السبت، 20 فبراير 2010

ابريل المعظم



(1)

( اليوم هو الأول من ابريل ذلك الشهر الذي انتظره من العام إلى العام , لكم اعشق هذا الشهر ولكم اكرهه ! )

ففي كل عام في مثل هذا اليوم يأتي إلينا الشيخ عادل أحد أئمة المساجد في مدينتنا إلى منزلنا القاطن في إحدى عشوائيات المدينة حتى يذكر خالتي وزوجها بشهر ابريل – وكأنهما كانا بحاجة إلى التذكير – ويطلب منهما أن يستعدا لأنه سيقوم بطلبي أنا وأختي في أي وقت خلال هذا الشهر ثم يخرج من عندنا ويعود بعدها بفترة تختلف من عام إلى آخر ليخبرهما بأن الخير جاء سريعا هذا العام وانه سيأتي بعد الغد عقب صلاة الظهر ليأخذني أنا وأختي .

في بادئ الأمر عندما كنت أرى البهجة واضحة على وجه خالتي وهي تهلل بالشيخ عادل كلما بشرها بمثل هذه الأيام أشعر بالحزن الشديد , وعلى الرغم من ذلك فإنني اليوم وبعد كل هذه السنين ألتمس العذر لخالتي وزوجها اللذين لم تمنعهما ظروفهما المادية الصعبة من أن يبذلا قصارى جهدهما ليربيا أولادهما ولم يتوانيا لحظة بأن يكفلانا أنا وأختي بعد وفاة والدينا ... لكم كانت حياتهما صعبة !

(2)

( يوم اليتيم * ... أول جمعه في شهر ابريل ! )

لكم كنت أكره السير في الشوارع خلال تلك الفترة التي تسبق يوم اليتيم , ولكم كنت أكره كل تلك اليافطات المعلقة على المباني التي تدعو الناس للمشاركة فيه , وأكثر ما كنت أكره هي تلك الأعين التي كانت ترتد من على اليافطة لتنظر إلى عيني مباشره وإن لم تكن تعلم عني شيئا , فقد كنت أظن أن الجميع يتآمرون ضدي ويفعلون كل ذلك فقط ليذكرونني بأنني ذلك الطفل الذي لا أب ولا أم له , ولكم استشعرت النفاق في كل تلك الابتسامات و الأيادي التي تمتد لتعبث في شعري ابتغاء للحسنات , وكأن تلك الحسنات لا تسجلها الملائكة إلا في شهر إبريل المعظم , وكأننا لا نتواجد في هذا العالم البغيض إلا خلال تلك الأيام المعدودة من شهر ابريل التي ما نلبث أن نموت بعدها لنبعث من جديد في ابريل الذي يليه.

(3)

( خطبة الجمعة ... دائما عني )

أول جمعه من إبريل كان كالعيد بالنسبة لخالتي , فقط كانت توقظني أنا وأختي مبكرا لنستحم ونرتدي أفضل ما لدينا من ملبس , ثم يأتي الشيخ عادل ليأخذنا إلى المسجد حيث يتركنا مع مساعده وبعض من الأطفال اليتامى الآخرين الذين كنت اعرفهم فردا فردا ثم يتركنا بعد ذلك ليجلب طفلا أو طفلين آخرين , هكذا حتى تكتمل المجموعة , قبل أذان ظهر الجمعة , وكانت تتراوح أعمارنا آن ذاك من سنتين إلى الأربعة عشر عام .

