انا ككل الآخرين : أنظر إلى العالم كما اتمنى ان يكون , وليس كما تجري الامور في الواقع .

*****

انني ما عرفت أحدا هنا اراد اجتياز الصحراء فقط كي يرى الاهرامات , فهي ليست الا كومة من الحجارة .

*****

يوجد هنا أنواع مختلفة من الناس، في قلوبهم مختلف أنواع الآلهة، أما أنا فإلهي الوحيد هو الله، وأقسم

بالله أنني سأفعل مابوسعي، وسأبذل قصارى جهدي كي أقهر الصحراء ثانية، لكنني أريد أن يقسم كل منكم

بالإله الذي يؤمن به من أعماق قلبه، بأن يمتثل لقيادتي في كل الظروف، لأن التمرد في الصحراء يعني

الموت .

*****

كان هذا هو مايدعى بالحب، شيء أقدم من وجود البشر، ووجود الصحراء، والذي كان ومايزال ينبثق دائماً

وبقوة، وفي كل مكان عندما تلتقي نظرتان كما تلتقي الآن هاتان النظرتان قرب البئر. انفرجت الشفتان عندئذٍ

عن ابتسامة، إنها علامة، علامة كان قد انتظرها دون أن يعلم خلال فترة طويلة من حياته، ولطالما قد بحث

عنها في الكتب، وقرب نعاجه، وفي الزجاجيات، وفي صمت الصحراء .

هاهي ذي لغة الكون الخالصة، مفهومة دون أدنى شرح، لأن الكون ليس بحاجة إلى أي تفسير كي يتابع

دورانه في الفضاء اللامتناهي .

إن مافهمه في تلك اللحظة هو انه أمام امرأة حياته، وعليها أن تعلم ذلك دونما أية ضرورة للكلام، كان متأكداً

من هذا أكثر من تأكده من أي شيء آخر في العالم، على الرغم من أن آبائه وآباء آبائه كانوا قد قالوا إن

على الانسان أن يحب أولاً، ثم يخطب، أن يعرف الآخر، وأن يملك المال قبل أن يتزوج.

*****

إن كان ماوجدته يتك ون من المادة النقية فإنه لن يفسد مطلقاً، ولسوف تستطيع العودة إليه يوماً، وإن لم

تكن إلا ومضة مؤقتة، كانفجار نجم، فإنك لن تجد شيئاً عند عودتك، ولكنك تكون قد رأيت ضوءاً يومض،

وهذا وحده يستحق أن يعاش .

*****

جثا على ركبتيه وبكى، وشكر الله لأنه آمن بأسطورته الشخصية، وللقائه ذات يوم ملكاً وتاجراً وانكليزياً

وخيميائياً، وفوق كل ذلك لقاؤه بامرأة من الصحراء جعلته يفهم أنه لايمكن للحب أبداً أن يبعد الانسان عن

أسطورته الشخصية .

الاثنين، 3 يناير 2011

مهاترات لاجدوى منها !

" استيقظ على حركة أنثى ما تحتضنه, اعتدل ليرى وجهها فسقطت من جانبه إحدى زجاجات البيرة التي اعتاد شربها في مثل هذه الليالي... نظر على جسدها العامبالاة, يتلألأ تحت أشعة شمس الصباح , أزاح شعرها الذهبي جانبا ليرى وجهها , تذكرها ثم ابتسم وقرر أنها أفضل العاهرات اللائي عرفهن حتى الآن , عندما تستيقظ سيفاجئها بقرار لن ينول إعجابها , ستصرخ فيه , يهددها بالحبس , تهدأ , تسأله بنبره ذليلة , من أين ستحصل على المال إذا أصبحت علاقتهما حصرية ؟ يدير لها ظهره بلا مبالاة, تركض نحوه, صارخة... أرجوك أرجوك... يصفعها ... يصرخ فيها " هل نسيتي من أنا ؟ هل تريدين أن تري ما وراء الشمس ؟ " , تنظر إلى الأرض , " لا لم انس ... لم انس أبدا انك عادل باشا , العقيد في شرطة الآداب , ولم انس أن ما فعلته معك بالأمس هي الضريبة الإجبارية لمثيلاتي حتى لا يقعن تحت قبضة قانونك ,لا ... لم انس من ذلك شيئا ! " , تذهب لترتدي شيئا تستر به عريها , وهي مدركة أنها أصبحت دميته الجديدة المحبوبة , تدرك أنها لن تحصل منه إلا على مكان ليمارسان فيه الجنس معا , يتوافر فيه كل ما تحتاجه من الطعام والملبس والسجائر والمشروبات الكحولية , وعليها أيضا أن تنسى طلب المال منه , تعلم أنها يجب أن تعيش اغلب وقتها في هذا المكان , حتى عندما سيأتي بعاهرة أخرى , لن يتركها تخرج , فهي تعرف ذلك, سمعته كثيرا من بنات كارها , عندما طلبها لم تستطع الرفض , وافقت ظنا منها أنها ستكون مرة واحدة كعادته مع الأغلبية , الآن هي ضمن ممتلكاته , حتى يأتي اليوم الذي يختار فيه جسدا آخر ليصير دميته الجديدة المحبوبة ......"

