمسابقه في حد ذاته لأنه من غير المعقول انه لم ينصحها أحد من قبل ويصارحها ويقول لها بأن " يا بنتي صوتك وحش....ده وحش قوي كمان".
وبعدها مباشرة بدأت المسابقة الثقافية بطريقتها التلفزيونية الكلاسكية التي " عفنت ودودت وريحتها فاحت " من كثر استخدامها, فكان هناك فريقان كل فريق يتكون من 4 اشخاص وما ان يسأل السؤال حتى يضم الاربعه احدهم الآخر ليتشاورا في اجابة السؤال بطريقة مصطنعه جدا ومبالغ فيها, وأما الشيء العجيب في هذه المسابقه انها كانت اسئلة اختيار متعدد, فتسأل المذيعه " اللي بالطه وشها بوية ولابسه محزق وملزق مع ان كرشها قدامها شبرين... وده اليونيفورم الطبيعي للمذيعات زي ما احنا عارفين" السؤال ومن ثم تتبعه 3 اختيارات , وتعطي فرصه للطلاب في التفكير, الذي يأتون باجابة رابعه لم ترد في الاختيارات ومشككين في الاختيارات, فتهلل المذيعه اجابة صحيحه, وهذا ما حدث مع الفرقتين , لأجد عقلي يقول لي " أكيد دول بيمثلوا يا عم ", وما ان جاء دور طلبة سوهاج في هذه المسابقه حتى قطعت الشك باليقين حين اعترفوا لي بأنهم أعطوهم اجابات بعض الاسئلة من قبل المسابقه حتى لا تأتي النتائج فادحة أو "فاضحة" بمعنى اصح اذا لم يستطع احد من الفريقين اجابة الاسئلة نظرا لتدني مستوى ثقافة الشباب عامة.
وفي نهاية اليوم كانت حصيلة نتائجنا هي فوز وحيد كان في مسابقة التلفزيون وكانت الهدية نسخة دي في دي من فيلم "كده رضا اللي شفناه ياما وصمناه زي اسمنا", أما في المسابقات الرياضية فلم نستطع احراز اي كأس ولو صعدنا في الجولات البدائية, ولكن كانت أغرب نتيجه هي خسارتنا في أول مباراه لنا في كرة القدم بضربات الجزاء , بعد ان تم طرد احد لاعبينا "وائل خليفة" من الحكم, على الرغم من ان حكم المباراه كان هو نفسه مشرفنا الرياضي, ليس لنزاهته في التحكيم, ولكن خوفا على لاعبي الفريق الآخر, وعندما سألته لماذا فعلت ذلك قال لي " انت اصلك ما شفتش ازاي كان بيطير اللعيبة, دول كان ممكن يموتوا تحت ايده "
وانتهى يومنا وصعدنا إلى غرفنا بعدما تعرفنا على الكثير من الطلاب سواء بعد مشاكل بسبب التعصب الرياضي " قال يعني احنا كنا لعيبه قوي " او بسبب توافق فكري وثقافي, وعلى الرغم من اننا كنا مرهقين ولكننا ظللنا نعلق ونضحك على احداث اليوم إلى الساعة الثالثه, وكنا نقول في ذهننا " هنصحى ازاي بكره الساعه السادسه؟؟؟"

ملاحظة:لو عجبتك المدونة أو موضوع بعينه, ما تبخلش علينا بتعليقك ورأيك, وما تنساش قبل ما تمشي تدي تقييمك العام للمدونة في مسابقة مجلة ميكانو

