الاثنين، 2 أغسطس 2010

لجنة شفوي !

بعد أربع سنوات طوال من " الشحططة " بين أقسام كلية الطب رأت عيني ما قد أعجز عن وصفه , وسكنت قلبي مشاعر لن يستطيع أن يشعر بها إلا من يوضع في موضعنا نحن طلبة الطب ...

ولعل أغرب ما قد يمر به المرء طوال دراسته في هذا المجال هي الامتحانات الشفهية , والتي إن قابلت أحدا من كليتنا وسألته عن قائمته لأغرب عشرة مواقف تعرض لها في الكلية , فلن تخلوا بالتأكيد من موقف او اثنين على الاقل لهم علاقة بامتحانات الشفوي ...

فقد عايشت مواقف لزملاء لي سنة تلو الاخرى , كانت دائما ما تصيبني بنوبة من الضحك مختلطة بالذهول , وفي بعض الاحيان تصيبني بالأسى , وكنت أحمد الله انه لم تمر على مثل تلك المواقف .

فأنا لم اقل يوما لممتحني " انت هتقارن حتة طالب في سنه رابعة طب , بأستاذ دكتور زي حضرتك ؟! " , ولم ادخل يوما لجنة الشفوي مرتديا تيشرت الأهلي لأفاجأ بأن ممتحني زملكاويا بالفطرة , ولا حتى كنت من أولئك الطلبة الذين يتم التوصية عليهم من قبل رؤساء الأقسام فأقع من بعد ذلك تحت يد ممتحن ذو ضمير .. فيتعمد أن يجعل مني أمام زملائي خرقة قديمة لا تصلح حتى لمسح أراضي المعامل في الكلية ... و أحمد الله أنني لم أكن ذلك الطالب الذي طرد من لجنة الشفوي لمجرد انه قال أن هذا الموضوع ليس مقررا عليه في المنهج, وذلك الآخر الذي صمم أن كتاب القسم يقول غير ما يقوله الممتحن...

ولعل أقصى ما مررت به غرابة في لجان الشفوي قبل دخولي السنة الرابعة , عندما قمت بنطق كلمة غريبة في ماده الطفيليات بطريقة خاطئة , فوجدت الممتحنة – والتي كانت بالمناسبة رئيسة القسم آن ذاك – أن ما أقوله مدع للضحك والسخرية , لأفاجأ بأنها أصيبت بنوبة من الضحك الهستيري فلم تستطع التحكم في ردود أفعالها التي تباينت بين القهقهة بصوت عال مع التسقيف والتخبيط على المكتب , وأظن أنني يومها رأيت دموعا تخرج من بين عينيها من كثرة الضحك , ولكن لم يكن الأمر بهذا السوء , فلأنني كنت سببا في الترويح عن نفسها , قد بشرتني بدرجة ما كنت لأحلم بأن أحصل عليها لولا طريقتي الغريبة في نطقي لتلك الكلمة ...

ولكن ما حدث في آخر أيام امتحاناتي في السنة الرابعة هو الذي لم أتوقعه أبدا ولم اسمع بمثله لا من قريب ولا من بعيد , فبعد أن ارتديت بذلتي الكاملة وتعطرت واستعددت لخوض آخر معاركي في سنتي الرابعة بابتسامة على وجهي مستبشرا بأسئلة سهلة و " ممتحنة طيبة " ذات وجه بشوش , ولكن بدلا من ذلك وجدت نفسي أمام ذلك الرجل الذي ما أن تنظر إلى وجهه العبوس وتستمع لتعليقاته المستفزة على إجابتك , حتى يقفز التوتر إلى قلبك لتشعر بأن كل ما درسته وان كان بسيطا وسهلا قد تحول أمام عينيك إلى بخار أبيض يحجب عنك الرؤية , مرت الأسئلة معه بسلام نسبي , أجبت على قدر المستطاع وما لم اعرفه تركت أمره لله , وبعد أن أعلمني بأن الامتحان قد انتهى لم يكن مني سوى شكره كعادتي ثم هممت الرحيل منبها من بعدي ليذهب إلى الدكتور بكلمة بسيطة كانت " يللا قوم ... دورك " ... وتركته وأكملت مسيري للخروج من اللجنة , وإذا بي اسمع صوته وهو يصرخ بأعلى ما عنده من صوت , ووجت كل من في اللجنة من ممتحنين وطلبه ينظرون إلي , فعلمت أنني المقصود بكل تلك الاتهامات التي كانت تتمحور حول محاولتي لتغشيش زميلي الامتحان الذي استغرق أكثر من ربع ساعة في ثوان معدودة ... فما كان مني إلا أن قلت له ما بدر مني حين نبهت زميلي بدوره ليس أكثر.. ولم أكن أعلم أنني بذلك أطلقت وحشا كاسرا , حيث قام من كرسيه لأجده يكرر عبارة واحده " أنت مين قالك تنظم اللجنه ... وانت مالك " ...

ولحسن حظي كان جانبي ممتحن آخر قال لي " الحق نفسك ... اعتذر له وامشي بسرعة كأنك ما عملتش حاجة " ... فاعتذرت له ثم أدرت له ظهري لأذهب مسرعا إلى باب اللجنة من قبل أن يخرج سكينا من جيبه ليطعنني به, ولسوء حظي بجوار الباب تماما كان هناك صديقا لي سألني عما يدور.. فقلت له " مافيش " وتركته , فوجدت أستاذي العزيز يزيد من صراخه ولكن هذه المرة مستخدما جملة جديدة ... " شوفوا الواد .. لسه بيبرطم ! ... اشهدوا عليه ... اشهدوا عليه ! "

وهنا توقف عقلي عن التفكير, وكل ما كان يدور في ذهني وقتها هي قصاصة د. أحمد خالد توفيق التي تقول ....

امتحانات الشفوي هي الامتحانات الوحيدة التي تعاقب فيها على سوء حظك

الخميس، 8 يوليو 2010

يوم البوس العالمي !


يوم " البوس " العالمي أو " National Kissing Day " هو عيد سنوي يقام في السادس من يوليو من كل عام منذ سنه 1995 , وصدق أو لا تصدق , فمنذ خمسة عشر عاما , حين ظهرت فكرة ذلك اليوم الغريب , لم تكن هدفها في أي حال من الاحوال اظهار الحب للحبيب , ولا التقرب من اصدقائك ولا أي من تلك الأمور , فللحب عيده الخاص , وللصديق عيد آخر , ولكن هدف ذلك اليوم هو آخر ما يمكن أن يبدر في ذهنك ... وان كنت تظن أن لك ذهنا أرقى من أي أحد آخر فاترك لنفسك دقيقتين قبل أن تقرأ السطور التالية ....

فالحقيقة المرة وراء ذلك العيد هو تشجيع المواطنين لزيارة " طبيب الأسنان " للفحص الدوري على صحة الفم ... نعم لم أخطئ , فكما يعلم البعض ان القبلة " الفرنسية " من أهم شروطها هي فم نظيف وصحي وذو رائحة غير منفرة , وبالتالي فإن كل من لا يحافظ على نظافة وصحة فمه , او تصدر من بين شفتيه رائحة كريهة , فسوف يعاقب ويحرم من الاحتفال بهذا اليوم " المثير " الذي يسمح للشخص فيه بتقبيل أي أحد يعرفه او لا يعرفه طالما لا يبدي الآخر أي علامة من علامات رفضه " للبوسة " !

عندما علمت عن ذلك اليوم منذ يومين بالصدفة البحته كنت اعتقد انها مزحة بسيطه , ولكن عندما تحققت عنه في مواقع الانترنت توصلت لهذه المعلومات السابقة , ثم بدرت على ذهني عدة افكار ...

الشعب المصري يحتفل بيوم الأرض فنفصل الكهرباء لمدة ساعة كاملة بكامل ارادتنا , ويحتفل بيوم البيئة فنجد مترو الأنفاق يخفض من اسعار تذاكره في ذلك اليوم باعتباره وسيلة النقل الاكثر حفاظا على البيئة , وفي يوم سرطان الثدي نجد طلاب كليات الطب يقومون بحملات توعوية وما إلى ذلك , واما في عيد الحب فيتكلف كل حبيب مبلغا وقدره في سبيل التعبير عن حبه للآخر بتقديم الدباديب والزهور والعطور والحلي ... إلخ , كل على حسب مقدرته كما يقولون , كل تلك الأيام وغيرها الكثير نحتفل بها سنويا بما تكلفنا من اعباء مالية وجسمانية دون ان يصيبنا ملل أو كلل , ولا أدري لماذا لا نحتفل بالسادس من يوليو كما يفعل البشر في باقي العالم !

فهذا اليوم الذي أرى فكرته البسيطة جدا , التي لا تكلف مالا ولا تجهد جسدا , نحن كشعب مصري في أمس الحاجة إليه , لا تستغرب انني أوافق على هذا اليوم , فكل ما انت مطالب بفعله حتى ينضم صوتك إلى صوتي هو النظر إلى أول فم يقع أمام عينيك , ويا حبذا لو استطعت ان تستنشق رحيقه العبق , وان خرجت سليما بعد تلك التجربة العلمية التي قد تهدد حياتك , فسوف تكون من أول مشجعي هذا اليوم !

قد يرى البعض ان في تشجيعي لهذا اليوم أمر مبالغ فيه خاصة وأننا شعب محافظ متدين له قيمه وعاداته التي لا يمكن أن يستغني عنها ... ولكن ان اعدتم النظر قليلا فستجدون اننا اولى الشعوب التي جعلت من أعيادها الدينية , أياما يباح فيها كل حرام , فنرى " ملابس العيد " التي لا تستر , وسجاير الحشيش التي يتادبلها الشباب , وحفلات التحرش الجماعي في الشوارع بين الفئتين , الشباب المحششين والكاسيات العاريات ! ...

ولكن بعد اعادة النظر في الأمر , تذكرت أبياتا من قصيدة تميم البرغوثي " في العالم العربي تعيش " التي يقول فيها ...

في العالم العربي

تقول للبنت حبيتك

وتبقى البنت بتحبك

وبتموت فيك

.... تناولك بالقلم

فإذا كان هذا الحال بسبب كلمة بسيطه بين الأحباب , فكيف سيكون الوضع حين يطلب رجلا ما من امرأة ما غريبة أو صديقة قبله فرنسية حارة من دون أي مقدمات !!! ...