ما هذا الذي اكتبه, لا اعتقد أن قصة الشرطي الفاسد ذي الوجهين ستصلح لإيصال فكرتي, ماذا إذا عن الملتحي السارق؟ ... لا, إنها مستهلكة, المنقبة الزانية؟ ... لا, سيدخلون معي في مناوشات لا معنى لها ومهما بررت لهم أن أفعال الأفراد ليست من الدين في شيء, ستظل فكرتهم عني بأنني فاسق هادم للدين, والأسوأ... فكرتي ستضيع وسط هذه المناوشات , ما الحل إذا ؟

نعم وجدتها ... سأكتب عن ذلك الأب الصعيدي , الذي يهيم عشقا بأغاني أم كلثوم , يعشق كل كلمة حب تنطق بها , ويحزن لكل كلمة تدل عن هجر وفراق , وعندما يتقدم ذلك الشاب لخطبة ابنته ويقرر رفضه لأسباب تتعلق بالوقت والزمن , حينها ستذهب أليه لتشرح له موقفها , ستقول له إنهما يقعان في غرام بعضهما لبعض ظنا منها انه سيتفهم , ولكنها ستفاجأ بكفه يصفع خدها لتسقط أرضا , ثم يتوالى عليها بالضرب والسباب ...

اعتقد أن هذه القصة قد تجدي !

لا لا ... هنالك قصة أخرى حدثت على ارض الواقع اعتقد أنها أفضل !

ذلك الشاب الذي يتجه نحو شابة فائقة الجمال في وسط الشارع ليرتميان في أحضان بعضهما , ولكنهما يتفاجئان بأفراد الشرطة يتهمونهما بفعل فاضح في الطريق العام , يقول لهم الشاب إنها خالته , لا يصدقونه , فتواريخ الميلاد تدل على أنها تصغره بعامين , يطلب الشاب من الضابط المسئول انتظار خاله قبل فتح المحضر , لا يبالي الضابط ويسجل تاريخ المحضر وأسماء المتهمين , ولكن عندما يأتي الخال يعتذر الضابط للجميع ثم يبرر فعلته " احنا بنشوف شغلنا يافندم ! " ... ويغلق المحضر ...

لقد مللت, ما علاقة هذه القصة بالفكرة التي تدور داخل عقلي ؟! عندما سمعت تلك القصة قهقهت حتى البكاء , ثم تساءلت ... في حين اهتم طاقم كامل من الشرطة في قضية شاب يحتضن خالته في الشارع, كم سرقة تمت ؟ وكم عملية قتل تمت ؟ كم من موظف استمر في فساده ؟ .... وحتى وان كانت ليست خالته ؟ ما الضرر الذي أصاب المجتمع وقتها ؟ أليست تلك الحكومة التي تعتبر الأحضان أفعال فاضحة, هي نفسها التي تسمح للممثلين والممثلات بتصوير أحضانهم وقبلاتهم ونشرها تحت مرأى ومسمع منهم؟ , أليست السينمات , والتلفزيونات في محل الأماكن العامة مثلها مثل الشارع ؟ لماذا إذا لم اسمع عن محاضر مكتوبة ضد الممثل الفلاني والممثلة الفلانية بفعل فاضح في مكان عام على الرغم من وجود الأدلة المسجلة ؟!

انظروا إلي ... ها أنا نفسي حدت عن فكرتي , ودخلت مع نفسي في مهاترات لا جدوى منها , اعتقد أنني لن أكتب هذه القصة أبدا , فلا فكرتي غائبة عن أذهان الناس , ولا قصتي المتواضعة ستغير من تصرفات وقوانين هذا المجتمع المتعدد الأوجه !

نقطة ومن أول السطر !