الخميس، 8 يوليو 2010

يوم البوس العالمي !


يوم " البوس " العالمي أو " National Kissing Day " هو عيد سنوي يقام في السادس من يوليو من كل عام منذ سنه 1995 , وصدق أو لا تصدق , فمنذ خمسة عشر عاما , حين ظهرت فكرة ذلك اليوم الغريب , لم تكن هدفها في أي حال من الاحوال اظهار الحب للحبيب , ولا التقرب من اصدقائك ولا أي من تلك الأمور , فللحب عيده الخاص , وللصديق عيد آخر , ولكن هدف ذلك اليوم هو آخر ما يمكن أن يبدر في ذهنك ... وان كنت تظن أن لك ذهنا أرقى من أي أحد آخر فاترك لنفسك دقيقتين قبل أن تقرأ السطور التالية ....

فالحقيقة المرة وراء ذلك العيد هو تشجيع المواطنين لزيارة " طبيب الأسنان " للفحص الدوري على صحة الفم ... نعم لم أخطئ , فكما يعلم البعض ان القبلة " الفرنسية " من أهم شروطها هي فم نظيف وصحي وذو رائحة غير منفرة , وبالتالي فإن كل من لا يحافظ على نظافة وصحة فمه , او تصدر من بين شفتيه رائحة كريهة , فسوف يعاقب ويحرم من الاحتفال بهذا اليوم " المثير " الذي يسمح للشخص فيه بتقبيل أي أحد يعرفه او لا يعرفه طالما لا يبدي الآخر أي علامة من علامات رفضه " للبوسة " !

عندما علمت عن ذلك اليوم منذ يومين بالصدفة البحته كنت اعتقد انها مزحة بسيطه , ولكن عندما تحققت عنه في مواقع الانترنت توصلت لهذه المعلومات السابقة , ثم بدرت على ذهني عدة افكار ...

الشعب المصري يحتفل بيوم الأرض فنفصل الكهرباء لمدة ساعة كاملة بكامل ارادتنا , ويحتفل بيوم البيئة فنجد مترو الأنفاق يخفض من اسعار تذاكره في ذلك اليوم باعتباره وسيلة النقل الاكثر حفاظا على البيئة , وفي يوم سرطان الثدي نجد طلاب كليات الطب يقومون بحملات توعوية وما إلى ذلك , واما في عيد الحب فيتكلف كل حبيب مبلغا وقدره في سبيل التعبير عن حبه للآخر بتقديم الدباديب والزهور والعطور والحلي ... إلخ , كل على حسب مقدرته كما يقولون , كل تلك الأيام وغيرها الكثير نحتفل بها سنويا بما تكلفنا من اعباء مالية وجسمانية دون ان يصيبنا ملل أو كلل , ولا أدري لماذا لا نحتفل بالسادس من يوليو كما يفعل البشر في باقي العالم !

فهذا اليوم الذي أرى فكرته البسيطة جدا , التي لا تكلف مالا ولا تجهد جسدا , نحن كشعب مصري في أمس الحاجة إليه , لا تستغرب انني أوافق على هذا اليوم , فكل ما انت مطالب بفعله حتى ينضم صوتك إلى صوتي هو النظر إلى أول فم يقع أمام عينيك , ويا حبذا لو استطعت ان تستنشق رحيقه العبق , وان خرجت سليما بعد تلك التجربة العلمية التي قد تهدد حياتك , فسوف تكون من أول مشجعي هذا اليوم !

قد يرى البعض ان في تشجيعي لهذا اليوم أمر مبالغ فيه خاصة وأننا شعب محافظ متدين له قيمه وعاداته التي لا يمكن أن يستغني عنها ... ولكن ان اعدتم النظر قليلا فستجدون اننا اولى الشعوب التي جعلت من أعيادها الدينية , أياما يباح فيها كل حرام , فنرى " ملابس العيد " التي لا تستر , وسجاير الحشيش التي يتادبلها الشباب , وحفلات التحرش الجماعي في الشوارع بين الفئتين , الشباب المحششين والكاسيات العاريات ! ...

ولكن بعد اعادة النظر في الأمر , تذكرت أبياتا من قصيدة تميم البرغوثي " في العالم العربي تعيش " التي يقول فيها ...

في العالم العربي

تقول للبنت حبيتك

وتبقى البنت بتحبك

وبتموت فيك

.... تناولك بالقلم

فإذا كان هذا الحال بسبب كلمة بسيطه بين الأحباب , فكيف سيكون الوضع حين يطلب رجلا ما من امرأة ما غريبة أو صديقة قبله فرنسية حارة من دون أي مقدمات !!! ...

وبعدما مر أمام عيني تخيلا لتسلسل الأحداث التي بالطبع لن تخلو من دماء كلا من الرجال والنساء , ضاع حلمي بإقامة هذا العيد في مصر , فقد توصلت اننا ان اردنا أن نحتفل بالسادس من يوليو وجب علينا مسبقا تحضير سرادق التعازي وتوفير عدد من المدافن يكفي ضحايا ذلك اليوم الذي اعتقد انه سيقدر بالملايين , وبدلا من أن نحصل على شعب خال من أمراض الأسنان , سيكون شعبا خاليا من البشر ... وبصراحة , أنا مش مستغني عن عمري !