وبعدما مر أمام عيني تخيلا لتسلسل الأحداث التي بالطبع لن تخلو من دماء كلا من الرجال والنساء , ضاع حلمي بإقامة هذا العيد في مصر , فقد توصلت اننا ان اردنا أن نحتفل بالسادس من يوليو وجب علينا مسبقا تحضير سرادق التعازي وتوفير عدد من المدافن يكفي ضحايا ذلك اليوم الذي اعتقد انه سيقدر بالملايين , وبدلا من أن نحصل على شعب خال من أمراض الأسنان , سيكون شعبا خاليا من البشر ... وبصراحة , أنا مش مستغني عن عمري !




ذهبت انا وصديقي لنشاهد سويا مباراة انجلترا وسلوفاكيا علي احد المقاهي ، وبعد ان جلسنا لنستمتع بمباراة في فنون الكرة اذا بصاحب الوصلة يعرض لنا مباراة امريكا والجزائر وعندما استفسرنا عن السبب رد صاحب المقهي بان هذا مايطلبه المستمعون ... فاضطررنا آسفين ان نجلس لنتفرج بالعافية علي مباراة لم ارغب عن نفسي في مشاهدتها لكي لا اتحسر علي منتخب بلادي الذي كنت احلم ان اراه مكان هذا المنتخب الاخضر ، بعد ذلك بادرني صديقي بسؤال علي حين غرة عندما سألني " هتشجع مين في الماتش ده ؟" ... سكت لبضعة لحظات ثم اتخذت قراري واعلنت رأيي بصراحة بأن كلا المنتخبين يحتل مكانة سوداء في قلبي فالمنتخب الأمريكي هو ممثل القوة الأولي الباطشة في العالم وسبب معظم المشاكل التي تعيشها المنطقة والمنتخب الاخضر هو الذي سرق منا فرصة التاهل للمونديال والتمتع بلحظات من السعادة تساعدنا علي تخفيف مانعانيه من الآم الحياة اليومية ولقد سرقها عن غير وجه حق ، ولكنني سوف اشجع الجزائر من باب اني انا واخويا علي ابن عمي وانا وابن عمي علي الغريب ...ولكن ما ان اعلنت هذا الرأي وبصوت مسموع نسبيا حتي اشرأبت الاعناق واتجهت الانظار الغاضبة اليً واستقبلت بصدري العاري سيل من الرصاص الكلامي عن سوء اختياري وانعدام الحس الوطني وكأنني أعلنت انني سوف اشجع اسرائيل ووجدت ان ابناء القهوة البواسل اجتمعوا جميعا علي قلب رجل واحد بدون سابق اتفاق علي تشجيعهم للمنتخب الأمريكي وان هذا هو اسمي مراتب النضال الوطني وانني بهذا الاختيار قد اصبحت عميلا غير مرغوب فيه حتي ان صبي القهوجي وهو يقدم لي كوب الشاي الخفيف سكر خفيف نظر اليً شذرا حتي ظننته قد نوي ان يكب هذا الكوب الساخن لكي يهري جتتي ... المهم بدأت المباراة الحماسية وبدأ الناس يتوافدون من كل فج عميق شبابا وشيوخا واطفالاً كلهم جائوا لتشجيع منتخب امريكا الشقيق ... ومع كل فرصة ضائعة للمنتخب الأمريكي كنت أري الحسرة علي عيون المشجعين وتنطلق التعليقات التي تشرح وتحلل مدي سوء وضعية المهاجم الامريكي او سوء تصرفه في هذه الكرة السهلة التي لو كان هو في مكانه لوضعها باصبع قدمه الصغير تعانق الشباك الخضراء ... ثم جاءت اللحظة الحاسمة عندما احرزت امريكا هدفا فانتفضت القهوة تهلل ويعانق الرجل آخاه فرحا بهذا الهدف الجميل ولكن الحلو مايكملش فلقد احتسبه الحكم تسلل فانطلق السباب المحترم يشتم الحكم بأمه وأبيه وكل اللي يتشددله وخصوصا بعد أن قام المخرج الخبيث بإعادة الكرة واثبات ان الكرة لم تكن تسللاً ...مضت المباراة بين شد وجذب فكل فرصه للأخضر الجزائري كان يصاحبها وضع الايادي علي القلوب وكل فرصة للمنتخب الأمريكي يصاحبها رفع الأكف بالدعاء ... واقتربت المباراة من منعطفها الأخير والنتيجة مازالت التعادل السلبي والمنتخب الأمريكي يضيع الفرصة تلو الفرصة وتنطلق التعليقات بأن الحظ الجزائري قد انتصر علي امريكا بينما المعلق الجزائري يشدو ببسالة منتخبه الاخضر ولعبه الجميل في المونديال والتمثيل المشرف للقارة الأفريقية ومع كل كلمة كنت اشعر بأنه يغيظنا ويخرج لنا لسانه وبدأ الغضب يسيطر علي مشاعري من تلك الكلمات التي تتغزل في الاخضر الجزائري واشعر بها تحرق قلبي الأحمر بلون العلم المصري ... حتي جاءت الدقيقة الأولي من الوقت الضائع ويقود لاعبوا الجزائر هجمة عنترية علي المرمي الامريكي كادت ان تثمر عن هدف يدمي قلوب ابناء القهوة البواسل ولكن بفضل الدعاء الصادق المخلص ذهبت الهجمة اشتات الرياح وارتدت بهجمة معاكسة علي المرمي الأخضر اسفرت عن هدف مفاجئ للمنتخب الأمريكي وانطلقت صيحات الفرح بين الحضور وشعرت في هذه اللحظة بأن مصر قد أحرزت كأس العالم !!! ... انتهت المباراة وحمدت الله أنه لم يشأ ان يبيت هؤلاء المساكين وعيونهم تذرف الدموع وأنني قد خرجت سالماً من تلك القهوة دون ان افقد اي عضو من اعضائي الغالية ... لذلك فقد خرجت مسرعا وانا أتدثر بجسد صديقي وأقول " أفلام امريكاني ... أم الجزائري !!"
الثلاثاء، 1 يونيو 2010

عيد ميلادي ... أزمة سنوية !


بالأمس آخر أيام مايو من عام 2010 ... أتممت عامي الثاني والعشرين منذ خروجي إلى هذا العالم الغريب العجيب , وأما اليوم فأنا أحتفل بيوم ميلادي المسجل في دفاتر الحكومة , الاول من يونيو , وبالطبع لا أرى فارقا كبيرا بين اليومين , فكلاهما في فترة من اصعب الفترات السنوية في حياة أغلب البشر , فترة الاختبارات !

فمنذ أن بدأت أمارس حياتي العملية كطالب في مدرسة ابتدائية , بدأ يتحول عيد ميلادي من يوم احتفال سنوي , إلى يوم استعداد لأحد اختبارات نهاية العام , وبدلا من أن يكون يوم فرح وراحة , تحول إلى حفلة سنوية تمارس فيها كل اساليب القلق والتوتر , وأما جملة " كل سنه وانت طيب " فقد حلت محلها " مش هاتقوم تكمل مذاكرة ؟َ! " , وبدلا من فتح الهدايا كنت افتح كتب المدرسة !

في البداية كنت اشعر بالحزن عندما ينسى شخص ما هذا اليوم الذي أراه عظيما , ولكن مع الوقت صرت أنا نفسي أنساه ولا ألقي له بالا, وصرت اعتبره يوما عاديا كسائر الايام , وقد لا أتذكره البته إلا بعد أن يقول أحد ما " ايه ده , انت كان عيد ميلادك من يومين , مش كده ؟! " , وعندما أسمع تلك الجملة الأخيرة أرفع حاجبي الايمن واغمض عيني اليسرى لأعود بالزمن إلى الوراء يومين ثم أرد عليه قائلا ... " لا ياعم , من يومين كان عندي امتحان فيزيا " !

ولكم أن تتخيلوا مدى الحميمية عندما تدق الساعة الثانية عشرة مساء معلنة عن بدء عام جديد في حياتك فتجد ورقة ملقية أمامك , قد تحسبها في البداية كارت معايده تركه لك شخص عزيز , ولكن عندما تتمعن في قراءتها تجدها مجرد ورقة مخطوط عليها قوانين نيوتن للجاذبية , أو معادلات كيمياء عضوية أو حتى مرادفات لكلمة " اضطهاد " !

تقول لي جدتي , انني كنت أرفض الخروج من رحم أمي , فبعد اتمامي شهوري التسع الطبيعية , اعطاني الطبيب فرصة لأعود في قراري واستسلم للخروج إلى هذه الدنيا بمحض ارادتي , ولكنني استمررت في الرفض لأكثر من خمسة عشر يوما اضافيا على مدة اقامتي المفروضة , وفي اليوم الخامس عشر الموافق 31 من مايو من عام 1988 استشاط الطبيب غضبا , وقرر أن يخرجني إلى هذه الدنيا , ويا ليته ما فعل ...

عندما حكت لي جدتي هذه القصة لأول مرة , كان تعليقها في الختام ... " من يوم ما كنت في بطن امك وانت كسلان " , بل أصبحت القصة التي تستشهد بها أمام كل غريب وقريب على مدى كسلي , ولكن على العكس تماما , فهي لم تفطن إلى أن هذه القصة هي خير استشهاد على حكمتي الجنينية , فقد كان هدفي الاول والاخير وقتها هو أن ابتعد عن هذا الفترة , وأن اؤجل موعد نزولي شهرا أو شهرين , لأولد في اجازة نهاية العام فيتسنى لي الاحتفال بيوم مولدي من بعد ذلك ... فأغتنم الهدايا , واستمتع بأكل الحلويات وشرب المرطبات , ولكن للأسف ... قد أتت الرياح بما لا تشتهي السفن , وحطم ذلك الطبيب كل خططي , ودفن كل أحلامي في بحر مظلم لا يحوي سوى كتبا واختبارات ودرجات نجاح ورسوب !

و بعدما انتشر الموقع الاجتماعي الشهير " الفيس بوك " , وأصبح يذكر الناس بأعياد ميلاد أصدقائهم , توالت التهنئات السنوية بعيد ميلادي , البعض يهاتفني ليتمنى لي سنة سعيدة واختبارا سهلا , أو يكتفي البعض الآخر بكتبة جملة على " الوول " من فصيلة " كل سنه وانت طيب , بس مش فاضينلك " ... وفي وسط هذه الظروف , فمن الطبيعي أن يضيع مفهوم الهدية , وكاستثناء كان البعض يهدونني قلما كنوع من الدعم النفسي أو باعتباره " سلاحا للتلميذ " !

