لا تعليق ............ يا منتخبنا خلصت فيك كل الكلام ..........

الف مبروك لمصر
نعم هي نكسة بمعنى الكلمة , معرض الكتاب هذا العام كان بالنسبة لي نكسة , نكسة لم أمر بمثلها في حياتي , وسأحكي لكم لماذا اعتبره نكسة ...

عندما وصلت إلى معرض الكتاب واقبلت مسرعا إلى شباك التذاكر , لم الحظ ذلك البروز الصلب فوق الشباك , وحسن انحنيت لاحدث الموظفه لقطع التذكرة اصطدمت رأسي به واصبت بجرح طفيف لم ينزل منه الكثير من الدم , وكأن هذه الحادثة إشارة إلهية بأن ابتعد عن هذا المكان الملعون ... ولكن للأسف تمكن مني الشيطان ولم اتراجع.

بدأت جولتي بالدخول إلى صالة عرض دار الشروق , وهو من أكثر دور النشر قربا إلى قلبي , أو هكذا كنت اعتقد , فبعد ان دخلت واعجبني ما اعجيني من روايات وقصص قصيرة لبهاء طاهر وخيري شلبي ويوسف زيدان , تحسست محفظتي التي كانت تعاني من انيميا حاده يعد حدوث عجز رهيب في الميزانية جعلني اتخذ عهدا أمام نفسي بأنني لن اقترب منها لشراء أي شيء , وان زياراتي اليوم لهذا المعرض هي نظرة سريعه لدراسة الامور , ولعل الله يفرجها فيما بعد .


خرجت من دار الشروق وانا في حالة يرثى لها من الاحباط , لأجد امامي المدعو عادل عبد العال , ذلك الذي يتحدث دائما عن الطب البديل , وبما انني من طلاب الطب البشري فأنني اكره مثل هؤلاء الناس الذين يستغلون بساطه الشعب في قول معلومات هي بالفعل صحيحه....

لمتابعه قراءة المقالة على رؤية مصرية
http://www.roaua.net/article.php?id=1860

الف مبروووووووووووووووووك لمصر ...


انا مش عارف اقول ايه؟؟؟


ومش عارف اكتب ايه؟؟؟


بس انا دلوقتي بس حسيت ان الجرح والشرخ اللي كان في نفسي ممكن يندمل ..


بصراحة رجالتنا علموهم يعني ايه كورة ؟؟؟


هو ده اللعب علي اصولة ..


بالتوفيق لمصر في النهائي


اسيبكم دلوقتي تحتفلوا بمنتخبكم العظيم اسود افريقيا والاحق بالصعود الي كاس العالم


بالتوفيق لمنتخبنا في النهائي



امام غانا يوم الأحد ......
الأربعاء، 27 يناير 2010

عم عبده ذو الجلباب الاسود


(1)
" يا فتاح يا عليم .. يا رزاق يا كريم... يا رب ارزقني بالحلال ... وعوضني بالرضا بده الحال "

بهذا الدعاء البسيط كان يبدأ عم عبد العظيم يومه في الصباح الباكر , ثم يستعد ليوم طويل من العمل المرهق , فيرتدي أحد جلابيبه السوداء الثلاثة , هذا اللون الذي يشبه حياته التي مرت عليه يوما بعد يوم بقسوة شديدة , وعلى الرغم من ذلك فهو لا يكتفي من لبس الأسود, ليس حبا في ذلك اللون المقيت , ولكن لأنه اللون الوحيد الذي يستطيع تحمل اليوم بمشاكله مع عم عبد العظيم .

وبعد أن يصلي ركعتي الصبح يخرج إلى الشارع ليفك السلاسل عن عربة الخضراوات الخشبية التي يعمل عليها, ويجرها بنفسه إلى السوق حيث يستلم نصيبه من البضاعة ويقوم برصها على العربة استعدادا لبيعها.

