اليوم بالصدفه البحته علمت انني اكملت الواحد وعشرون عاما, فبعض الاصدقاء استطاعوا معرفه يوم ميلادي من موقع الفيس بوك, وقام كل واحد منهم بتهنئتي على اتمامي العام الواحد والعشرون, ولكن هل استحق هذه التهنئه بالفعل؟!

لا اعتقد ذلك, بل لا بد ان يقدموا لي أحر التعازي, فما هذا العام إلا عام آخر قد ذهب ومات دون رجعه ودون أن أتقدم فيه خطوة واحده للأمام, فلو اعتبرنا أن متوسط عمر الانسان هو ستون عاما, وأنا الله قد يمد لي عمري حتى أكمل هذه الستون بسلام, فستجدون أن ثلث عمري قد انتهى, والجميل انني لا أعي ولا أتذكر من هذا الثلث سوى نصفه الآخير, أي العشر سنين الأخيرة,وهذا العام ما هو إلا عام آخر من الستون و قد ذهب سدى كسابقه وسابقه وسابقه.......إلى يوم ولادتي.

نعم.... فكل ما فعلته في حياتي هو صعودي السلم التعليمي درجه درجه وليس فقط مجرد الصعود , ولكن ايضا كنت متفوقا في ذلك, دون أن أدرك ما فائده هذه الدرجات, او حتى أن استفيد منها شيئا, فقط كنت اصعدها, ولا أنكر اني في بعض الاحيان كنت استمتع بالانتهاء من أحداها ,فقد كنت أشعر وكأن حملا ثقيلا انزاح من على صدري, إلى أن وصلت أخيرا إلى آخر طابق, وهو التعليم الجامعي, ورزقني الله من فضله أن احصل على ما يحلم به الكثيرون والذي للأسف لم يكن حلمي الا وهو دخول كليه الطب ,أو بمعنى اصح مدرسه طب سوهاج الابتدائية المشتركه كما أحب أن أدعوها , ولا تستغربوا هذا المسمى,ولعل دارسي الطب يدركون سبب ذلك, لعلها اسئلة الامتحانات التي يتم تكرراها كل عام دون كلل أو ملل, أو التساهلات الكثيرة التي يمنحها لنا اعضاء هيئة التدريس دون باقي الكليات, ليس هذا هو لب الموضوع, ولكن لب الموضوع هو في خلال دراستي في هذه الكليه او المدرسه او ايا كان مسماها والتي اكرهها بكل معنى للكلمه.

فقد كنت افقد كل يوم شيئا جديدا من حياتي, بدايه من اسرتي التي لم أعد أراها إلا ربع العام فقط, إلى الاصدقاء الذين يتغيرون عاما بعد عام,حتى عندما شعرت ببعض المشاعر الجميله تجاه احدى الفتيات لم أجرؤ على مصارحتها, خوفا مني على أن تكبر هذه المشاعر بيننا ثم تذهب هباء وتهدم في وجه رياح العمر التي لا يزال جزءا كبيرا منه ملك لهذه الكليه العقيمه دون أن استطيع ان اقدم لها شيئا يسعدها, وكل ما احصل عليه في المقابل من هذه الكليه هو صعودالمزيد من الدرجات الجديده ولكن دون ان أتعلم شيئا جديدا,فيزداد كرهي لها ويزداد جهلي مع مرور الأيام.
نعم , فإنني استطعت ان استغل كل لحظه في حياتي بطرقه أو بأخرى لأقوم بشيء تافه, أو ليس له معنى, فقط ليمر اليوم بسلام, وحتى تلك الامور التي قد يشعر البعض انها كانت مفيده في حياتي, فما هي إلا بعض التجارب الجديده التي اردت يوما ان اعيشها, ولكن كالعاده عندما اشعر انني حصلت على حياة جديده, تبدأ معركة اختبارات آخر العام لتعود ريما إلى عادتها القديمه, وتعود المياه إلى مجاريها, وأبدأ عاما جديدا بموادا جديده بأصدقاء جدد, بنفس كرهي لهذه الكليه وهلم جره.

فلم إذا تهنئونني بعيد ميلادي؟ اتهنئونني لأنيي خسرت عاما آخر دون ان استغله او ان استفيد به, لأنني افقد كل تلك الهبه التي اعطانا اياها الله في لا شيئ؟بالطبع الخطأ ليس خطأكم, بل هو خطأي بكل تأكيد,فهذا هو مصير كل من يعمل ما لا يحب!!!!

2 عبر مين قدك !!:

pinky rose يقول...

كل سنه وحضرت طيب
انا بهنئك علشان ربنا اداك فرصه انك تكمل رحلتك اللي بداتها......وان شاء الله السنه الجديده هتكون احلي واحسن
اداك فرصه علشان تفهم الحياه صح
علشان تعيشها صح
ابدا السنه الجديده
وانت كلك امل
اني السنه دي هتكون احسن مليووووووووووووووون مره
(((ان الحزن يهمس في القلب حتي يحطمه
فعلي من يشعر باالحزن
ان يطرده قبل ان يحطم قلبه)))

بنوتة يقول...

ع الرغم من انك شايف اننا المفروض نعزيك فانا شايفة اننا المفروض نهنيك
كل سنة وحضرتك طيب
كتير غيرك حسوا متاخر اوىوكانوا خلاص مش عارفين يعملوا اية
وللكنى اهنيك انك اكتشفت دا ف مرحلةتسمحلك بانجاز اللى نفسك تعملة علشان تحس ان السنة اللى تعدى فيها كتير تحتحق التهنئة علية
وكمان تستحق الشكر لانك عرفتنا بدا