في النهاية ... أعتقد أن أجمل هدية قد أحصل عليها في يوم مثل هذا , هو دعوة خالصة صادقة من القلب بأن تنتهي هذه الفترة على خير , وأن تمر الامتحانات بسلام , وأن أتخرج سريعا حتى أستطيع أن أمارس حقي في الاحتفال بعيد ميلادي !



الاثنين، 24 مايو 2010

أمام عينيها


أمام عينيها وقف " شاكر " جامدا كالأصنام , لم يقوَ على التحرك مطلقا , ولم ينبس ببنت شفة , وظلت كلمات " آية " تخرج من بين شفتيها كالمدفع الرشاش , وكأي قناص محترف , استطاعت كل كلمة أن تحفر مكانا لها في قلبه مسببة له ألما تلو آخر , من دون أن تعطيه فرصة واحده ليعبر عن كل تلك الآلام , ولو حتى بقولة " آه ٍ " واحدة , وعلى الرغم من شكله المرعب لم تتوانى من أن تطعنه بآخر أسلحتها حين وضعت خاتم خطوبتهما بين أصابع يده بكل رقة , لتمر لمستها في جسده كالكهرباء الصاعقة , وفي هول صدمته قالت له " ربنا يرزقك ببنت الحلال " ثم أدارت له ظهرها وتركته غارقا في جراحه ,غير عابئة بكل تلك الذكريات التي جمعت بينهما .

كانت علاقتهما في البدء بسيطة , تعرف عليها سريعا عن طريق صديق مشترك في أول مرة ذهب فيها إلى " ساقية الصاوي " , ولم تتجاوز علاقتهما بعد ذلك حدود تبادل التحية والسلام , وفي أحد الأيام ... في وسط انهماكه في قراءة رواية " يوتوبيا " أمام نهر النيل في الساقية , فاجأته بسحب الرواية من بين يديه معبرة عن كرهها لكم التشاؤم التي تبعثه تلك الرواية في القارئ , وليس لأن حاضرنا مزريا يكون المستقبل بالتبعية مزريا كذلك كما تخيل د. أحمد خالد توفيق, بل بالعكس , فما اقتربت حضارة ما من الحضيض حتى نهضت بسرعة خرافية , وأخذت موقف ألمانيا بعد هزيمة هتلر في الحرب العالمية مثالا على ذلك , وكيف تحولت من دولة مدمرة إلى واحده من الدول الصناعية العظمى , وكذلك اليابان التي تحولت في غمضة عين إلى ما هي عليه الآن بعد أن استخدمتهم أمريكا حقلا لتجربة علمية وكأنهم مجموعه من فئران المعامل التي لا تستحق الحياة ... ولم تتوقف عن سرد كل الحقائق التاريخية التي تبعث إلى الأمل في المستقبل ... وظلا بعدها يتناقشان لساعات إلى أن جاء موعد الغروب الذي قطع حديثهما , فسحبت حقيبتها استعدادا للمغادرة واعتذرت له عن متابعة حوارهما حتى لا تتأخر عن موعدها في المنزل .

تألقت في عينيه منذ ذلك اليوم , بأسلوبها في الكلام وثقافتها العالية وتفكيرها المتميز , ولم يترك فرصة بعدها تمكنه من التحدث معها إلا واستغلها , ومع مرور الوقت طالت جلسات حديثهما , فتعمق كلا منهما في اكتشاف الآخر , وتعجبا من كم التشابهات التي تجمع بينهما , فكلاهما عاش حياته الأولى خارج الأراضي المصرية , وكلاهما يهوى الكتابة , ويحفظان أغاني محمد منير عن ظهر قلب , وكذلك لم يترك احدهما رواية أو قصة قصيرة لبهاء طاهر إلا وقرأها , حتى في أتفه الأشياء , فكلاهما يفضل اللون الأزرق ويكره شرب الحليب .

ازداد إعجاب كلا منهما للآخر مع مرور الأيام , وعلى الرغم من شبه تأكد كلا منهما من وجود إعجاب متبادل إلا أنهما تخوفا من كونها مجرد أوهام , بل إن " آية " قد ألغت الفكرة من رأسها بالفعل بعد أن طالت لقاءاتهما من دون أن يقوم " شاكر " بالتقدم بأي خطوة تذكر , وعلى العكس كان " شاكر " , فهو لم يتوقف في التفكير فيها لحظة واحده , وكل ما كان يمنعه من إبداء مشاعره هو خوفه من ردة فعلها , وليس الرفض ما كان يخافه , بل أن تتخذ منه موقفا بالابتعاد عنه بعد ذلك , أو أن تأتي الرياح من بعد موافقتها بما لا تشتهيه السفن .

وفي أحد الأيام تشجع قلبه , وتجاوز كل حواجز الخوف التي كانت تنتابه وأخبرها بكل طلاقة مشاعره نحوها , في البدء لم تصدق " آية " أذنيها , احمرت وجنتاها وتلعثمت خجلا في ردها البسيط الذي كان " أنا مضطره امشي دلوقتي " , لتتركه في حيرة استمرت لأكثر من أسبوعين , أغلقت فيهما هاتفها المحمول , كما امتنعت عن الخروج من المنزل .

لم يصدق أذنه عندما اصدر هاتفه تلك النغمة التي خصصها لها , وما أن رد عليها حتى قالت له من دون مقدمات " أنا آسفة من اللي حصل مني المرة اللي فاتت , بس لازم نتقابل " !

حددا موعدا , حطما فيه كل الحواجز ... تجردا من خوفهما .. كسرا كل الموانع ... تخيلا كل يوم سيمر عليهما ... تمنيا أن يعيشا في سعادة أبدية ... وأن يكون يوم وفاتهما واحدا ... ومنعا عقلهما من استقبال أي فكرة سلبية تعكر صفو بالهما ... وفي موعد الغروب كالعادة انتهى موعدهما ,فودع أحدهما الآخر متمنيا له أحلاما سعيدة !

ولكن ما من نوم زار أحدهما , فقد ظل شاكر ساهرا طوال الليل منتشيا بالسعادة التي حلت على قلبه بموافقتها , وعلى العكس تماما كانت " آية " , فقد ظلت طوال الليل تنزف من أعينها أنهار دموع !

لم يتأخر شاكر في إبداء رغبته بالتقدم إلى أهلها رسميا , ظنا منه بأن ذلك سيقوي من علاقتهما , ويبدد أي شك يدخل على عقل حبيبته , ولكن على عكس توقعاته جاءت ردود " آية " , التي ظلت ترفض التقدم إلى تلك الخطوة , حتى يتأكد كلا منهما بما يكنه من مشاعر تجاه الآخر .

مع تكرار رفضها بدأ الشك يتخلل قلب " شاكر " , ولكنه على الرغم من كل محاولاته لمعرفة سببا واضحا لرفضها ... لم يصل لشيء , مما أثار غضبه في إحدى جلساتهما التي انتهت بتهديده بأنه سيتركها إلا إذا حددت له موعدا مع أهلها خلال أسبوع , أو ان تصارحه بسبب عقلاني لهذا الرفض الغير مبرر .

وتحت هذه الضغوط استسلمت لرغبته وبالفعل تقدم لخطبتها خلال أسبوع , واستسلم الأهل لرغبات الحبيبان , وفي خلال شهر واحد تعرفت أسرة " شاكر " على أسرة " آية " , وفي جلسة الاتفاق على الماديات أخذ " شاكر " و " آية " يسخران من تلك الاتفاقيات التي لطالما رأياها مادية لا تناسب ما هما فيه من عشق أذاب روحيهما , ومن تصرفات ذلك المجتمع الذي حول كل ملامح الحياة الجميلة إلى أوراق جافة لا تجلب سعادة ولا تصرف حزنا , ولكنهما في النهاية كان عليهما الرضوخ لتلك التقاليد .

وبعد عدة شهور , استطاعت " آية " أن تتغلب على قلقها , واتخذت قرارا بإخبار "شاكر" سر حياتها الأعظم , ذلك السر الذي لم يحط به علما إلا شقيقتها أقرب المقربين إليها , وعلى الرغم من قلقها وخوفها من ردة فعله , أقنعت نفسها بأنه هذا السر سيكون كافيا على الأقل لتتأكد من شريك عمرها المستقبلي !

حاولت أن تفاتحه في ذلك الموضوع وجها لوجه في كل لقاء يجمع بينهما , ولكن دائما ما كان ينتابها قلق مفزع حينما تتخيل ملامح وجهه الغاضبة بعد أن يستمع لذلك السر , ولكي تتجنب ذلك الفزع , قررت أن تخبره في أحدى المكالمات الهاتفية , وهنا كانت بداية النهاية .

اتصلت به في إحدى الليالي الليلاء , وبعد التحية والسلام , مهدت له الطريق , أخبرته بأنها ستخبره بذلك السبب القديم الذي جعلها تنعزل الدنيا في بداية علاقتهما , وانه هو نفسه السبب الذي جعلها تتردد في أمر الخطوبة ! , وأنه يملك مطلق الحرية في أن يتركها أو يستمر معها من بعد ذلك ! .

ارتجف قلبه من سماع تلك الكلمات , وما أن بدأت بإخباره عن تلك الحادثة التي مرت بها في سنتها الثامنة , حتى بدأ صوتها يتغير , وعندما أخبرته بأنه تم اختطافها و الاعتداء عليها جنسيا في أحد أيام تلك السنة المشئومة أجهشت في البكاء , وما أن دخلت تلك الكلمات أذن "شاكر" حتى شعر وكأن قلبه تكسر داخل صدره كقطعة زجاج هشة ... لم يستطع الرد , فما كان منه إلا أن قال بصوته المحتقن " طب اقفلي دلوقتي وأكلمك بعدين " !