وبعد أن ينتهي من ذلك , يخرج " عم عبده " من جيبه علبة من السجائر البوكس , ويبدأ في إشعال أول سيجارة في يومه الطويل , وعلى الرغم من انه يقول " في الصبح بتكون رجل الزبون خفيفة قوي " على حد تعبيره , ولكنه كان يعشق تأمل الناس وهم يركضون كالنحل في الصباح الباكر , فهذا الموظف يركض وراء رزقه , وتلك الطفلة بمريولها الأزرق الصغير تتسابق مع زميلاتها إلى المدرسة بطريقة طفولية مرحة , وتلك المجموعة تتزاحم على مطعم عم حمدي ليحصلوا على ما لذ و طاب من نصيبهم في الفول والطعمية, وهذا وذاك وتلك ... يراقب الجميع بلا ملل أو كلل .

ومع كل مشهد من تلك المشاهد ينفث دخان السيجارة من صدره الذي احترق طوال ثلاثين عاما من التدخين, ويتذكر في كل موقف يراه تلك المشاهد المأساوية من حياته, والتي حولته مجتمعه معا إلى عم عبده بائع الخضراوات ذو الجلباب الأسود.

(2)

كان طفلا بريئا لم يتعد العاشرة بعد, يرتاد احد المدارس الحكومية ولما ما كان عليه من تفوق باهر على الرغم من ظروف والده المادية , وارتياده أسوأ منظمة تعليمية في البلاد , فقد أثار حقد أقرانه من الأطفال المقاربين له في السن , فكم من مرة قام الآباء بتوبيخهم بجمل مثل " اتلهي على خيبتك , ده ابن البواب في مدرسة حكومي واشطر منك كمان " !!

ولذلك لم يتوقع "عم شاكر" البواب لابنه إلا أن يكون طبيبا أو مهندسا مثل أولئك الذين يسكنون في العمارة ويشاهدهم كل يوم في أزهى الملابس وهم يركبون أحدث الموديلات من السيارات , وأولادهم يرتادون أرقى مدارس اللغات في المنطقة , فكلما قدم خدمة لأحدهم قال في سره " امتى اشوفك يا ابني زيهم كده ؟" .

وفي أحد الأيام عاد الابن إلى المنزل مسرعا وفي يده نتيجة أحد الامتحانات والتي تفوق فيها كعادته , ولكم كان يطوق ليخبر والده الذي كان يسعد دوما بهذه النتائج ليكافئه ببعض من القروش عليها , وما أن اقترب من المنزل حتى سمع نواح أمه عاليا من أول الشارع , فأخذ يركض سريعا حتى وصل إلى باب غرفتهم في الدور الأرضي لتجحظ عيناه أمام منظر أبيه الراقد على الفراش في سكون تام . وتسقط من يده ورقة النتيجة على الأرض ليدوس عليها ذلك الطبيب الذي أعلن وفاة عم شاكر لتوه !

(3)

- " ازيك يا دكتور عادل , إن شاء الله تكون بخير ؟ "
- " الحمد لله يا عم عبده .. اوزنلنا اتنين كيلوا خيار حلوين وحياتك "
- " أنت بس تؤمر يا باشا ! "
- " ايه أخبار رواية بهاء طاهر اللي اديتهالك ... خلصتها ولا لسه ؟ "
- " خلصت نصها يا دكتور... دي رواية واقعية وحزينة قوي "
-" أنا أول مرة أشوف بياع خضار مثقف زيك يا عم عبده , عموما خلصها وأنا هاديك تاني , إلا صحيح إيه آخر أخبار محمد ؟"
-" ايه!, علمي علمك يا بيه ... اتفضل الاتنين كيلو اللي طلبتهم " ...


