" حاولوا أن تكونوا أحرارا , فسوف تموتون من الجوع "

اخترت هذه المقولة لتشرشل لتكون عنوان المقالة التي بين يديكم , لأن الحرية هي أسمى مصدر للرزق , ومن دونها نكون تحت رحمة الآخرين , يفعلون بنا ما يشاءون , ولكي نكون أحرارا يجب أن ننهض بأنفسنا , ولكن من قبل أن نتمنى النهضة , وان نحلم بها يجب علينا أن نعلم على الأقل بضعا من شروطها , والسعي لاستيفاء هذه الشروط حتى يتم قبولنا ضمن ركب النجاح والتقدم , ولكن كعادتنا فإن كل ما نفعله هو تقديم الشعارات والهتافات , والتحجج بحجج سخيفة دون أن نسعى أو نحاول , فنحن كعادتنا نحب الكلام , لذا فإنني سأضيف لهذا الكلام الكثير رؤيتي البسيطة في موضوع تحقيق النهضة , وسأتحدث عن أهم 4 شروط لا يحق لنا بدون استيفائها أن نفكر مجرد التفكير في مستقبل جيد !

الشرط الأول... شعب مثقف سياسيا واجتماعيا !

لعل أكثر ما يحضرني الآن كلمة الأستاذ الدكتور طارق مأمون, أستاذ الرمد في كلية طب عين شمس, حين شرح لنا ضرورة أن ننزل بمستوى فكرنا إلى مستوى فكر المريض تعليقا على الفجوة الثقافية الكبيرة بين الطبيب ومرضاه:
(أوعى تفتكر انك مصري , ده في شعب تاني خالص عايش معانا في البلد دي , هو ده اللي اسمه الشعب المصري , أما أنت فبيعتبروك خواجة ).

وبما انك تقرأ هذه المقالة الآن , فاعتبر نفسك أنت الآخر لست مصريا , فأنا أرى أن هذا الأمر لا يقتصر على الأطباء فقط , بل على كل مثقف مهتم بأمور بلده , فالمثقفون في هذه البلد أقلية قليله واهنة وضعيفة وليس لها كلمة مسموعة ,ولا أدري كيف لم يدرك هؤلاء الذين يستميتون في الغداء والعشي مطالبين بحياة كريمة لهذا الشعب المسكين , أن الشعب نفسه لا يرغب في تلك الحياة الكريمة , وانه يرى أن هذا هو الواقع , ويجب أن يتعايش معه في سبيل لقمة العيش , فلقمة عيش ملموسة بالنسبة له , أغلى بكثير من سراب الكرامة الذي يظهر في الأفق مشوها بماض وتاريخ لم يخلو من استعباد البشر وإذلالهم إلا في بعض الأزمنة التاريخية القليلة .

والعيب هنا ليس في المثقفين , بل في ثقافة شعب لا يرى إلا تحت قدميه , شعب فيه أمية فادحة , وشهوانية عظيمه , وعادات وتقاليد مشوبة بالجرم , شعب أصبح شعار كل فرد فيه " انا ومن بعدي الطوفان " , شعب ليس له القدرة على اختيار قائد مناسب له .

فشعب مصر له القدرة على متابعه الأخبار الكروية لحظة بلحظة , والاستماع إلى نفس الأخبار من أكثر من مصدر , وعلى رغم من مشاهدته المباراة كاملة , فإنه لا يهدأ إلا بعد أن يسمع التحليل الكروي والذي لا يقدم ولا يؤخر من النتيجة , ولا يكتفي من ذلك , بل ويذهب إلى الأصدقاء ليعيدوا نفس الكلام على أنفسهم , وفي نفس الوقت لا يأبه لمتابعه الأحداث في الساحة السياسية معلقا بأنها " وجع دماغ عالفاضي ".

ولذا فإن نشر الوعي الثقافي والسياسي هي المهمة الأسمى للمثقفين في هذه البلد , بعيدا عن الشعارات والهتافات الخاوية , التي لا تقدم ولا تؤخر , فإن كنتم تريدون الخير لهذه البلد , فعليكم بدأ مشوار نشر الوعي !

الشرط الثاني... قياده حكيمة !

لا توجد حرب من دون قائد ينظم الجبهات ويدرس الخطط ويعلم كل صغيره وكبيرة في جيشه, لكي يستغل كل نقطة فيه بحكمة حتى يستطيع أن يصل إلى أفضل النتائج بأقل الخسائر.

ونحن في حربنا ضد الجهل للوصول إلى النهضة , يجب أن يكون لنا قائد , له رغبة مشتعلة في إحداث قفزة تاريخيه للوطن , بدون النظر إلى المصالح الشخصية , ليكون شمعه تحترق لتضيء للآخرين , قائد صامد , لا يقبل الزور ولا يرضى إلا بالحق , يمنع الظلم ولو كان على أهل بيته , قائد له فكر وخطة مدروسة وأهداف واضحة لا يتنحى عنها مهما كانت الظروف , ولاءه الأول والأخير لله ثم الوطن .