في لقائهما قبل الأخير بدأ كلامه بأنها يجب أن تتفهم بأنه " رجل شرقي " , وأن مثل تلك الأمور تثير داخله حساسيات لا يمكن تجاهلها , لم تقاطعه طوال حديثه , على الرغم من رغبته في أن تقاطعه طوال سرده لمبرراته التي ورثها من ذلك المجتمع الذي لطالما نقما عليه معا في أحاديثهما الطويلة, ولكنها لم تتزحزح عن موقفها طوال كلامه الذي كان مغزاه واضحا , كان كل هدفها أن تستخلص منه كل ما يمكن أن يكون سببا كافيا لأن تتركه من دون أن يكون له حجة , من دون أن تشعر ولو للحظة أنها ظلمته , وكما توقعت قال لها الجملة التي قصمت ظهر البعير ... قالها في وجهها " لازم تكشفي على غشاء البكارة , لو موجود مش هاتخلى عنك ! " , اتسع إنسان عينيها عندما سمعت تلك الكلمات تخرج من فم حبيبها , حملت حقيبتها وقالت له بصوت لا يكاد أن يُسمع " أنا مش مستعدة ارتبط بواحد شايفني غشاء بكارة , ولعلمك أنا كشفت ولسه صاغ سليم ! " ثم تركته غارقا في صدمته .

حاول بعدها كثيرا أن يعود إليها , أن يطلب منها الغفران , وأن تسامحه على لحظة تسرع , ولكنها كانت تتجاهله بكل الطرق , وكانت تبرر تصرفاته تلك لعلمه بأنها ما زالت بكرا عذراء , ولو أنها قالت له غير ذلك لما كان هذا موقفه .

قررت أن هذه هي المحطة الأخيرة في علاقتهما , فلم تترك فرصة في نفسها للعودة إليه إلا وأجهضتها , وبعدما أن ألقت خاتم الخطوبة في يده , ذهبت إلى أختها لتستمر في البكاء على حبها شهيد ظروف وموروثات , لم يكن لها يد في منع ولو أحدهما يوما ما !

(تمت)

الاثنين، 10 مايو 2010

أفكار مبعثرة مملة 5 !

1- عجيبة هي لحظات الوداع ... فقد تدخل في قلبك الحزن اذا ما كان من تودعه قريب إليك , او تدخل فيه السرور إذا ما كان ممن تبغضهم , وعلى الرغم من ذلك فإن في أغلب لحظات الوداع لا يشعر فيها المرء بأي شيء نهائيا .

2- لكم أعشق الناقد , وأحترم المجامل , واكره المنافق ... فإن كنت ناقدا فليكن نقدك ايجابيا , وان كنت مجاملا فلا تبالغ , وان كنت منافقا فإليك عني !

3- أمام غرفة غسل الموتى في المستشفى نهر النساء لبكائهن على الفقيد وأمرهن بالتوقف والصمت , ولكن ما ان وصل صديق عمره حتى ارتمى في حضنه لتفيض عيناه بالدموع !

4- أن يخبرك أحد ما بأنه استيقظ في أحد الأيام على كابوس راوده يقوم فيه أحد المسئولين بالتصريح بزيادة عدد الأعوام الدراسية لكليته عاما آخر ... فاعلم انه طالب مخضرم في كليات الطب ... وهذا ما حدث معي في أحد الأيام بالفعل !

5- إن عشت اللحظات التي لا تريد بالطريقة التي تريد , فقد يزداد حبك للحياة !

6- الواحد كل يوم بيعدي عليه بيكتشف ان الدين حاجة , واللي بيقولوه المشايخ حاجة تاني خالص .

7- شيمون بيريز ده راجل واطي , يعني ريسنا يهنيه في عيد قيام اسرائيل , وهو ما يهنيهوش لا على عيد اكتوبر ولا تحرير سينا ولا حتى عيد العمال , كل ده واحنا معديينها وساكتين وقولما يمكن هيحس , لكن انه ما يهنيش الريس في عيد ميلاده , فده كتير قوي قوي ... أنا بهدي النفوس بس !

8- ترتدي البادي الذي يحمل على منطقة الصدر او البطن علامة " أرنب بلاي بوي " الشهيرة , اكبر مجلة اباحية في العالم , ثم تمشي في الشارع رافضة ان يتحرش بها الشباب ؟!

9- في السفرية الاخيرة للصعيد شوفنا في القطر " جدو " لاعب السكندري وصديقي اتصور معاه، ولأنه قليط ومتكبر ، ندمانين من ساعتها اننا سلمنا عليه اصلا ... وده كان رأي الجميع فيه , حتى الكومسارية !

10- لو أن الحياة بالبساطة التي عهدناها ونحن صغار , لكانت كل لحظة نبتسم فيها هي حياة بذاتها.

11- اعتقد ان افضل ما انتجه عبد المنعم الصاوي ليس ادبه ولا كتاباته التي تركها لنا بعد وفاته ... بل هو ابنه المهندس محمد الصاوي مؤسس ساقية عبد المنعم الصاوي التي استطاعت ان تجمع شمل الشباب نحو شيء هادف , والذي كلما ما اراه يتحدث عن والده اتذكر حديث الرسول , إذا ,مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ,صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له !

12- من اسوأ القراءات التي يمكنك ان تقرأها هي كتاب مترجم بأسلوب سيء جدا لكاتب عظيم جدا مما يجعلك تكره المترجم والكاتب معا ! ... لذا أرجو من المترجمين ان يتقوا الله في القراء .

13-من واجب الجدات تجاهنا هو أن ينتقدننا في كل صغيرة وكبيرة , حتى وان كان ذلك الانتقاد يخص معجون الاسنان الخاص بنا ... ومن حقهن علينا عتدما يفعلن ذلك أن نقول لهن " حاضر ولو بالكدب " !

14- ياللي بتكتبوا شعر وفاكرين نفسكم شعرا ... لازم تعرفوا ان مش اي حد كتب كلمتين حلوين عن حبيبته او كتبله شوية شتيمه في الحكومة يبقى شاعر ... الشعر ده لعبة خطيرة على رأي واحد صاحبي ... شكرا يا هشام الجخ لأنك عرفتني يعني ايه شعر بجد !

الثلاثاء، 27 أبريل 2010

أفكار مبعثرة مملة ... 4

1- في بعض الاحيان استمع إلى أحد قصص الحب الاسطورية التي بدأت مع سن المراهقة لتستمر عددا ليس بالقليل من السنين ممتلئة بالعواطف الجياشة , ثم يفترق الحيببان مع اول الخطوات الحقيقية لارتباط رسمي بسبب خلافات عقلانية وما يرافقها من مشاحنات بين الطرفين , وعلى الرغم من الفراق يحتفظ كلا منهما بشوقه للطرف الآخر مهما مرت الايام ليعيش معذبا ... حينها فقط أحمد الله انني لم اقع يوما في مثل ذلك النوع من العلاقات .

2- يا مزة ياللي ..
تعباني تملي ...
ما تحلي عني ...
بس قبله ...
هاتيلي بوسة حنك !

بعد ثورة اللون الجديد من الاغاني الرومانسية ... اعتقد بأنني بهذه الكلمات سأكتسح الساحة الغنائية !

3- ثلاثة امور ليس لها دين في نظري ... الاخلاق و العلم والابداع !

4- أعتقد أن الشركات المصنعه لسماعات البلوتوث سوف تتكبد خسائر هائلة بعد ان قامت المصريات إضافة استخدام جديد للحجاب " غطاء الرأس " , وهو تثبيت الهاتف المحمول على اذنها حتى تستطيع ان " ترغي براحتها " من دون ان يعطل ذلك الرغي مسيرة حياتها اليومية !

5- في ترام الاسكندرية استأذنت امرأة عجوز من رجل آخر كبير في السن في ان يسمح لها بالجلوس مكانه , ولسوء حظها كان ذلك الرجل يعاني من الام في قدمه تجعله يستند على عكاز في مشيته , فما كان به إلا ان صرخ في وجهها وقال " مش عاملينلكم عربيات للسيدات , بتركبوا معانا ليه ؟ " ... فقام شابا كان يجلس امامه ليسمح لتلك المرأة العجوز بالجلوس بعد ان احرجها ذلك الرجل ... وفي الطريق علم ذلك الرجل من حديث تلك المرأة مع ابنتها انهما ليسا من الاسكندرية وانهما متجهان إلى محطة مصر ولا يعلمان الطريق , وحينما وصل الترام إلى نهاية الخط قامت المرأة وابنتها وتبعهما الرجل العجوز بعصاه ليعتذر لهما وليدلهما على اقصر الطرق لمحطة مصر وبعد ان فرغ من وصف الطريق ودعهما وقال لهما " نورتوا الاسكندرية " !

6- لكم ارغب في ان تفنى هذه الدنيا ، او على الاقل أن اتركها بسلام ، فإلى هذه اللحظه لا اعلم لما يتمسك بها البعض على الرغم من اننا لا نجني من ورائها الا المتاعب !

7- اذا كان بعض " الكبار " يعتبرون شباب " 6 ابريل " مجرد عيال “ لا راحوا ولا جم " فلماذا اذا يعتمدون عليهم في اغلب انشطتهم التي تهدف إلى " اصلاح حال البلد " , ولماذا يصرون دائما على مقولتهم " البلد مش هتتصلح من غير الشباب " !

8- زفر زفرة خفيفة , ثم نظر مباشرة إلى عيني وقال ... كله بيحب ويتحب , الا انا وانت قاعدين قصاد بعض !

9- : سألني لماذا تتصفح الفيسبوك وانت منهك بعد هذا اليوم الطويل ؟ ... فجاوبته بأنني اعمل بمبدأ لا تؤجل "نتوفيكشن" اليوم إلى الغد!

10 - لوط هو النبي الذي حارب الشذوذ الجنسي لدى الرجال , وعلى الرغم من ذلك فإن تلك الفعلة تنسب إليه إلى الآن , فأول من ابتدع هذه الفعلة يدعون بقوم لوط , ومن يفعلها فهو لوطي , واما الفعلة نفسها فإسمها اللواط ... كيف تم تدنيس هذا الاسم المقدس بنسب تلك الفعلة الدنيئة إليه؟

11- لا أرى فارقا بين مفهوم النجاح في الحياة و الفوز في مراحل لعبة فيديو ما ... ففي كلاهما يبذل المرء قصار جهده لكي يهزم كل المصاعب حتى ينتقل من المرحلة الحالية إلى مرحلة أخرى جديده , وما ان يتم ذلك النجاح الظاهري حتى يجد المرء نفسه يواجه مصاعب اكثر تعقيدا وما ان يتغلب عليها حتى ينتقل لمرحلة اخرى ويواجه مشاكل اخرى ... فيظل يعيد الكره حتى يستنفذ كل طاقاته ويقال له في النهاية " GAME OVER " .