هكذا كان عبد العظيم أو عم عبده كما كانوا يدعونه معروفا للجميع بابتسامته الراضية , وبشاشة وجهه وثقافة ليس لها مثيل عند أقرانه , ولأنه كان محبوبا في المنطقة التي يعيش فيها , لم يتوانى أحد في مساعدته في أي من المشاكل التي وقع فيها , والتي كان أسوأها في نظره وفاة زوجته أم محمد " المعطاءة الصابرة رحمها الله " كما كان يصفها كلما جاء ذكرها في وسط حديثه مع الآخرين , لم يتعد وقتها عمر محمد ولده الأربعة أشهر , مما جعله في حيرة ما بين تربيته والعمل ليحصل على المال الكافي لستر حالهما , فما كان من المهندس عدلي – والذي كان من أكثر المعجبين برحلة نضال عم عبده - إلا أن قال له " ابنك زي ابني يا عبده , ما تشيلش هم " , ومنذ ذلك الوقت تكفل المهندس عدلي بجميع احتياجات محمد ليراه والده كل يوم يكبر فتزداد آماله في ولده , لعله يكون السبب في تغيير الحال إلى الأفضل , إلى أن قوي وأصبح شابا ناقما على عمل والده , غير راغب في استمرار " حسنات الباش مهندس " .

وعلى الرغم من ضيق عم عبده من تصرفات ولده تجاه عطاء ذلك الرجل الكريم , كان يحاول إقناع ولده بكل هدوء محاولا إرضائه لعله يقنع بما من الله عليهما , ويبدأ في تحسين مستواه التعليمي الذي انحدر تماما في الآونة الأخيرة , ولكنه في أحد الأيام استيقظ فلم يجد محمد , ومنذ ذلك الوقت ذهب محمد وذهبت معه كل آمال عم عبده .

(4)

استمر ابن عم شاكر هائما في حزنه لعده أشهر , كانت تقوم فيهما الأم بعملها كخادمة عند أهالي العمارة بالإضافة إلى عمل زوجها الفقيد , ولكن مع الوقت خانتها صحتها لتصاب بمرض في رئتيها , فلم تستطع مواصلة العمل بنفس الجودة , ولكي تستمر الحياة , وطلبا للستر , لم يكن أمامها إلا التخلي عن أعز ما يملكان هي وولدها , لم يكن أمامها إلا التخلي عن حلم عم شاكر - رحمه الله - , فأخرجت الابن البار من مدرسته ليساعدها في العمل.

تقبل الابن الأمر الواقع برضا تام , وبل استقبل الخبر بابتسامه عريضة على الرغم من قلبه الذي كان يؤلمه في أول أسبوعين لم يذهب فيهما إلى المدرسة , ليكون ملهاة أبناء الذوات الذين استلذوا في إرساله لتلبية طلباتهم التي كان يراها تافهة إلى أقصى الحدود , ولكنه تحمل كل ذلك في سبيل اللقمة وإرضاء الوالدة التي لم تبخل على ولدها بمصروف جيد من المال كان يصرفه على الكتب والقراءة , ولم يمر الكثير من الوقت حتى مل إقرانه من اللهو به بعد إن اثبتوا تفوقهم المادي والاجتماعي , ولكنه لم يأبه لذلك , بل حمد ربه .

واستمر هذا الحال حتى استطاعت الوالدة من تزويج ولدها بابنة بواب احد العمارات التي تجاورهم , وعلى الرغم من رفض ولدها لهذا الأمر , ولكنها أقنعته بأنها إن عاشت اليوم فلن تدري ما سيحدث في الغد , وان هذه الفتاة ستعوضه عما فاته من دنياه , فسلم للأمر الواقع وتم عقد القران في حفل بسيط جدا , وكانت أول أيام حياته معها من اسعد ما عاش , فعلى الرغم من أنها كانت متوسطه الجمال , ولكنها ضمته إليها بحنانها وحبها وسعة صدرها لكل الظروف التي واجهتهم , وما إن مر العام حتى توالت المصائب فوق رأسه , فتوفت والدته وبعدها بشهر واحد قرر اتحاد ملاك العمارة بتعيين بواب جديد , فما كان منه إلى أن انتقل إلى احد الأحياء الشعبية باحثا عن حياة جديدة ومصدر رزق يستره هو وزوجته .

