في اول ايامي الى معسكر بورتو غلابه بدأت تتراءى لي صورا في غايه الغرابه والتعجب، لدرجه انني حتى الآن لا اصدق ما تراه عيناي،ولا حتى تعليقات زملائي على ما يشاهدونه.بدأ الامر في الطريق الواصل بين الاسماعيليه وبورسعيد، وفجأه بدأ وائل يقول "سفينه على رمل .... سفينه على رمل"، وعندما نظرت لم اجد شيئا. قلت لنفسي لعلها مزحه ليست في محلها، و لكن عندما ظهرت واحده اخرى لم اصدق نفسي وقلت لعله هذيان السهر وتعب السفر، ولكن عندما رأينا الثالثه والدخان يتصاعد من مدخنتها بكثافه، بل وأكد لي ما يقرب من 7 طلاب في نفس اللحظه رؤيتها. فكممت عقلي من التفكير وقلت لعلها خدعه بصريه تسببها انعكاسات الضوء. ولكني مازلت لا اصدق.
وتتوالى المواقف بعد ان انهينا صلاة الجمعه وذهبنا لسوق شعبي لنرى ما يوجد، كنا 10 طلاب جميعنا كانت لنا نفس هذه العبارات:
هي الفاكهه نضيفه هنا ليه؟وليه عدد العربيات اكتر من البشر؟والاغرب اننا لم نجد سوى سياره واحده ملاكي بورسعيد، اما بعد ذلك فكل السيارات لوحاتها صفراء تضمن عباره منطقه حره بورسعيد! كانت هذه مجرد اسئله اعتياديه وقد يعرف الكثير اجاباتها، ولكن السؤال الاغرب على الاطلاق كان سؤال وائل عن سعر رغيف عيش شامي ابيض كبير ومنفوخ ولسه طالع من الفرن . وفوجئنا باجابه لمرأه عجوز غلبانه لتقول "خمسه ساغ".... نعم، خمسه ساغ؟! امال انا بتنيل اشتري رغيف العيش "المايكرو" بعشره ساغ ويا ليته نافع!!!
وعندما عدنا الى مقر المعسكر من بعد ذلك فوجئنا بأحد المشرفين ينبه علينا ان نصرف وجبه العشاء الآن!!!تعقد حجابي وائل وذهب يجادل مع المشرف، كيف نصرف العشاء وقت الغداء؟؟؟سحبت يدي وائل وقلت له "اكيد بيهزر ما تاخدهاش جد"، ولكن عندما تم صرف بيضه وعلبه حليب في اول وجبه غداء ليا علمت ان البورسعاديه مالهمش في خفه الدم!!!يا ناس ياهوووو حد يشرب لبن في عز الضهر!!!!وفجأه وبكل عفويه سألت عن نظام باقي الوجبات لاعلم ان الغداء يقدم في المساء ,وحمدت ربي حمدا كثيرا عندما علمت ان وجبه الافطار ما زالت تقدم في الصباح وانهم لسه ما افتكسولهاش حاجه غريبه.
وبعد ان اتممت 24 ساعه مستيقظا وتائها صرت اسلم بكل ما اراه ولا استفسر حتى وصلت الى فراشي لانام, ومن قبل ان اتم الساعه الثالثه نوما وجدت من يوقظونني حتى استعد لطابور انزال العلم!!!استعد الفوج سريعا وعلى الرغم من غياب مشرفنا ولكننا ابلينا بلاء حسنا ،وفوجئت بطلبي من قائد الطابور مني لأنزل العلم ،وما ان انزلت العلم حتى صعقت "فبعيدا عن قيمته الرمزيه وقداسته كرمز لبلدنا" ولكن للأسف كان هذا الرمز باليا لدرجه جعلتني لا اميز لونا ابيضا، بل كان النسر والجزء "اللي المفروض يكون ابيض" لهما نفس اللون! ومن الصدمه فلت الحبل مني وسقط العلم ليتهمني بالاهمال، ولكنه صمت ولم يكمل وساعدني في رفع العلم ، فلعله رأى بخبرته انني اول مره اقوم بهذه العمليه، ولعل هذا كان سبب صمتي وعدم قولي "مش لما تحترموه انتوا الاول وتنضفوه ولا تجيبوا واحد تاني".