12- النساء في هذا العصر كثيرات في العدد ... قليلات في الانتاج !

13- في البدء قال عادل امام في أحد مسرحياته واصفا مصر بأنها " بلد شهادات " ثم تطور الحال حتى أصبحت "بلد محسوبية ووساطة" ولكنني اعتقد انها تحولت في الوقت الحالي إلى "بلد كارنيهات" ... فليبارك الله لي في كارنيه الفرقة الرابعه لكلية " طب عين شمس " الخاص بي !

14 – عندما أسمع صوت كاظم الساهر وهو يغني كلمات نزار قباني في قصيدته زيديني عشقا ويقول " إن كنتِ تريدين السكنى أسكنتك في ضوء عيوني " ... أرد في سري قائلا " ده كان زمان " .

15- حدثني وهو يداعب شعر لحيته عن عظمة ذنب النميمة وكنت اوافقه الكلام , ثم قطع حديثنا توزيع أوراق الاختبار , وفي الوقت المخصص للمراجعه طلب مني اجابة لأحد الاسئلة .

16- اذا طلب منك اعز اصدقاؤك " تحويل رصيد " عن طريق احد برامج الدردشة على الانترنت فلا تتردد لحظة في أن تتصل به لتتأكد من طلبه ... حتى لا تقع مثلي في فخ "الهاكرز" !

17- في الآونة الأخيرة قرأت روايتين تحتوي كلتاهما على نقاشات حول ما إذا كان الاله ذكرا أم انثى وأشياء من هذا القبيل ... وقتها سألت نفسي ألا يجب في البدأ ان نحدد جنس ما تراه أعيننا من كائنات مثل " الأميبا " وما شابهها اذا ما كانت ذكرا او انثى ثم نتطلع بعد ذلك إلى جنس الإله ؟!

" أنا مندهش جدا ان الندوة ما اتلغتش النهارده " ... بهذه الجملة بدأ الاعلامي الكبير والجدير بكل الاحترام والتقدير – الاستاذ حمدي قنديل – ندوته في مكتبة " أ " في مصر الجديده , معلقا عن تكرار الغاء الكثير من ندواته خلال الاعوام السابقة لاسباب واهية جدا لا تنتفي عنها شبهة تدخل الأمن , ومن ثم عبر عن مدى اعجابه " بالشباب " الذين كانوا النسبة الأعلى في الحضور , وقال ان هذا ينفي عنهم كل تلك التهم التي نسبت اليهم بأنهم جيل تافه وساذج , وخير دليل على ذلك هو عدد الشباب الذين ذهبوا لاستقبال البرادعي في المطار والذي تجاوز عددهم على حسب تقديره عن 2000 فرد , وعقب بأن جيله لم يستطع ان يحقق التغيير المطلوب لمصر افضل , وأن الامل في هذا الجيل الجديد الواعي , ومن بعدها فتح باب الأسئلة للجمهور , والتي كانت في غالبها عن الجمعية الوطنية للتغير التي يتمتع بعضويتها .

خلال المناقشة شعرت مع كل اجابة من الاستاذ حمدي قنديل بأن الجمعية الوطنية للتغيير ماهي إلا مقلب كبير ... وهذه هي النقاط التي جعلتني اشعر بذلك ...

أولا ... في اجابة لأحد الحاضرين عن الأمل , أجاب حمدي قنديل ان الأمل يكمن في الشباب , وعلى الشباب ان يبذلوا كل طاقاتهم من أجل تحقيق التغيير المنشود وعلى حسب تعبيره " الشباب لازم يزقوا الكبار عشان يعرفوا يتحركوا , لأنهم مش هيتحركوا من غيرهم ! " ...

ثانيا ... في تعليقه عن التحقيق الذي نشر في جريدة اليوم السابع عن حكومة الظل للبرادعي , والتي رشح فيها حمدي قنديل وزيرا للاعلام , قال ان هذا التحقيق ما هو إلا فتنه وانه رفضه رفضا تاما , بل ورفض كذلك ان يدلي بخطة اصلاح في المجال الاعلامي كما فعل " زملاؤه " في الجمعية حيث ادلى وزراء الظل خططهم في الاصلاح لو تقلدوا هذه المناصب ... هنا شعرت بأن أولئك الزملاء يسعون بالفعل للتغيير , ولكن ليس تغييرا في الوطن , بل تغييرا في مسميات مناصبهم !

ثالثا ... في وسط المناقشة تحدث عن بيان التغيير والذي قام بالتوقيع عليه ما لا يزيد عن 34 الف مواطن على انه مجرد امر رمزي ليس له أي مرجعية قانونية يمكن ان يستغلوها في حملتهم للتغيير , وبرر استمرارهم في الدعايا لتوقيعه بأنه " قد يكون له فائده في المستقبل " , ولكنه لم يشرح هذه الفائده , ولم يخبرنا كيف ستتم ولا متى سيأتي ذلك المستقبل ! كما تساءلت في لحظتها " لماذا اذا يدعون الشباب إلى نشر هذا البيان في المجتمع واقامة حملات التوقيع عليه وهم يعلمون كم المخاطر والمضايقات التي يتعرض لها هؤلاء الشباب من وراء هذه الحملات والتي تركض وراء رمز , أو بالأصح تركض وراء سراب ؟! "

رابعا ... وقف الطالب أحمد سمير من جامعه عين شمس , وهو ناشط سياسي في حركة شباب 6 ابريل وموقع على بيان التغيير , فتكلم عن تجربته هو واقرانه وما حدث معهم من مضايقات وضرب في المظاهرات التي اقاموها في السادس من ابريل من هذا العام , وكيف تم اعتقالهم وما إلى ذلك من معاناة لاقوها من أجل رغبتهم في التغيير , ثم وجه لومه إلى الجمعية الوطنية للتغيير التى رأى منها تقاعسا في ردة فعلها والتي اقتصرت على تصريح للبرادعي في موقع الجمعية على الانترنت يقول فيه " ما حدث في السادس من ابريل هو اهانة للمصريين " .

حينها اعترف حمدي قنديل بهذا التقاعس الذى بدر من الجمعية , وقال ان اسبابه تتمثل في الخلافات التي نشبت بين اعضاء الجمعية حول ذلك اليوم من حيث المشاركة فيه من عدمه بسبب اختلاف انتماءات الاعضاء السياسية , وان هذا الامر وارد لأن الجمعية في بداياتها , واعتذر عن عدم مساهمته في تخفيف هذه المعاناة لأنه كان في تلك الفتره في طريح الفراش بسبب وعكة صحية علم بها الجميع , وانه فيما يخص ما حدث للشباب المرحل من الكويت فقد صرح أنه ارسل مقالا إلى جريدة " المصري اليوم " لم ينشر بعد يتضمن دعوة لتوفير فرص عمل لهؤلاء الشباب ولو بصورة مؤقته وعاد مرة أخرى إلى الطالب وقال له " ان شاء الله السنه الجاية ننضرب كلنا مع بعض ! "

وهنا لم احتمل الاستماع عن الجمعية كلمة واحده , فكيف تطالب بالتغيير ولا تحمي أولئك الشباب الذين يعانون بسبب نفس المطلب ؟! وكيف توصف " بالوطنية " وهي لا تحترم جميع الفئات والاتجاهات ؟! واذا كانت بدايتها كلها خلافات ومنازعات وتقاعس عن تأدية الواجب , فيا ترى فماذا سيكون مستقبلها ؟! حينها تركت الندوة وعدت إلى المنزل وانا كلي تساؤل " لماذا على الشباب التضحية , وعلى الكبار الحصول على النتائج محمولة على اطباق من ذهب ؟! "


ملاحظة : شكرا للاستاذ الكبير والجدير بالاحترام حمدي قنديل على شفايفته واجاباته على الاسئلة بكل مصداقية مما جعلني ابنى عليها هذا الحكم على الجمعية والتي أحمد ربي انني لم انضم إليها إلى الآن كما كنت انوي !


الثلاثاء، 13 أبريل 2010

منير وحماقي وأشياء أخرى !


حفل محمد منير وتحية الرئيس !

أقام محمد منير حفلا بمناسبة شم النسيم يوم الاحد الموافق الرابع من ابريل لهذا العام في نادي سموحة في الاسكندرية وكان من حظي الممتاز انني حضرت ذلك الحفل , ولا اخفي عنكم مدى سعادتي في ذلك اليوم , وحينما وصلت إلى النادي قبل الحفل بأكثر من خمس ساعات وجدت عددا كبيرا من الافراد الامنية على البوابة , وحينما سألت أحد الذين تعرفت عليهم هناك قال لي " أصل جمهور منير سياسي وبيخافوا منه ! " , ومرت الخمس ساعات ونحن منتشون بأغاني منير التي كنا نغنيها معا إلى ان صعد محمد منير على المسرح ليفتتح الحفل بأغنية " هيلا هيلا " , وبعدها قام بتهنئة الجمهور بعيد شم النسيم وعيد القيامة وعوده "الأب الرئيس" سالما من رحلة مرضه الأخيرة , وما ان قال التهنئة الأخيرة حتى فوجئت بالجمهور يعترض ويصيح " ايييييييييه " رافضا ان يكمل محمد منير كلمته , فتغير وجه منير الباسم إلى وجه عابس تحت ظل هذا الاعتراض على كلامه , وما ان هدأ الجمهور حتى أكمل كلامه , ثم عاد للغناء مرة أخرى واطربنا بأغنيته الشهيرة " على صوتك بالغنى " ليعود الجمهور إلى حالة من التوحد التام مع منير وأغانيه التي تثير العقل والقلب معا ... بعد الحفل بيوم قامت الفضائية المصرية بعرض الحفل كاملا ولكن بالطبع قام المونتاج بإزالة فقرة الاعتراض على التهنئة !

بعيدا عن كل تلك الأمور , فأنني اعلن اعجابي الشديد بعازف الساكس الذي كان نجم الحفل الثاني بعد محمد منير ولا أعلم اسمه إلى الآن !

حفل محمد حماقي وتحية الرئيس ... أيضا !

لا يخفى عليكم أمر اضراب السادس من ابريل الذي يقام سنويا منذ ثلاث سنين والذي يحارب من جميع المسئولين على جميع المحاور , ولا يخفى عليكم ايضا ان جامعه عين شمس تستضيف الفنان محمد حماقي في ذلك اليوم كنوع من انواع المناهضة الناعمة للإضراب ! ...