يعتلي بعد ذلك الشيخ عادل المنبر ليلقي خطبة الجمعة , تلك الخطبة التي دائما ما كنت أجد فيها ردا لحقي , فبعد البسملة و الصلاة على النبي والسلام عليه يشكر رواد المسجد على مساهمتهم في يوم اليتيم برقته المعهودة ثم ينفجر فجأة ليعلو صوته ويحمر وجهه وهو يتكلم عن حقوق اليتيم التي يجب أن يتذكروها طوال العام , وان كفالة اليتيم ليست ليوم واحد فقط بل هي طوال العام وكأنه يعاتب كل من لا يشارك إلا في ذلك اليوم, ويظل يردد في الأحاديث والآيات التي تكرم اليتيم وتدعو لمراعاة حاجياته دون أن تُمَس كرامته بأي سوء , ويلي ذلك جزأي المفضل في الخطبة حين يذكرنا جميعا بأن رسول أمتنا ولد يتيما وعاش يتيما فيقشعر جسدي وتزول كل تلك الضغينة التي تولدت داخلي وتملأ الابتسامة جسدي وروحي .

(4)

( أحببتهم جميعا ! )

لا أنكر أن هذا اليوم كان بالنسبة لي كالعيد بالفعل , فبعد أن تنتهي الصلاة يجمعنا الشيخ في سيارة ميكروباص ويذهب بنا إلى أحد المطاعم لنأكل غذاءنا الذي لا يخلو من اللحم أو الدجاج بالإضافة إلى بعض المشروبات الغازية التي كانت أكثر ما نستمتع به بعد الوجبة الدسمة , وبعدها مباشرة نذهب إلى أحد الحدائق لنجد مجموعه من الشباب والبنات في انتظارنا , وبعد فترة من الصمت والتعارف تدوي الضحكات والقهقهات من الجميع خلال فقرات اليوم المختلفة من مسابقات وألعاب ومسرحيات تعليمية صغيرة يؤديها أولئك الشباب فتدخل البهجة والنور إلى أرواحنا الصغيرة التي طالما ما امتلأت بالحزن والظلام.

(5)

( ما أصعب فراق الأحبة ! )

ما أن يقترب مغيب الشمس في الأفق حتى يعلن الجميع انتهاء ذلك اليوم الجميل فتختفي الابتسامات من على الوجوه ويعم الكدر والصمت فجأة , وتبدأ ردود أفعال الأطفال التي تأبى أن ينتهي مثل ذلك اليوم وتتمنى ولو أنه استمر للأبد , فهذا يبكي بدون أن يبدي أسبابا , وتلك تجلس في ركن بعيد في صمت تام , وذلك يبدأ يتصرف بعنف فيضرب احد الشباب أو حتى أحد الأطفال , ولكم تعجبت في أحد الأيام حين جاءت أختي بورقة من الأرض وطلبت قلما من إحدى البنات ثم طلبت من الجميع أن يكتبوا لها أرقام هواتفهم واستجاب لها الأغلبية بالفعل , وبالكاد كتمت يومها ضحكاتي الساخرة وإعلان أننا لا نملك هاتفا خوفا من أن اجرح مشاعر تلك الملاك البريء التي تتشبث بأي شيء لكي تحافظ على تلك العلاقات البريئة مع هؤلاء الذين أدخلوا بعضا من السرور في قلبها .

وبعد فشل جميع المحاولات يقوم الشيخ عادل بتجميعنا حوله ويقوم احد الشباب بتوزيع بعض الهدايا علينا من ألعاب و أدوات مدرسية جديدة ومواد غذائية لطالما فرح بها أهالينا , ثم نذهب إلى الميكروباص لنعود إلى منازلنا وأعيننا ممتلئة بالدموع وكأننا نساق إلى مقابرنا التي سنرقد فيها إلى أن نبعث في ابريل القادم.
الخميس، 18 فبراير 2010

فهلوة أحمد زويل !!!