ملاحظة... لأن اليوم الثاني الاحداث التي حدثت به طويلة فسنسرده في فصلين

فوجئت بأحد زملائي يوقظني في السادسة صباحا من " أحلاها نومة " أنا وباقي زملائي في المعسكر لنبدأ الاستعدادات اليومية لطابور الصباح , وهو مقسم لعدة مراحل, بداية من طابور الحمامات , إلى الطابور الرياضي, تجمع جميع اعضاء فوج سوهاج في تمام الساعة السابعه والربع وهم مستعدون لقضاء ثاني يوم في بورتو غلابة, على أمل كبير من ان يستطيعوا الفرار ولو للحظات خارج المعسكر ذي القواعد الصارمة , والذي بالطبع لم نكن نتوقع ولو للحظة ان يكون بهذه الصرامة...فكلنا جئنا على أمل أن نقضي " أحلى فسحة ".
نزلنا على أرض الطابور معا وبدأ بعدها الطابور الرياضي والذي يفترض فيه ان يركض الاولاد دونا ع الفتيات حول الجامعه كلها ... بالطبع بمجرد ان خرجنا من سور المعسكر حتى بدأ الشباب باخراج السجائر , والقاء النكت , حتى بعض الفتيات اللائي كن في الشارع لم يسلموا من معاكسات الشباب... وده الطبيعي.
عدنا واستلمنا وجبة الافطار والتي كانت طبعا فول " بس ما اقولكش من غير لا زيت ولا سمنه "وبعض "الحبشتكنات اللذيذة" التي عوضت عن الفول ثم خرجنا لأرض الطابور ووقفنا استعدادا لتحية العلم , وبما انها كانت هذه المرة الأولى في حياتي لتحية علم مصر, ظللت اتمعن اسلوب تحية العلم, وبعد ان انهينا التحية التي كان اعادة لجملة "الله اكبر" ثلاث مرات ومن بعدها تكرار جملة " تحيى جمهورية مصر العربية " ثلاث مرات كذلك دون ان يقوموا بالقاء النشيد الوطني...ارتحت نسبيا لأنيي بالطبع مازلت لا احفظ نشيد بلادي, ومن بعدها قام احد الطلاب بنداء التمام للجامعات بحسب الاقدمية , إلى أن وصلوا إلى جامعة المنصورة...وهنا اشتد انتباهي كثيرا...لماذا المنصورة بالذات؟...سأقول لكم:
" منذ ان دبت قدماي ارض مصر, ولا تأتي سيرة المنصورة في شيء إلا وذكر معها مدى جمال بنات المنصورة وحلاوة بنات المنصورة , لدرجة ان احد اصدقائي ذهب إلى المنصورة فجاء ليقول انه لم يجد أبدا بنت واحده " عفشة زي اللي بنشوفهم هنا.... ده البنات هنا غفر يا راجل"...وطوال المساء وشباب الفوج الخاص يبدون بكل صراحة مدى استعجالهم لرؤية بنات المنصورة"....عارفين ايه اللي حصل؟؟؟
"كانت خيبتنا تقيلة...عاملين زي اللي صاموا صاموا وفطروا على بصلة, فبنات جامعة المنصورة كانوا لا يزدادون جمالا عن بنات احد النجوع في سوهاج, بل قد تكون احدى هذه الفتيات اكثر جمالا, وهنا ورد على ذهني سؤال لولبي...هل عدم رؤيتي لجمال بنات فوج المنصورة هو بسبب سوء ذوق الصعايده في البنات؟ أم لأن ادارة المعسكر تخوفت على شباب المعسكر منهم , فوضعت شروط محدده لبنات المنصورة؟...لا زال هذا السؤال يراودني.
بعدها أعلنوا ندوة لسيادة الدكتور نائب رئيس جامعه قناة السويس فرع بورسعيد, وبدأ يتكلم عن أن سوء التعليم في مصر سببه الطالب...نعم سببه الطالب لأنه لا يبحث عن حقه, ولا يلجأ للسبل القانونية لاسترداد حقوقه, بل يفضل الخنوع للدكتور الذي أمامه حتى ولو كان مخطئا خوفا من سطته,وانه لحل هذه المشكلة وضع ماده تشرح مبادئ الجوده والاعتماد للطلبة حتى يعلمواحقوقهم فلا يتنازلوا عنها,وواجباتهم فيلتزموا بها ,وما ان اعطوا الفرصة للسؤال, حتى جاء دوري بعد 16 جامعه مختلفة, حيث مسموح لكل جامعه سؤال واحد فقط, فقمت وقلت له...
" أولا أحييك على فكرة الكتاب, ويا ريت تنشر فكرته بين الجامعات التانية, ثانيا حضرتك كل كلامك بيقول ان الطالب هو السبب في سوء التعليم لأنه مش بيدور على حقوقه, أنا كا نفسي بدل ما تكون الدوة عن الموضوع ده, كانت تكون عن حقوق الطالب, خاصة واني ليا تلات سنين في الكلية ما شفتش ورقة واحده مكتوب عليها سطر واحد فيه حق من حقوق الطالب مختوم بختم رسمي"...لاسمع صفيق من الطلبة من حولي وطلب مدير المعسكر سحب المكرفون من يدي.
أكملت كلامي قائلا " أنا لسه ما خلصتش كلامي, اقتبس من كلام الدكتور واقول ان الجودة هدفها زياده انتاجية الخريج..يصادف ان الخريج ده هو انا بعد اربع سنين, وللعلم انا لغاية دلوقتي ما حستش بتعليم ولما سألت اللي أكبر مني قاللي هتتعلم بعد ما تتخرج, ولما سألت اللي اتخرجوا قالولي يا عم .. اول 6 كلمات هتسمعهم في اول يوم شغل ليك... انسى كل اللي اتعلمته قبل كده"...
واستمرت الاسئلة من بعد ذلك إلى ان انتهت جميع الجامعات ليبد ائب رئيس الجامعه بجابة سؤالي رغم ان رقمه هو السابع عشر ليقول:
أولا هما سبع كلامات " انسى كل اللي انت اتعلمته قبل كده" مضيفا كلمة انت فقط ليخطئني
ثم يكمل قائلا "بالنسبة لحقوق الطالب فهي موجوده في كتيب اسمه دليل الطالب يوزع مجانا عالطلبة", ليهيج طلبة المعسكر نافيين هذا الكلام, فيعود في كلامه قائلا "عارف ان الجوده لسه ما وصلتش لمستواها الكامل في كل الجامعات لأننا ماشيين خطوة خطوة" ... لأعلق في سري " تاتا تاتا ... خطي العتبة "....نفسي اعرف, يعني هنستنى لغاية امتى؟؟
جاء بعده رئيس جامعه قناة السويس, وبصراحه هو رجل غاية في الاحترام وظهر ذلك في موقفين
الموقف الأول:
سألنا سؤال قال فيه " انا بصرف على طلبة المدن الجامعية عندي 15 مليون جنيه سنويا, ويصل للطالب 8 مليون بس, يبقى السبعه مليون راحوا فييييي؟" ليصمت الجميع ويكرر سؤاله مرارا, حتى يصرخ فينا قائلا بأعلى صوت " سررررررقة " ليصفق له الجميع بحرارة
الموقف الثاني:
قامت طالبة تشتكي من الحشرات التي تملأ الغرف والحمامات السيئة للغاية وعدم وجود كهرباء تسمح لهم بشحن اجهزتهم المحمولة " مع العلم ان مبنى الطلبة كان فيه كهربا وحمامات نضيفة بس اشتركنا في حكاية الصراصير P: "
الجميل في الأمر ان كان رده انه سأل ع المسئول عن الخدمات في المدينة الجامعية اللي كنا متواجدين فيها والذي ببساطة رفع يده ليتسلم تهزيقا معتبرا من الدرجة الأولى , وكأنه طالب في الابتدائية يأنبه أبوه على خطأ فادح ارتكبه, وكل هذا وسط 650 طالب قائلا له بصوت عالي" أنا قلتلك ايه.ها... /ش قلتلك المدينة دي تبقى على اعلى مستوى قبل المعسكرات؟" فرد قائلا يا افندم.. ولم يعط له الفرصه ليكمل حديثه آمرا اياه بمعالجة الموقف في اسرع وقت ممكن.