(5)

يستمر عم عبده في التدخين تحت أشعة الشمس الحارقة , مراقبا أولئك السيارة بكل تمعن , ذلك الموظف العائد بعد يوم مرهق , وتلك الفتاة التي تسير مع خطيبها المهندس , وتلك الأسرة القادمة في السيارة , ويستعيد الذكريات , ليلعن كل الظروف التي فصلت بينه وبين أهدافه التي كاد أن يلمسها بيديه لولا ظهورها في غير أوانها , وفجأة يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ليقول لنفسه " هتكفر بنعمه الله يا عبد العظيم ولا ايه , الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.. الحمد لله على كل حال " !
ثم استيقظ من سهوته على صوت محضر شرطه , تعجب في بادئ الأمر , فإنه لم يفعل ما يغضب الحكومة طوال حياته .
- " خير يا باشا في حاجة ؟ "
- "حضرتك مطلوب في القسم عشان تتعرف على جثة المدعو - محمد عبد العظيم شاكر "!!
الأحد، 17 يناير 2010

أفكار مبعثره مملة !


عندما تشعر أن مسار العالم كله يتغير من أجلك أنت فقط ... فاعلم أنه التوفيق من الله !
*****
محمد منير بيقولك ..." بينا للفرحة بينا بالحب ننسى كل اللي فاتنا , ويا الرحلة الطويلة ننسى اللي فات كله من حياتنا "... وده على اساس ان الحب بيتباع بالكيلو في السوق , ولا بيتاخد جرعات في العضل؟
*****
أنا موافق تماما على مشروع الجدار الفولاذي لكن بشرطين ... ان يحوط كل الحدود البرية لمصر ... وان تظل جميع المعابر مفتوحة بيننا وبين الدول المجاوره !
*****
ليه عربات السيدات في المترو دايما فاضيه? .... عشان بيركبوا مع الرجاله!
*****
ما اصعب ان تعيش في وسط حديقة ممنوع عليك استنشاق ازهارها , وتنظر إلى كل أولئك الذين يقطفون الزهور لعدم اكتفائهم من رائحتها ورغبتهم بالاحتفاظ بها , فلا تعلم ان كان من حقك ان تحسدهم , او ان تمنعهم!
*****
ما تقولش خدت ايه من مصر , قول هتدي ايه لمصر ... الاغنية دي عملوها عشان عارفين ان ماحدش واخد من البلد دي حاجة!
*****
يقولون ان بابا نويل لا يقدم الهدايا إلا لؤلئك الاشخاص الذين يؤمنون به , ولهذا فإنني لم ولن انتظر هداياه طوال حياتي!
*****
لما بشوف الفيلم الكوميدي " فيلم ثقافي " باستغرب حاجتين :
الاولى ... يا ترى لو كان النت "الدي اس ال " اشتغل قبل الفيلم , كان الفيلم ده هيتعمل ؟
والتانية ... يا ترى الناس اللي زي شخصية برايز "جوهري الافلام الثقافية " , بيشتغلوا ايه دلوقتي؟
*****
عندما يقلدك من هم أكثر خبرة منك , فاعلم انك تخطيت حدود النجاح!
*****
من أراد شيئا بشده ... هتلطع عينه الاول وياخد على قفاه لما يشبع ... وبعدين يا يجيله , يا ميجيلهوش من اساسه !
*****
في كثير من الاحيان ... تكون قلة الادب هي الحل!
*****
ان الواحد يعجب بمزة ده الطبيعي , لكن انه يحبها فدي المشكله!
الايجابية هي شخص ينظر في المرآه , يراقب كرشه الذي يزداد في الكبر , وذقنه اللي يزداد طولا , ووجه الذي يزداد كآبة , ولكنه يبتسم لأن شعر رأسه مازال في مكانه ولم يصب بالصلع بعد!
*****
امشي عدل ... مزتك تحتار فيك ... وبرضه هتطلع عنيك!
*****
أكثر ما اثار تعجبي هي قدرة المصريين على تحويل الفيس بوك إلى أكبر " قهوة شعبيه " على الانترنت !
*****
ان شاء الله في خطتي الانتخابية لعام الفين ومش عارف كام سنه , هيكون اهم موضوع بالنسبالي اني احول سكة الحديد الى سكه المونيوم , اهه عالاقل الالمونيوم ما بيصديش!
*****
من أسوأ الأشياء أن تقترف اخطاء ناتجة عن قلة الخبرة , ولكن الأجمل من ذلك هو أن هذه الأخطاء تضاف إلى خبراتك الجديده , فلا تقترفها مستقبلا !
*****
الدنيا علمتني ان البنات الحلوة كتير , بس اللي يعرف ينقي !
*****
اتسائل عن أولئك المنافقين الذين يضعون صور الرئيس مذيلة بأسماءهم الشخصية مع بعض الشعارات الرنانة اذا كانوا بتلك الدرجة من العته التي تجعلهم يعتقدون أن الرئيس يأبه لتلك الأشياء الصغيرة ... او انها قد تؤثر على عرشه بالزياده او النقصان ؟
*****
الشعب المصري جميل , احلى ميزة فيه , هي نفسها اوحش عيب ... انه دائما مستعد لتقديم التنازلات!
*****
لماذا يعتقد المصريون أن جهاز قياس الضغط هو الكاشف عن كل مرض , وانه اساس اي علاج , وان الطبيب الذي لا يقيس الضغط فهو طبيب فاشل؟
*****
يا ترى الناس بتقوم بعملية التنضيف ليه؟ ..... عشان تعرف توسخ تاني براحتها!
*****
تمت
الأربعاء، 13 يناير 2010