استمتعت جداً وأنا استمع الي محاضرة الدكتور / أحمد زويل والتي القاها في صالون الأوبرا الثقافي في ضيافة الكاتب الصحفي / اسامة هيكل ... كانت محاضرة الدكتور زويل تدور حول حال التعليم في مصر ومستوي الخريجين وكيف الطريق الي تطوير مستقبل التعليم في مصر الذي هو أساس تقدم أي شعب وسر تقدمه .. وبغض النظر عن التجارب التي طرحها أحمد زويل - مع حفظ الألقاب - لدول كثيرة اهتمت بالتعليم فتمكنت من النهوض بمجتمعاتها حتي وصلت الي مصاف الدول المتقدمة فإن مدي تخلف حالنا لا يخف علي كل ذي عين بصيرة ..فنحن لا تعليم في المدارس ولا في الجامعات ولا حتي عمل للمتخرجيين ... مهما حاولت أن اصف فلن أستطيع أن أفي هذا الرجل حقة فقد تمكن بحرفية ممتازة من تشخيص المشكلة ووضع حلولاً للمشكلة ... فقد قسم ذلك العالم الجليل التعليم الي مرحلة تعليم اساسي وتعليم جامعي ووضع قواعد واسس لتتطوير العملية التعليمية تبدا من رفع دخل المدرس والقضاء علي الدروس الخصوصية وتوفير ميزانية كافية للبحث العلمي وحلول آخري كثيرة أجاد الرجل في عرضها ... ان هذا الرجل يتمتع برؤية مميزة وخطة متكاملة .. العجيب أن بعض الوزراء كانوا حاضرين لهذه المحاضرة وعلي راسهم وزير التعليم العالي / هاني هلال.. قد يبدو لك ذلك علي انه اهتمام من المستويات الرسمية بآراء رجل في حجم / أحمد زويل استغله الرئيس الأمريكي / أوباما كمستشار له في شئون التعليم لوضع خطة لتطوير التعليم في أمريكا ... نعم ، في أمريكا وليس في مصر ، هل رأيت مسخرة اكثر من ذلك ... كل ذلك لأنهم يقدرون معني وقيمة العلم والعلماء ، أما نحن فلا تشغلنا فسافس الأمور فنحن مهتمين بتكريم منتخبنا القومي واطلاق اسماء الاعبين علي شوارع مصر ... فوضت أمري الي الله في حال مجتمعنا وصلاح أمتنا ..

- بعد أن أنهي العالم / أحمد زويل محاضرته المتميزة جلس للإستقبال الأسئلة من الحضور وكان هناك سؤال يدور في نفسي ولكن تكفل أحد الحضور برفع عناء هذا السؤال عن كاهلي عندما سأل : هل هناك أمل ، وكم نستغرق من الوقت لكي نلحق بالركب العالمي ؟ فجاء الرد مبشراً ومحفزاً : نعم ، هناك أمل فنحن لا نحتاج لأكثر من 5 سنوات من العمل الصادق والدؤوب حتي نظهر علي الخريطة العالمية و10 سنوات علي الأكثر لكي نتبوأ مكانتنا علي الخريطة ... فرحت جداً بهذا الرد وارتد اليً الأمل بعد ضياع ... ولكن هل من مستجيب !!!

- اثناء الرد علي الأسئلة أضحكني عالمنا الجليل عندما أراد أن يوصل لنا جميعاً رسالة وهي أن العلم شئ والفهلوة شئ آخر ، فالفهلوة ميزة تميز الشعب المصري ولكننا يجب أن نفصل الفهلوة عن العلم فهذا مسار وهذا مسار آخر ...

- ملحوظة أخيرة : في بداية المحاضرة قام الكاتب الصحفي / أسامة هيكل بتقديم متميز للعالم / أحمد زويل وفي نهاية المقدمة طلب اسامة هيكل من الحضور إغلاق التليفونات المحمولة لكي لا تقطع استمتاعهم بمحاضرة الدكتور / أحمد زويل ، وبينما العالم الكبير يتقدم للمنصة ويستعد للإلقاء محاضرته فإذا بتليفون محمول يرن في القاعة ويقطع الإستمتاع قبل أن يبدأ ، فيضحك العالم الجليل ضحكة سخرية وكأنه يقول في قرارة نفسه " متي ينصلح حالنا ؟!!" ....