ذهبت إلى الحفل مباشرة بعد وصولي إلى القاهرة في الساعة الثالثة عصرا , وما ان وصلت إلى الجامعه حتى وجدت استعدادات امنية تفوق تلك الاستعدادات التي كانت في حفل منير , لم اتعجب وقتها لعلمي ان هذا الامن ليس مخصصا لجمهور حماقي , كما كان الأمر في حفل منير ... وجهتني اذني إلى المسرح الذي كان يستعد للحفل ببعض الموسيقى , وعندما وصلت فوجئت بجمهور كبير من طلبة الجامعه يمسكون أعلاما مصرية مكتوب عليها " FOR BETTER EGYPT “ في المنطقة البيضاء من العلم , والبعض الآخر يحمل اعلاما قماشية كبيرا , ولا تتعجبوا إذا قلت لكم ان أحد الطلبة قام بربط العلم على خصره ورقص به " على وحده ونص " ... وكان سؤالي في لحظتها " ايه علاقة مصر وعلم مصر بأغاني محمد حماقي ؟! " .

مرت ساعة ونصف وظهر محمد حماقي وبعد اغنيتين صعد على المسرح رئيس الجامعه الذي كرم محمد حماقي وشكره لأنه أقام هذا الحفل من دون ان تدفع له الجامعه " مليما واحدا " ... ثم نظر إلى الجمهور وقال ان هذا المنظر يسعده كثيرا , وأنه يدل " على ان شباب مصر لسه بخير " ... ثم أكمل حماقي حفله وغنى أغنيته الوطنية الوحيده وقام بتحية العلم , ثم جاء احد اعضاء فرقته حاملا تي شيرت مطبوع عليه صورة الرئيس فحمله وقال للفرقة " تحية للريس لعودته بالسلامة " فعزفت الفرقة تحية للرئيس على " الطبل البلدي " ... وطوال الحفل ظل حماقي ينتقد بعض المشاكل في التنظيم ويؤكد انها ستعدل في حفل " العام القادم " !


أشياء أخرى !

القطار الاسباني والذي يعتبر أفخم القطارات في هيئة "س . ح . م " أو كما يسميها البعض بهيئة " سيادتك حتوصل متأخر " , لا تصلح أن تكون مقطورة درجة عاشرة في أي دولة أوروبية , فما ان تدخلها حتى تجد مقاعد متسخة , وأرضية ذات رائحة سيئة ,ومكيفات معطلة وأسلاك الاضاءة مكشوفة , وللعلم فإن تلك الاسلاك في نفس مستوى رف الحقائب , وفي أحد المرات كانت ستسقط على أحد الركاب " لمبة نيون " بعدما اصطدمت يده بها وهو يضع حقائبه على الرف !

ولو كان بالفعل " المصري اللي على حق يقول للغلط لأ " كما دعت حملة الدعايا الأخيرة الخاصة بالهيئة , ولو أن كل مصري سمع هذه الدعايا عمل ما بها بالفعل, لكانت تلك الهيئة افلست وأغلقت ابوابها منذ أكثر من شهر !

وأكثر ما اتعجب منه في أمر هذه الهيئة العجيبة دائما أن سعر تذكرة الدرجة الثانية في القطار الاسباني في خط" الاسكندرية – القاهرة " بـ 35 جنيه وفي نفس الوقت تجد سعر نفس التذكره في خط " سوهاج – القاهره " بـ 38 جنيه ... مع العلم أن الخط الثاني أطول من الخط الأول بأكثر من 400 كيلو متر !

الجمعة، 9 أبريل 2010

المثالي عن الحزب الوطني الديمقراطي !!!


بدأت الحكاية عندما اعلنت رعاية شباب المدن الجامعية بسوهاج عن مسابقة الطالب المثالي وتقدمت للإشتراك في المسابقة وتم تحديد الميعاد وفي الميعاد المحدد توجهت لمقر رعاية الشباب حيث كانت لجنة التحكيم مكونة من استاذ بكلية الطب ومديرة رعاية الشباب وتم اختبار الطلبة وتقيمهم تبعا لأسس وضعتها لجنة التحكيم .. وبتنا في انتظار النتيجة ... الي هنا تسير الأمور بشكل جيد .. وجاء اليوم المنشود وقابلت احد اصدقائي بعد خروجي من الروند والذي بشرني بأنني قد حصلت علي المركز الثالث وحصل هو علي المركز الأول وأخبرني بالذهاب الي رعاية الشباب لاستلام جائزتي .. وقد كان ، وتوجهت الي مقر رعاية الشباب وعرفتهم بنفسي فاذا بمسئولة الرعاية تخبرني بأن لبثا قد حدث وان المركز الثالث ليس لي وانما لأحد زملائي وعندما تعجبت من ذلك وخصوصا ان زميلي الحائز علي المركز الأول قد أخبرني أنه قد رأي اسمي مكتوبا امام المركز الثالث بأم عينيه ولولا ثقتي في صدقه لكنت قذ كذبته او كذبت عيناه ... وعندما استفسرت عن السبب فاخبرتني انهم اكتشفوا ان المركز الثالث مكرر بيني وبين احد زملائي فتعجبت علي اي اساس قد اختاروا زميلي ولم يختاروني انا او لم يعيدوا التقييم فاجابتني بانها عند اعادة رصد الدرجات اكتشفت ان زميلي يتفوق علي بنصف الدرجة - وياسبحان الله في ظرف عشر دقائق فقط لا غير اكتشفوا تفوق زميلي علي بنصف الدرجة - وعندما اخبرتها كيف اكون مكررا ويكون هو متفوقا بنصف الدرجة ... اذا انا لست مكررا ولكنني شممت وشعرت برائحة قذرة في الموضوع ... وصلتني بعد ذلك معلومات تفيد ان الذي استبعد اسمي هو قائد حرس المدينة الجامعية وذلك بسبب انني تصديت له انا وزملائي عندما كنا نطالب ببعض حقوقنا المهدرة مما اضطرنا الي ان نقود اضرابا عن الطعام نجح بعد يومه الأول ... الي هنا فهمت اللعبة القذرة وفهمت سر ارتباك مسئولة الرعاية وعدم صدق كلامها ومبرراتها .. والي هنا كان من الممكن ان ينتهي الموضوع ولكنني لا احب ان اكون سلبيا بل يجب ان ادافع عن حقي حتي ولو ايقنت باستحالة حصولي عليه حتي لا يتمادي المخطئ في خطئه " يافرعو ايه فرعنك ؟؟ قال : مالقيتش حد يلمني !! " فلو ان كلا منا دافع عن حقه المهضوم لفكر كل ظالم الف مرة قبل ان يغتصب حقوق غيره من الابرياء ... لذلك توجهت الي الاستاذ المشارك في لجنة التحكيم وشكوت له مشكلتي وشكوكي واحقاقا للحق فقد استقبلني بكل صدر رحب ووعدني بانه سوف يستقصي الحقيقة وكان عند وعده .. وبلغني بانه تقريبا توصل الي نفس الشكوك التي كانت تراودني ولكنه لا يملك الدليل الذي يمكنه من تصعيد الأمور ولكنه أخبرني ان مديرة رعاية الشباب والعضو الثاني في لجنة التحكيم ما هي الا امينة المرأة في الحزب الوطني المبارك عن محافظة سوهاج ومرشحة محتملة عن الحزب في انتخابات مجلس الشعب القادمة لذلك فان الصفقة واضحة المعالم بين الحزب والأمن فكلاهما يقف في نفس الصف من اللعبة الوضيعة .... بعد هذا شعرت بالفخر بدلاً من الحزن والاحساس بالظلم ... شعرت بالفخر والفخار ان سبب استبعادي كان هو انني دافعت عن حقي وحق زملائي ... والآن استطيع ان اقولها وبكل فخر ان هذا وسام اضعه علي صدري انني كنت علي الحق وانهم حاولوا ان يقهروا الحق فلم يستطيعوا فحاولوا ان يظلموني ولكن خاب مسعاهم خيب الله خطاهم ورد سهامهم في نحورهم ...

تتبقي نقطة أخيرة : ان زميلي وصديقي واخي الذي فاز بالمركز الثالث هو يستحق افضل من ذلك بكثير وهو يعلم معزته عندي ولكن له في عنقي اعتذار وتهنئة .. فاعتذاري عن انني لم استطع ان اهنئه بفوزه بالمركز الثالث وخصوصا بعد ان علمت انه قد وقع باسمه فوق اسمي المشطوب .. انا اعلم انه برئ مما اقترفته ايديهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب ولكنني خشيت ان يخرج صوتي يحمل نبرات الحزن او الضيق فتنتقل تلك المشاعر الي صديقي .. لذلك فضلت ان اتجنب تهنئته وذلك خطأ مني فأرجو منه ان يتقبل اعتذاري ... ولذلك فانا اتقدم له بخالص التهنئة علنا وعلي رؤوس الأشهاد ومن كل قلبي علي فوزه بهذا المركز وانا اعلم انه يستحقه ويستحق ماهو افضل منه ايضاً ....

- النجاح والنجومية من الجمهور آه , بس القيمة لأ ... الجمهور سهل جدا يرفع حد في السما وهو ما يستاهلش أو ينزل حد في أسفل سافلين وهو يستحق أكثر من كده بكتير .

- لو المطربين مفتقدين الفن بتاع زمن الفن الجميل , ما تعملو فن جميل انتوا كمان ., هو فيه حد حايشكوا ! . ولو الجمهور هو اللي مفتقد أغاني زمن الفن الجميل, ما تروحوا تسمعوها , ما هي موجوده ! هو في حد خبى المزيكا بتاعت زمان !.

- الأجيال السابقة من المصريين لا ينفكوا أبدا أن يذكروا قد ايه الأخلاق زمان كانت عظيمة ودلوقتي مابقاش فيه اخلاق ! .. مين بقى اللي عمل الحكاية دي ؟ مين مسئول عنها ؟ الشباب اللي بلا أخلاق ولا أهاليهم اللي ربوهم بطريقة غلط؟ .. يرد البعض يقولوا ( الأهل مش حسعملوا حاجة لوحدهم, فيه كمان المدرسة والجامعه بتأثر على ولادنا) . هو يعني المدرسة دي فيها كائنات فضائية ! المدرسة فيها نوعين من الناس , يا تلاميذ يا مدرسين , كويس ؟ المدرسين دول دايما بينتموا لجيل سابق للتلامذه , صح ؟ فلو التلاميذ باظوا بسبب المدرسين يبقى برضه الجيل السابق ده هو المسئول عن البوظان. بقية الناس اللي في المدرسة كلهم هم التلامذه, مش طالعين شيطاني , صح ؟ كل واحد فيهم جاي من بيت. البيت ده فيه مين ؟ فيه أهله. أهله دول منين ؟ من الأجيال السابقة برضه. فلو العيال دول بايظين يبقى مين اللي بوظهم؟ الأجيال السابقة هي اللي بوظتهم أو على الأقل سمحتلهم يبوظوا لإن هم اللي خلقوا البيئة اللي اتربوا فيها !