ولست أتحدث عن شخصية خيالية كسوبرمان أو الرجل الأخضر , فالناظر في التاريخ سيجد قيادات جعلت العالم كله يتعجب , قيادات غيرت مسرى الحياة على الكره الأرضية , وغيرت معالمها تماما , ووحدت ثقافات الشعوب , قيادات غيرت مجرى التاريخ , وهناك أيضا قيادات أخرى حاولت بكل جهدها وفشلت , ولكن تظل المحاولة وسام شرف يقتضي منا جميعا أن نكن لهم كل الاحترام , وان نجعل سيرتهم قصصا لبطولات ليس لها مثيل.

وللأسف فإن هذا الشرط لن يستوفى, إلا بعد وعي سياسي ينتج عنه كوادر جديدة لها صفات القادة, ولكم أتعجب لشعب عدده 80 مليون نسمة, الشخصيات التي تصلح فيه للرئاسة لا يتجاوز عددهم عدد أصابع يد بشرية واحده.
والأدهى من ذلك أن الشعب ليس له القدرة على الاختيار من بينهم !

الشرط الثالث... التنمية الداخلية !

لا يمكننا بكل حال من الأحوال أن ننهض إلا من بعد أن ننمي اقتصادنا , والاقتصاد ما هو إلا مقياس للعلم , فإن ارتقى العلم ارتقى معه الاقتصاد , وان هبط , يهبط معه , وبالتالي يجب علينا أن نقضي على الأمية , وان نطور من أساليبنا في حل المشاكل , ونتخلص من عفن الروتين الذي وصل إلى خبزنا ومعاشنا, وان نبتعد عن سياسة " عيش اليوم بيومه وبكره تتيسر " , لنبدأ في استخدام الأساليب العلمية وبناءً عليها نقوم بالتخطيط لجعل اليوم جيد والغد أفضل , أن نقضي على الوساطة والفقر والجهل , أن نحسن من أنظمة التعليم لتناسب وضعنا الحالي , أن نحفر وننقب داخل عقول أبنائنا بحثا عن تلك المواهب الثمينة , لننميها لتكون يوما من الأيام فخرا للوطن , أن نبدأ في بث روح الانتماء بين أفراد الشعب , وأن نستغل كل نقطة ضوء تبعث فينا الأمل وتبعث فينا الروح حتى نستطيع الخروج من الظلمة التي احتوتنا كثيرا !

الشرط الرابع ... خطه مدروسة لها هدف واضح !

بالطبع لا يخفى عليكم أن كل تلك الشروط لن يكون لها أية قيمة بدون وضع هدف واضح وخطه مدروسة لها عناصر محدده ليتم تنفيذها في وقت معين , خطة توضع على يد عباقرة بلاد النيل , وأساتذتها , نضع فيها كل خبرات علمائنا , الحاضرين والمهاجرين , خطة تبعث في الشعب روح الأمل , تضيء له الطريق , حتى يعلم ما سيأتي به الغد من خير جراء هذه الخطة .

بصيص من الأمل

للناظر في حاضر البلد سيجد أن الكثير من الشباب بالفعل قد بدئوا رحلتهم إلى النهضة , سواء كان ذلك تحت دعوة الدعاة الإسلاميين أو من خلال الجمعيات الأهلية التي انتشرت في الآونة الأخيرة وصار لها دور فعال في محو الأمية وتنمية دخل الأسر الفقيرة بالمشاريع الصغيرة , والتوعية الصحية , أو حتى من خلال الحركات السياسية الشبابية , المعارض منها والتابع للنظام , فكلاهما سواء , طالما كانت لهم القدرة على جذب المواطنين إلى الساحة السياسية والمشاركة فيها , هؤلاء الشباب هم أمل النهضة وهم مستقبل وطن , فلنرجو الله أن يجعل نهاية هذا الطريق الذي بدءوه هو نهضة نلتمس فيها كرامتنا , ونعيد بها تاريخنا المشرف .

5 عبر مين قدك !!:

------ يقول...

اووووووووول




تعليييييييق

------ يقول...

ايه دا يااخواتى

مش ممكن

والتاانى كماااااان

------ يقول...

صباح الفل ابو ضياء

موضوع جميل جدا

الانسان بدون حرية كالزهرة بدون ماء

تحياتى لك

♥نبع الغرام♥♪≈ يقول...

السلام عليكم


مقال جميل احيك عليه اخى الفاضل

ملحوظه
منتظراك عندى لمناقشة اخر موضوعاتى ونشرة بمدونتكم
تحياتى
ايناس

مشروع دكتور يقول...

عجبنى فى المقال التقسيم
من حيث محتاجين ايه
حكايه القائد اصبت فيها بنسبه 360 درجه
بجد محتاجين قائد بس المشكله الاكبر
انه الاغلبيه ممكن يوقف كل شئ فى انتظار القائد ده.
اتمنى تكون فكرتى وصلت
اعتذر عن تاخير فى الرد لانى كنت بدور اساسا على مقالى فين ومش عرفت اجمع حاجه.