يارب أين المفر ؟؟!!! وأين الخلاص ؟؟!!!
لكل مهتم يريد مشاهدة المحاضرة او تحميلها علي اللينك التالي :
ولمن يريد تحميل لقاء أحمد زويل مع مني الشاذلي ومحمود سعد في حلقة العالم 2010 :
السبت، 13 فبراير 2010

كتاب أبكاني !!!


هل سمعت عن كتاب اسمه " السكان الأصليين لمصر " للكاتب الساخر بلال فضل ، لا تتعجب ، أينعم اسمه " السكان الأصليين لمصر" وليس السكان الأصليون لمصر ، وهذا هو الخطأ النحوي المقصود لمعني في بطن الشاعر أو الكاتب كما يقول بلال فضل ، ولكن ليس هذا هو المهم ، وليس المهم أيضاً أن تكون قد سمعت عن هذا الكتاب أو قرأته أو لم تسمع عنه من قبل وبالتالي لم تقرأه ، ولكن المهم أنني قد سمعت عن هذا الكتاب وقد قررت أن اشتريه حين ميسرة ، ولكن يبدو أن هذه الميسرة قد تأخرت الي حد ما الي أن وجدت هذا الكتاب مع صديقي " أحمد النجار" فاستعرته منه وقد قررت أن أتلذذ بقرائته علي مدي أطول فترة زمنية بعد أن ضمنت أنني سوف اتلقي وجبة دسمة من الضحك والفرفشة ، استعنت بالله وتوكلت عليه وبدأت قراءة هذا الكتاب وبعد أن قرأت مقدمة الكتاب واللي هي مقدمة ولا أجدعها مقدمة من أبيات لقصيدة للشاعر عبد الرحمن الأبنودي ، وبعد ذلك قرأت أول فصل وهو مقدمة الكاتب وفي نهايته وجدت عمنا بلال فضل يقول انك اذا كنت ناوي تضحك ومش حتبكي فانت مش من السكان الأصليين لمصر، قلت بيني وبين نفسي " ايه ياعم بلال انت بتلقح كلام عليَ ولا ايه ؟؟ ده كله عشان ما اشتريتش الكتاب واستلفته ولا ايه ؟" بالرغم وما ليكش علي يمين انا كنت ناوي اشتريه بس لو عجبني وضحكت من نفسي ....كبرت دماغي من كلام عمنا بلال فضل وشمرت وقلت ابتدي ودخلت علي تاني فصل ولكن انتابتني نوبة مش غريبة عليا من النهم القرائي وعدلت عن نوايايا في اني استمر في قراءة هذا الكتاب لأطول فترة ممكنة ولكني صدمت في عمنا بلال فضل ، فبينما أنا أنتقل من فصل الي فصل لا أجد نفسي أضحك ولكنني أتجمد أو ان شئت قل أكتئب ، وإحقاقا للحق أنا لم أكتئب من سوء الكتاب وانما من الكوميديا السوداء التي يحتويها الكتاب فهذا الكتاب هو نظرة واقعية علي حال مجتمعنا وعلي كل أحداثنا اليومية التي أمر بها وتمر بها انت ، ضحكت مرة واحدة وحمدت الله أنني استطعت أن اضحك ولكنني بكيت أو كدت أن ابكي لا ادري ، فقد شعرت أن عمنا بلال فضل قد وضع يديه علي جروح كثيرة في نفسي ، جروح نتجت عن وقائع مجتمع يتميز ببلادة حكامه وطرمخة أناسه ، ولكن أين المفر ، انتهيت من الكتاب مابين ليلة وضحاها ، وجلست بيني وبين نفسي أتامل هذا الكتاب الذي أضحكني وأبكاني في نفس الوقت وهل هذا من عبقرية الكاتب أم من سخرية واقعنا الذي نحياه ؟؟ المهم ، انتهيت من الكتاب وقد قررت أن اشتريه بالرغم من أنه ابكاني ، ولكن أيضاً حين ميسرة ..!!!!
الجمعة، 5 فبراير 2010

مواقف مصرية !!