انتهى رئيس الجامعه ليأتي بعده عميد كلية آداب يتكلم في الاحساس بالغربة داخل أراضي الوطن...معترفا بأنه أمر موجود ويجب أن يعالج, وبعد ان انتهى بدأت الاسئلة وما ان ذكرت جامعه سوهاج حتى رفعت يدي طالبا السؤال...فرفض المدير ان ألقي سؤالي متحججا " هو مافيش غيرك من جامعه سوهاج!" ولم يسمح لي حتى بالتعقيب بأن باقي الطلبة هم نفسهم من وكلوني بهذه المهمة, انقاذا للموقف قام " وائل حبيبي" وأخذ الميكروفون وقام هو بهذه المهمة نيابة عني. وانتهت الندوة دون ان نشعر بأي زياده او نقصان لنعود مرة اخرى للمعسكر بعد ان ابدى الطلبة اعتراضهم على تأخر الوقت وانهم " تعبوا وزهقوا وعايزين يرجعوا تاني" والذي بالطبع احرج مدير المعسكر أمام العميد ولكن اثبت لنا هذا الدكتور في اللحظات الاخيرة انه رجل فاضل بعد ان قال ان معنا حق وطلب من مدير المعسكر ان يمنحنا جولة حرة والذي وافق عليها دون اعتراض, وعدنا المعسكر لنجد المفاجأة....

فاليوم يقدمون وجبة الغداء في ظهرا والعشاء مساء....ليتبادر سؤالا لولبيا آخرا في ذهني " هما البورسعيدية مالهمش كلمة ولا ايه؟" مع الاعتذار الشديد لهم...