غريبة الدنيا !!



(1)
استيقظت على أذان العشاء , وارتديت ملابسي استعدادا للذهاب إلى مركز علاج التسمم في مستشفى الدمرداش , وبالمصادفة استمعت إلى تعليق أحد اعمامي عن مقتل جندي مصري على الحدود برصاص قادم من غزة , وكمية كبيره من الغضب على الشعب الفلسطيني والمساعدات وكيف يكون رد جميل كفاح مصر من اجل فلسطين بهذا الاسلوب , لم اعلق والتزمت الصمت , ولكن لم يذهب عن خيالي كل تلك الافلام البوليسية الامريكية التي شاهدتها والتي تقوم فيها الحكومات بالتضحية ببعض الشخصيات حفاظا على كيانها , وعلى صورتها امام شعوبها !

(2)
كنت امشي في طريقي من محطة مترو الدمرداش إلى مركز التسمم , لأسمع فجأة صوت جرس تسلل إلى أذناي لا اعلم مصدره , ادخل السعاده إلى قلبي والبهجة من جمال صوته وعذوبة لحنه , ظللت ابحث عن مصدره لأجد انه صادر من الكاتدرائية المتواجده في العباسية بالقرب من المشفى احتفالا بعيد الميلاد المجيد , لم تمر بعدها ساعه حتى خرجت من المركز انا وصديقاي فسمعنا صوت الجرس مرة أخرى , ولم اجد الحرج في التعبير عن مدى جماله أمام صديقاي المسلمان , لأجد احدهما يخبرني ان الصوت يذكره بأغاني فيروز برقتها وعذوبتها , وأما الآخر فنظر إلينا مستمتعا بكلامنا قائلا " هي دي الوحده الوطنية ولا بلاش " (!)

(3)
في اليوم التالي , استيقظت على أذان العشاء أيضا وارتديت ملابسي استعدادا للذهاب في نزهة على " كورنيش وسط البلد " وأيضا سمعت خبر مقتل أولئك الشباب المسيحين على يد مجموعه من المسلمين .
اكملت مسيري مع ابن خالتي إلى المترو , والذي وجدناه فارغا تماما خلافا للعاده , وما أن مرت علينا محطتان حتى دخلت مجموعه مسيحية من الشباب والفتيات والبهجة والفرح بالعيد تملأ وجه كل فرد فيها , جلست فتاتان منهم امامنا , وما ان مرت محطة أخرى حتى ازدحمت عربة قطار المترو , لأجد احدى الفتاتين تقف من على مقعدها لتجعل شيخا مسلما يجلس مكانها , وهنا قلت في سري " هي دي الوحده الوطنية ولا بلاش " (!)