الانتماء والوطنية : عندما كنت عائداً من سوهاج الي بلدتي قنا وبينما انظر من شباك السيارة التي تقلنا وبين الحقول الخضراء علي جانبي الطريق وجدته . بيت ريفي بسيط مبني من الطوب اللبن والطين من دور واحد ... وفوق سطح البيت لفت نظري ذلك الشئ الذي يرفرف عاليا في السماء .. انا لا اصدق نفسي انه علم مصر بالوانه التي تعبر عن مراحل تاريخنا من الظلم والقمع الي الفداء والتضحية الي السلام والامان ... ما اجمل ذلك المنظر وما ابدعه... ان رجل مثل هذا الفلاح الذي يسكن في بيت مثل هذا بالتاكيد يجد قوت يومه بشق الانفس ليوفر الطعام لنفسه وللأولاده ولكنه بالرغم من كل ذلك اقتطع من قوت يومه ثمن العلم ليضعه يرفرف علي سطح بيته فرحا وفخورا بانتماءه لوطن بحجم مصر ...ان ابناء هذا الوطن يعشقونه ويهيمون فيه غراما ولكنهم ينتظرون الفرصة المواتيه ليعبروا عما يجيش بانفسهم من حب ..

الرجولة : وصلنا الي مطار الأقصر الدولي وكنت في وداع والدي المسافر ... وأثناء انهاء اجراءات السفر انظر بجانبي فاذا بطفل اسمه ابراهيم في الصف الثاني الاعدادي يحمل حقائب سفره ويستعد لانهاء اجراءات سفره وحيدا ... وعندما سالته عما اذا كان هناك اي احد من اقاربه مسافر معه ام انه مسافر وحيدا فقال لي انه مسافر وحيدا الي ابيه في الكويت لقضاء اجازة نصف العام يعود بعدها الي مصر لاستكمال دراسته في رعاية عمه .. " انا لو ما كنتش راجل ما كانش ابويا سبني اسافر لوحدي " عجبتني جدا الكلمات البسيطة اللي عبر بها ابراهيم عن نفسه ، واحسست بداخلة شجاعة وقوة رجل وتنبأت له بمستقبل باهر ...

الشهامة : في نفس الموقف السابق وبالرغم من شجاعة ابراهيم في الاعتماد علي نفسه الا انني وجدت كل من في المطار يبادر بمساعدة ذلك الطفل الشجاع في شهامة طالما اشتهر بها المصريين ..

القوة : كنت عائدا من الأقصر وعلي الطريق وجدت عربة نقل مقطورة " الثعبان" راكنة علي احد جانبي الطريق ... وانفتح باب السائق وقفز السائق علي الارض ونظرت الي حجمة مقارنة بحجم المقطورة التي يقودها فأدركت ان المقارنة ظالمة فهو مثل عود القصب الممشوق ولكنه قادر علي ان يسير الة في حجم هذه المقطورة بقوة وثبات وادركت ان القوة ليست في قوة البدن ولكنها في قوة العقل...

حب الخير: قمنا بعمل حملة لعمل الخير من خلال اسرة فكرة لجمع التبرعات لنظافة وتزيين قسم الاطفال والحمد لله ان الحملة لاقت قبولا واسعا بين الناس وتمت علي خير .. ولكن ليس هذا هو المراد ، فاثناء عملنا في عنابر القسم وجدنا تجاوبا من كل العاملين بالقسم حتي العمال ، والذي جعلني اشعر بالفخر والخجل من نفسي في نفس الوقت ان احد العمال قد تحمس للفكرة حتي انه قد ساهم معنا بمبلغ من المال ..فاحسست بمنتهي السعادة بان بذرة الخير لا زالت موجودة في ابناء هذا الوطن وان ثمارها قد اينعت ولكن في حاجة الي من يقطفها ... لا املك لذلك العامل سوي الشكر وجزاه الله خيراً ... شكرا لك ..