- لو نزلت الجامع اللي جنب بيتكو تقولهم وطوا صوت الميكروفون ده لإنه عالي ومزعج , حتلاقيهم واقفينلك كإنهم بيدافعوا عن الحضارة الإسلامية المنقرضه , مع إنهم بيدافعوا عن فعل قبيح ودميم ولا له أدنى علاقة بالدين , الإسلام مافيهوش ولا ميكروفونات ولا سماعات كبيرة ولا أصوات أحيانا أنكر من صوت الحمير وفاكرين نفسهم النقشبندي .

- البني آدم أصلا أصلا عايز يبقى حر , عايز يملك القدرة على الاختيار , عايز هو اللي ينقي . وبناء عليه يبقى يمكن واحد من أسباب اللي احنا فيه ده طريقة الجبر اللي بيمارسها البيت المصري على ابناؤه وهم صغيرين ولحد ما يكبروا. الطريقة اللي بتسلبهم ما اعطاه ربهم إليهم في فطرتهم, ومع الخسارة دي بيخسروا القدرة على دفع تمن أخطاءهم وتحمل مسئولية أفعالهم.
الأربعاء، 31 مارس 2010

أفكار مبعثرة مملة ...3

1- تنتظر في موقف المواصلات بعد يوم طويل في الكلية أو العمل , فتمر من أمامها الاتوبيسات المزدحمة , , وحينما يأتي أحد الميكروباصات الفارعه يلتم الرجال حوله كمجموعه من الكلاب المسعوره الجائعه حينما تتنافس على قطعه من العظم , وهي ما زالت تنتظر والوقت يمر , وبعد مرور اكثر من ساعه وبعد ان يقل الزحام , تجد هي ومثيلاتها ميكروباصا اتسع لهن وركبنه في هدوء.

2- طالب كلية الطب في أي جامعه مصرية هو شمعه تحترق في وضح النهار وعز الصيف !

3- كل العالم يقيس المسافات بوحدات دولية مثل الكيلو متر أو الميل , ما عدا في مصر , فالناس فيها يحسبون المسافات بعدد محطات " الاتوبيس " التي ستمر عليها في الطريق .

4- القرش اللي يوفرلي كرامتي أحسن عندي مليون مره من القرش اللي هوفره في البنك .

5- تنظر إلى جسدها لتجده مثيرا فتعجب به , وما ان تنظر إلى عقلها حتى ترغب في ان تتقيء على ذاك الجسد !

6- اذا كان عمر المواطن المصري يضيع ربعه في المواصلات ... فبالضرورة أن يضيع ربعا آخر في فترة انتظاره لتلك المواصلات !

7- " العدل اساس الملك " ... هي مجرد حكمة قديمة بدأت تفقد مصداقيتها في ظل الظروف الراهنه !

8 – أتعجب من ثورة ما قبل السادس عشر من مارس وما تلاها من هدوء قاتل ... وكأن الخطر قد زال عن الأقصى بمرور ذلك اليوم !

9- " قناة الناس قناة تأخذك إلى الجنة " ... طيب وهو ايه اللي يضمنلي ده ؟!
الخميس، 25 مارس 2010

كتاب كدت اتركه !!!


امسكت هذا الكتاب بعد ان رشحه لي العديد من الأصدقاء وبعد ان احتل المركز الأول في مبيعات الكتب لفترة طويلة .. وتوكلت علي الله ....كتاب كبير جدا لا يقل عن 650 صفحة يحتاج الي صبر وقدرة علي مواصلة القراءة لفترات طويلة .. البداية بشكر الي الله من صاحب القصة الواقعية ... ثم العودة لبداية القصة من اولها منذ الصغر .. وبدأ الكاتب يسرد احداث الرواية الواقعية ولكنني احسست باحساس غريب .. احساس بالإشمئزاز والنفور من هذا الكلام .. هذا لا يمكن ان يكون واقع مجتمعنا ... ان مجتمعنا الذي تربينا فيه انقي واطهر من ذلك الواقع الملوث بالحشيش والبيرة ومصاحبة النساء لشباب في سن الضياع ... انتابني احساس غريب ان هذا الكاتب اخطأ ونسي الاشارة الي انه يتحدث عن احد المجتمعات الغربية او انها رواية مترجمة للعربية واخذت ابحث عن ما يدل علي ذلك او ذاك ولكنني لم أجد .. فأيقنت أنني أمام واقع مرير وخصوصا ان معظم احداث هذه الرواية تدور في الأربعين او الخمسين سنة الماضية وبالتالي فاذا كان هذا هو واقع لمجتمع آنذاك فكيف يكون واقعه الآن ؟؟!!... راودتني بعض الافكار ان اترك هذا الكتاب بعد ان شعرت بالنفور من الأحداث المشينة المتتالية التي يقع فيها بطل الرواية او ابطالها ان صح التعبير .. ولكنني تراجعت عن تلك الفكرة لقناعة شخصية بأن اي عمل أدبي يستحق مني ان اكمل قرائته تقديرا لمجهود صاحب العمل سواء اعجبني ام لا ؟؟؟ ... اخذت فتره من الراحة ثم عدت لاستكمال هذا الكتاب الذي اعترف انني ما قدرته حق قدره وانني كنت ساكون مخطئا في حق نفسي اولا اذا لم اكمله فبعد حوالي 100 صفحة بدأت وتيرة الأحداث تتغير وان كانت مازالت في مرحلة الفساد ولكنها تطورت واخذت ابعادا جديدة وبدأ النغم يتسارع وبدأت الجاذبية تزداد ... حتي انني قرأت 250 صفحة في يوم واحد رغبة مني في ملاحقة وتيرة الأحداث التي تتصاعد .. وبدأت ملامح التغيير تظهر علي السطح ولكن التغيير لم يكن سهلا ابدا ، فكل محاولة للتغيير كان مصيرها الفشل حتي اصدق البطل النية الي الله فاعانه الله بأناس لم يعرفهم ولكنهم عرفوه .. اعانوه وصدقوه حبهم ... فكان التغيير كأفضل ما يكون التغيير ...انني اتكلم عن رواية ربع جرام - لعصام يوسف ... رواية لابد أن تقرأها كي تدرك أن التغيير ممكن في أي مجال ولكن بعد أن تصدق النية و تتوافر لديك النية في التغيير وأدركت أن المئة صفحة الأولي المملة ماكانت الا ضرورة أدبية لكي تدرك حجم المأساة التي كان ومازال يعيشها جيل بل أجيال سيطر عليها الادمان في ظل غياب رقابة اسرية ومجتمعية وقانونية فضاع هؤلاء الشباب وظنوا ان هذا هو قدرهم ومنتهاهم وانهم في القاع .. قاع الظلمة والضياع ..ولكي تدرك معني وطعم التغيير عندما يحدث فبضدها تتميز الأشياء ولولا الألم ما عرفنا طعم السعادة ... جاءت هذه الرواية لتبعث فيهم وفينا طاقة أمل ايجابية في أن كل شئ ممكن بقوة العزيمة وبالاعتراف بأخطائنا ... ناهيك عن الخبرات الحياتية التي اكتسبتها من قراءة هذه الرواية .. شكرا للكاتب عصام يوسف .. شكرا لصلاح بطل هذه الرواية علي جراءته وشجاعته ... شكر الي الله ....
الاثنين، 22 مارس 2010

عشان استحملت شقاوتك زمان



قرأت تلك الجملة في أحد إعلانات عروض عيد الأم أثناء اختلاسي للنظر في جريده أحد ركاب المترو وهي تعرض منتجاتها لتشتريها لست الكل كهدية أو كتعويض بسيط عن " شقاوتنا زمان " ... قرأتها مرة تلو الأخرى وأنا أتأملها فأبتسم وأغمض عيناي لتعود إلي صور متتالية من الذكريات ... وتوقفت كثيرا أمام تلك الصورة التي وجدت فيها بريق عينيها الساحر يتلألأ حين تتلاقى عينانا معا بعد فراق طويل , وتلك الصورة حين امتلأ جسدي بالقشعريرة المشحونة بذلك الدفء الإلهي عندما تحتضنني في لحظات الوداع , ولا يمكنني أن أنسى أيضا ذلك الصوت الحاني الذي على الرغم من بعد المسافة وطول الفترات بين المكالمات لا يخلو من ذلك السؤال " أنت اتغديت ايه النهارده ؟ " وما أن ابدي رأيي في مدى سذاجة السؤال حتى أجدها ترد بـتلك الجملة الغامضة... " بكره هتعرف وتفهم " !

ولكم ضحكت عندما تذكرت تلك المواقف حينما كنت اسرع إليها وأنا كلي أمل بأن ادخل على قلبها السرور حينما اخبرها عن آخر انجازاتي , عن درجة نهائية حصلت عليها في دراستك الابتدائية أو مسابقة حصلت فيها على المركز الأول , أو حتى قصه جديدة من تأليفي لاقت إعجاب البعض , وما أن أجدها في المطبخ وسط الأبخرة المتصاعدة بروائحها الشهية لاخبرها بتلك البشرى حتى ترد علي بكل فتور " شاطر يا حبيبي " ... وما أن أتسبب في مصيبة جديدة أو اختلف معها في رأي ما حتى اجد الغضب يتطاير من عينيها... وما ان تهدأ الأمور تقول لي " عايزاك تبقى أحسن واحد " وأنا أقول في سري " اشمعنى في دي ؟! "

وما أن اقترب المترو من وجهتي حتى تذكرت شهادتها التي لطالما ما اعتززت بها ... " انت الوحيد اللي ما تعبتنيش وانت صغير " .