(4)
على كورنيش النيل , قررنا أن نستقل أحد تلك المراكب التي تأخذنا في رحلة نيلية ليحتضننا ذلك النهر التاريخي العظيم بين ضفتيه في رحلة سحرية ابدية لا تنتهي , أو هكذا كنت أتوقع .
من قبل أن ينطلق المركب فوجئت بمجموعه من الفتيات الشابات يرقصن على مجموعه من الاغاني الشعبية , كان يرتدي اثنان منهما الحجاب , وأخرى ترتدي شالا فلسطينيا على كتفيها , ومجموعه من البنات التي لم تتعد السبع سنوات يرقصن معهن , وانطلق المركب بنا , ومع الوقت ادركت ان تلك المجموعه من البنات لسن سوى راقصات يعملن على المركب ليجتذبوا الشباب باسلوب رقصهم الحديث وملابسهم التي تتبع الموضة بطريقة ترضي جميع الأذواق , لم يكن هذا ما استفزني حقيقة , بل هي موضه الشال الفلسطيني التي تفشت حتى وصلت لأكتاف الراقصات , الملون منها والمزخرف لكي نعبر عن مدى انتمائنا للقضية الفلسطينية .... ونعم الانتماء !!
السبت، 9 يناير 2010

هنيئا لكم لحمي الميت !!

لم يكن هذا الأمر جديدا عليه , فلطالما تعود على هذه الظروف , ولم يسأم منها أبدا , لطالما وقع في المشاكل التي كان يخرج من بعد معاركها الطويلة والابتسامه تملأ وجهه , لطالما كانت تصرفاته تسبب له الاحراج ولكن لم يكن يهمه شيء على الاطلاق , لم يسلم من ألسنه الناس أبدا , فهذا يذكره بالسوء وتلك تفبرك له اشاعه وآخر يحكي عنه الاساطير , ولكنه دائما يظل مبتسما ولا يثير ذلك اهتمامه .
حين يخبره أحد اصدقائه بقصه سمعها عنه نقلها فلان عن فلانة عن فلان , يظل يضحك كثيرا , , فلطالما ابتعدت عن الحقائق , وان كانت تلك القصه التي يتداولونها حقيقية يضحك استغرابا من اولئك الاشخاص الذين قد لا يكون يعلم عنهم حتى أشكال وجوههم, ولكنهم في نفس الوقت يهتمون بأدق تفاصيل حياته الشخصية , وتصرفاته الخاصة .
كان أكثر ما يستعجب منه , انه ليس فنانا مشهورا , ولا شخصية عامة , ولا كاتبا مرموقا , فهو فقط مجرد طالب في كلية حكومية عادية , يمارس ابسط حقوق الطلبة في مصر , وهو التسكع مع زملائه الطلبة في شوارع الجامعه
يتساءل كثيرا , لماذا هو بالذات , ما الذي يجعل اخباره تتناقل حتى بين الجامعات المختلفة , يتصل بصديقه في الاسكندرية فيخبره عن آخر حركاته المحرجة , أو بآخر في جامعه عين شمس فيخبره عن آخر مغامراته العاطفية , وهو لا ينتمي لهذه الجامعه أو تلك , بل يحيره أكثر سرعه انتقال المعلومة, ولكن هيهات أن يعرف سبب كل هذا الاهتمام.
في نظره فهو لم يفعل ما يسبب كل هذه الضجة , ولا ما يعطي الاحقية لتلك الدائرة الواسعه من الناس معرفه أكثر أموره الشخصية بالتفاصيل , ففي آخر مره استطاع بعد ان تجرأ قلبه ان يكلم تلك الفتاة التي اعجب بها لمده سنتين كاملتين ,طالبا الارتباط الرسمي بها ليجد بعدها بأسبوع واحد فقط ان تفاصيل التفاصيل في ذلك الحوار الصغير الذي اجري بينهم قد انتشر بطريقة متفشية , وكأنه ورم خبيث يصعب استئصاله .
لا يدري حتى الآن , هل لهذه الدرجة اصبحت خصوصيات الاشخاص لعبة في يد الآخرين يتسلون بها ليقتلوا الوقت , ام انه حق من حقوق الآخرين ان لا تخفى عليهم أخبارك , يفكر ويفكر ثم يذكر قوله تعالى:
(ولا يغتب بعضكم بعضـًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتـًا فكرهتموه ، واتقوا الله إن الله توابٌ رحيم)
فيبتسم ويقول بكل بساطه " هنيئا لكم لحمي الميت "
السبت، 2 يناير 2010

لماذا لا تكتب ياقلمي ؟؟!!!


امسكت بقلمي واحضرت دفتري المحبب للكتابة وتهيأت نفسيا بعد ان اختمرت الفكرة في رأسي واخذت وضع الاستعداد للكتابة وقلت : ان شاء ستنجح هذه المرة ... وما ان بدأت أخط عنوان المقال بقلمي حتي تبعثرت افكاري وتاه قلمي بين شتات نفسي وعقلي ... تضايقت جداً من نفسي ومن عقلي ... ما الذي حدث لي ؟؟ كانت الكتابة بالنسبة لي ومازالت هي روحي وعقلي وتعبيري عن نفسي .. كنت كلما احزن او افرح امسك بقلمي واكتب ولكنني منذ فترة عاجز عن الكتابة ولو حتي لكلمات قليلة ... ولم تكن هذه هي المرة الاولي التي اجرب فيها حظي وافشل بل فشلت عدة مرات خلال تلك الفترة البائسة حتي فاض بي الكيل .. ولكن هذه المرة كانت مختلفة عن سابق المرات ... فبعد ان كدت اهم باغلاق دفتري الذي يأس من فشلي المستمر بتزيين ورقه الابيض بكلماتي الملونة ... اذا بقلمي يتحرك بين يدي ليخط علي ورقي الابيض سؤالاً حائراً:ماذا بك ياصاحبي؟..فزعت وقلت : ما هذا ؟ من انت ؟ .. فظهرت علي ورقي الابيض: انا قلمك الذي طالما عبرت به عن افكارك ومشاعرك واحاسيسك وطالما شاركتك احزانك قبل افراحك ... فقلت : ولماذا لا تطاوعني ياقلمي ولاتساعدني في التعبير عما يجيش بنفسي ؟؟ لماذا لا تكتب يا قلمي ؟؟ .. فجاء رده كتابة مفاجئا : ولماذا اكتب؟؟ بل لماذا تكتب انت؟ ما الذي يدفعك للكتابة ؟ ..فكتبت: ما هذا السؤال الغريب منك وانت القلم وانت ادري مني باهمية الكتابة ؟.. فرد كاتبا : نعم ، الكتابة تكون ذات قيمة عالية عندما يكون هناك حافزا يعطيك الامل للكتابة ويحثك عليها او هناك استجابة وردة فعل تحمسك علي الاستمرار في مهمتك ، ولكن ما ان يختفي كل هذا حتي تصبح الكتابة بلا مغزي او معني ولذلك فانا لا أكتب ... وقفت برهة متعجبا لمنطق القلم ولكنني كتبت له: ولكن الكتابة والقلم شرف ما يضاهيه شرف لان التعبير عما بداخلك هو اسمي مراتب الحرية وحتي لو غاب الحافز او تاخرت الاستجابات والنتائج فكفي بهذه الشرف حافزا لك ولي لكي نستمر في مسيرتنا وطريقنا ... وقف قلمي ساكنا لبرهة حتي ظننته قد عاد لصمته القديم ثم ما لبث ان كتب : لا تضحك علي نفسك ياصديقي ، انت تعرف ان هذا الشرف استمدته الكتابة من تأثيرها الفعلي علي المجتمع عندما كانت تستطيع الكلمة ان تغير من حال الي حال وان تبني ثقافة مجتمع ، عندما كان القلم يقيم حكومات ويقعدها بسبب كلمة حق كتبها ودافع عنها عندما كان القلم اقوي من السيف ، ولكن هيهات هيهات ان يحدث ذلك الآن ، هل تستطيع ان تخبرني في أي موضوع سوف تكتب وتعبر عن رأيك بكل حرية ؟؟... صدمني ماقاله قلمي ولكنني كنت قد قررت ان لا استسلم لما آل اليه حالنا البائس فكتبت : سوف اكتب في الرياضة وانتصارات المنتخب واحداث مباراة الجزائر