وبعد كل هذا الكلام الذي أوقن تماما انك لن تقرئي كلمة واحدة منه أقول لك " كل سنه وانتي طيبه يا ماما وأحب أفكرك تاني انك طول عمرك بتقولي اني كنت هادي وان عمري ما اتشاقيت ولا تعبتك ... لاحسن ترجعي في كلامك ولا حاجة وتطالبيني بالهدية اياها !
الأحد، 21 مارس 2010

لماذا لا اقرأ في الدين ؟!!


بادرني صديقي بسؤال محرج عندما قال لي : لماذا لا تقرأ في الدين ؟؟ لقد لاحظت انك كثيف القراءة ولكنك بالرغم من ذلك لا تقتني الكثير من الكتب الدينية ... فلماذا لا تحاول ان تقوم بعملية من التوازن بين السياسة والأدب والعلم والدين أيضا ً ؟!! بصراحة أحرجني هذا السؤال جدا ووقفت لحظة مع نفسي لا أعرف بم أرد ؟ ولكنني ما لبثت أن تذكرت تجربة سابقة مع القراءة الدينية فعندما استشرت احد اقاربي المعروفين بالورع الديني عن الكتب محل الثقة التي من الممكن ان اقرأبها فرشح لي كتاب " الحلال والحرام في الإسلام" للشيخ يوسف القرضاوي .. انبهرت عندما سمعت اسم الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعد أحد أمة الاسلام واعلامها الجليلة وقررت أن أقتني هذا الكتاب واقرأه .. وقد كان ... وبعد أن شرعت في قراءة هذا الكتاب وبينما انا مندمج في القراءة اذا بأحد أصدقائي يشاهدني وانا مستغرق بين صفحات الكتاب فيصدمني بأن هذا الكتاب به الكثير من المعلومات المغلوطة التي وردت عليها الردود في كتاب لأحد أئمة المملكة العربية السعودية تحت عنوان " الحلال والحلال في الإسلام " من باب السخرية .. فأيقنت أنني قد وقعت بين رحي معركة كبيرة بين علماء لا قبل لي بهم ولا بعلمهم .. ولكنني كنت قد قررت أن أتقصي الحقيقة كي لا أستسلم لمعلومات من أصدقاء قد تقودني الي طريق مجهول ... وبدأت رحلة البحث وركزت في بحثي علي هذا الكتاب علي وجه الخصوص كلبنة أولي لرحلتي القرائية في الدين .. ووجدت العديد من الآراء المتضاربة ما بين مؤيد للشيخ الجليل الذي يمثل تيار الوسطية والاعتدال في الدين وما بين معارض لكل ما جاء في هذا الكتاب واتهامهم للشيخ بأنه قد تهاون في أحكام الدين وحقائقه الثابته عندما أحل العديد من المحرمات واستناده في ذلك الي دلائل ضعيفة وليس لها محل .. ولأنني عبد فقير الي الله فقد دخلت في دوامة ليس لها نهاية من التساؤلات والحيرة .. من علي حق ؟؟ من الصواب ومن الباطل ؟؟ هل هذا هو الدين والرأي الآخر هو التشدد ؟ أم أن هذا الكتاب يحمل بين طياته ما لا يرضي الله ورسوله ؟؟ اسئلة كثيرة دفعتني اليها دفعا رغبتي في الوصول الي بر الأمان كي لا أضل طريقي وأضيع في غيابات ضالة باسم الدين ولكي لا أصحو فأجد نفسي قد أصبحت متطرفا دينياً أو مستهترا بأوامر الله ورسوله ؟؟؟ وفي أثناء بحثي المستفيض وجدت أن الشيخ القرضاوي قد أصدر كتاباً اسمه " الحرام والحرام في الإسلام " ردا علي متهميه بالتهاون في أحكام الله .. الي هنا أخذت فرمانا بالتوقف .. يكفي هذا ... وقررت أن اقرأ الكتب التي لا يصاحبها الكثير من الجدل ولأعلام الإسلام من أمثلة الشيخ الشعراوي ... وبدأت رحلة البحث من جديد .. ولكن ماصادفني لم يكن مما يسرني .. فقد وجدت أن هناك كتبا لأئمة الاسلام من أمثلة الشيخ ابن القيم يتهمها البعض بأنها ليست من كتابته وانه برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب وانها نسبت اليه نسباً .. دخلت في دوامة جديدة ... ولا اعرف اين المفر؟؟ الي أن قررت أن أنأي بنفسي عن هذا الدوامات حتي لا أضيع في وسطها فأنا عبد فقير الي الله ومعلوماتي استمدتت معظمها من نشأتي الأسرية وفطرتي التي فطرني الله عليها وقررت ان أستفيض من علوم الدين من دروس الشيوخ الحية والمباشرة .. فالدين لا يحتمل الآراء الشخصية من عامة الناس مثلي .. أما أي مجال آخر فهو قابل للقيل والقال والرأي والرأي الآخر .... كل هذا دار بذهني قبل أن أرد علي صديقي وانا أهرب منه : الله يخليك ابعدني عن الدوامة دي !!!!
الثلاثاء، 9 مارس 2010

أفكار مبعثرة مملة .. 2

1- عندما تعلن إسرائيل عن نيتها بهدم المسجد الأقصى في السادس عشر من الشهر الجاري, فلا يبقى لمواطن مثلي سوى انتظار ذلك اليوم, ليس تعجلا في هدم المسجد, ولكن انتظارا لمعجزة من السماء... ولكن للأسف علمونا أن هذا ليس زمن المعجزات !

2- من أسوأ أنواع الموظفين هم أئمة المساجد الذين يمشون وفق أجنده سنوية ودفتر خطب ابدي لا يتغير محتواه إلا في ثلاث حالات.... أن ينتقل من المسجد أو أن يموت أو أن القيامة تقوم, أيهم أقرب !

3- شهد جدي على أحزان الشعب المصري في حربي 48 و 67 ... وشهد أبي في شبابه فرحة الشعب المصري في حرب 73 ... أما أنا فحضرت في شبابي رقصات " المزز " الجماعية في الشوارع بعد حصول المنتخب المصري على كأس الأمم الأفريقية في 2010.

4- عندما كتبت رومانسيات قالوا إنني ذائب في الحب... وعندما كتبت عن مشاكل اجتماعية اتهموني بانني معقد نفسيا ... وعندما كتبت في السياسة اتهموني بعدم الانتماء الوطني , هذه المواقف يمكن لي أن أتقبلها...و لكن عندما اكتب عن اليتيم وأجد البعض يقول لي" ماتزعلش انك يتيم يا احمد " فإن الأمر يتخطى حدود المقبول !
ربنا يدي لماما وبابا طولة العمر والصحة .... اللهم آمين !
5- من أقوال أمي ... " العيش المصري بيتخبز حلو قوي في كل حتة في العالم ... إلا في مصر ".

6 - مصر للطيران ... متعة التحليق في الجو على متن توك توك ... مع الاعتذار للتوك توك .

7- كل الذين يتكلمون عن الانتخابات الرئاسية ويهتمون لهذا الأمر لا يحق لهم دستوريا الترشح , في حين أن هؤلاء الذين يحق لهم الترشح لم نسمع لهم صوتا ! .

8- أكثر ما يغيظني هو عندما ينشر ناقد محترم أن الكتاب الفلاني مضحك وعندما أقع أنا في الفخ واقرأ الكتاب أجد انه من أعظم أمثلة " الغلاسة وتقل الدم " ... أليس هذا ما يسمى نفاقا وتدنيا في الأخلاق ؟!

9- في أحد الأيام في موقف ميكروباصات وجدت سائق أحد الميكروباصات ينادي " واحد كباريه ... كباريه... واحد جامعه عين شمس " وعندما سأله السايس عن موقع ذلك الكباريه نظر له السائق بتعجب وقال مشيرا للركاب " بذمتك دي أشكال ناس رايحة جامعه " !

10 - يسري الملل في دمه كالسم القاتل , ويزداد تألما مع الوقت , فيحاول أن يصارعه بكل ما يملك من قوة , ولكن كغيره ممن انتشر السم في أجسامهم , يستسلم للأمر الواقع متمنيا أن يمر تأثير السم سريعا .. فقط لمجرد الرغبة في التخلص من الألم ... هكذا هو الشعب العربي !

11- إن من الله عليك بالجنسية المصرية, فاعلم انك عندما تغادر مصر فإنها ستودعك بطابور أخير قبل أن تقلع طائرتك بدقائق حتى لا تنسى أصلك, وعندما تعود تستقبلك بثلاث طوابير متتابعة ... حتى تتذكر إن كنت قد نسيت.

13- بعد النجاح الساحق لشركات الدخان باستقطاب الشباب للتدخين عن طريق " الشيشة التفاح ", أنتجت شركة سيجنال معجونا لتنظيف الأسنان بنكهة التفاح أيضا أملا منها بأن تجذب الشباب لغسل أسنانهم.

14- الكائن الحي الوحيد المطالب بكبت رغباته الجنسية فترة تتراوح بين العشرة أعوام والخمسة عشرة عاما هو المواطن المصري !

15- قال ماركس " الدين أفيون الشعوب " , وأنا أقول " البصبصة أفيون الرجال ".

16 - دائما وأبدا أحاول أن أتبع نصيحة عادل إمام الأبدية للأجيال والتي تتلخص في إن " كل واحد يخلي باله من لغلوغه " !

17- ( البنات بتتكلم )... جملة اتخذها الرجال قاعدة حتى يتحكموا في تصرفاتهم أمام الفتيات... لا أدري لماذا احتقر هذه القاعدة ... هل لأنني أكره النميمة ؟... أم لأنني أحب أن أكون على سجيتي في كل الأوقات ؟ ... أم كلاهما معا ؟! .

18- رواية د. أحمد خالد توفيق " يوتيوبيا " .... هل يجب أن نخاف مما عرضته من توقعات عن مصر بعد خمسين عاما ؟ أم أن نتبع القاعدة التي تقول " أفضل وقت لأن تبدأ الإصلاح هو الآن " ؟!


19- اللي بني مصر كان في الأصل حلواني ... ماهو عشان كده فشل ... واحد آخره البسبوسة والكنافة , ايه اللي فهمه في بنى البلاد ؟!

20 – ردود فعل هزيمة منتخب مصر من انجلترا كانت تفوق بكثير ردود فعل حادثة الحرم الإبراهيمي وإعلان إسرائيل لهدم الأقصى ... متى ستفيق الشعوب ؟!