الشهيرة ... فكتب: هل تعتبر ان خسارتنا من الجزائر وضياع حلم التأهل للمونديال انتصار ام سوف تكتب عن الاهانات التي تعرضنا لها في السودان وانتهاك الاعراض في الجزائر علي يد "الأخوة الأشقاء" الجزائريين ، ام احسبك سوف تكتب عن ثورة الشعب علي تلك الاعتدائات وعدم استجابة أي مسئول مصري لتلك المشاعر المتأججة بأي رد فعل رسمي يحفظ كرامة المصريين ويرد اعتبارنا امام العالم بعد ان اصبحت "سيرتنا علي كل لسان" ....قلت: حسنا فسوف اكتب عن الثقافة والكتب وانحدار ثقافة مجتمع بأكمله في زمن العنب واليوسفي والبطيخ والكتب الاباحية التي تباع علي الارصفة ... كتب قلمي قائلاً: ومن سوف يقرأ لك عندما تكتب كل هذا الغم والنكد فهؤلاء المثقفون لا يمثلون اكثر من 5% من مجتمعك ... فرددت : سوف اكتب في احوال ابناء وطني من ارتفاع الاسعار وغلو المعيشة ورغيف العيش والعنوسة بين البنات والبطالة بين الشباب ... فجاء رده: وهل تظن انك بكلماتك التي سوف تكتبها ستهبط الاسعار وتتفتح ابواب العمل امام الشباب ويدق العرسان علي البيوت طالبين الزواج ، اذا فانت واهم ياصديقي ... اغتظت من ردوده المحبطة فكتبت : اذا فسوف اكتب في السياسة واعبر بكل صراحة عن رأيي في الانتخابات الرئاسية المقبلة وضعف السياسة الخارجية لمصر ... فجاء رده سريعا : نصيحة مني ، امح تلك الفكرة من عقلك والا سأضطر آسفا الي ان اقطع صداقتي بك حتي لا تأخذني معك الي حيث لا يعلم مكاننا سوي الله وامن الدولة ...تراجعت فورا عن تلك الفكرة ولكنني كتبت: حسناً ، سوف اكتب عن الظلم الذي نتعرض له نحن الطلبة من كل جانب في كليتنا فلا هناك مستشفي كي نتعلم بها ، ولا هناك مراعاة من "آبائنا" الدكاترة لأوضاعنا المأساوية التي نحياها ولاحتي في وضع الامتحانات التي سوف يقيمونا فيها علي معلومات لم نتعلمها ، لدرجة انهم اعتبروا مادة مثل الـــــبـــــــاطــــنـــــــة التي هي اساس الطب مادة مثل اللغة العربية والانجليزية تكفيها عشرة ايام لكي تمتحن فيها وهو الشئ الذي اذا نجحت فيه دفعتنا فاننا نستحق التكريم بأعلي الأوسمة علي ذكائنا الخارق الذي مكننا من استيعاب هذا الكم من المعلومات في عشرة ايام... رد قلمي كاتباً: ههههههه، مرة أخري اطلب منك ان تتخلي عن تلك الفكرة اذا كنت تريد ان تكمل مسيرتك التعليمية في الكلية .... غضبت كثيرا من قلمي ومن نفسي وهممت ان انهض تاركا اياه يكتب لنفسه ولكنه عاجلني بكلمات سريعة : ياصديقي انت حالم كبير ولكن للأسف لامكان لحلمك علي أرض الواقع ، لذلك فأرجو منك أن تغطيني وتتركني اعمي عن واقعكم المرير ولاتحاول ان تنزع عني غطاءي الا عندما تعرف ماذا ستكتب والي من؟؟ حتي لا أخذلك مرة آخري .....

والله الموفق ،،،