ثم بدأ الطابور والذي استطعت ان اخرج منه بمعنى جديد لكلمه مرونه , فعلى حد قولهم وهذا انقله لكم بالنص" يا جماعه احنا هننزل مواعيد الانشطه ومواعيد البرنامج، اللي مش هيحترم المواعيد هيكون غلطان، مع العلم ان هناك مرونه في المواعيد ، فقد تتغير بعض المواعيد ، ولازم تلتزموا بيها، وانت هنا بتطبق برنامج، ما تجيش تقترح عليا نغير مواعيد او نضيف انشطه لأنه برناسج ثابت مش بيتغير، لكنه يمتاز بالمرونه في بعض الانشطه"هل فهمتم معنى كلمه مرونه؟ لا يهم سأوضحها لكم بكل ببساطه، معناها "ان ياد منك ليه احنا بس اللي من حقنا ما نلتزمش بالمواعيد، اما انت فلازم تلتزم بالمواعيد ايا كانت مضبوطه او غير مضبوطه" اه يا ربي، لكم من الثغرات يصنعونها بصغائر الكلمات حتى يسمحوا لأنفسهم بارتكاب كبائر الاخطاء.تركنا الطابور وبدأنا وجبه الغداء التي بدأت بعد اذان العشاء، لاجدهم يضعون لي من الطعام ما يكفي لشخصين "نصف دجاجه، وكميه ارز وطبيخ لا توصف وفي النهايه احتضنت النفايات كميه طعام لعلها لو صرفت لمن هم احق منا لما كان هذا مصيرها.
وفي خلال تناولي طعامي قمنا بوصف بعض افواج الجامعات الأخرى وكانت اكثرهم لفتا للنظر كفر الشيخ فقلت وصفا لهم " تحس انهم جايين من جنب الترعه على طول" لتكن مفاجأتي ان نصف فوج كفر الشيخ اولهم يقع على يساري والذي بالطبع اعطاني محاضره في الاخلاق والتي بعد ان انتهت حمدت ربي على انه لم يفكر في اعطائي درسا عمليا في الفنون القتاليه.عدنا مره اخرى وقمنا بتوزيع الانشطه لاختار المشاركه في القصه القصيره وكتابه المقال ومجله الحائط، وكانت الصاعقه عندما جاء طلبهم بأن تكون جميع هذه الانشطه تتحدث عن موضوع واحد "مصر والديموقراطيه"... "حد يقوللي فيكم ازاي يا ولاد الحلال اكتب قصه قصيره موضوعها كده، وحسيت اني عيل خالص لما عرفت ان موضوع المسابقات نفسها في معسكر حلوان كان (مبارك والتنميه) ، طب يا جماعه بالعقل كده لو عرفنا نعمل المجله بالانجازات الديموقراطيه والمقاله عن دور الديموقراطيه في تغيير وجه البلد، كده معقول(ده لو عرفت اكتبها ) بس ازاي اكتب قصه قصيره عن مصر والديموقراطيه؟ فهموني ازاي؟؟" وكانت هذه نهايه حديثي لنفسي والذي ما بدأ ان يهدأ حتى جاء لي مشرفي بمقاله عن حقوق المرأه لأنقلها واضع عليها اسمي، فقلت له لعلي استطيع ان اكتب واحده فرد علي بأنه يراها الأنسب، فرد عليه وائل بخفه دم،"ده احنا عايزين ندور عن حقوق الرجل" ليضحك المشرف دون ان يعلق!!!!
وها انا هنا اكتب لكم من مقري هذا وانهي هذه اليوميه في الساعه 3:15 صباحا وانا ممد على مرتبتي التي وضعتها على ارضيه البلكون ، متطلعا الى السماء، وداعيا الله ان يوقظني في تمام السادسه والنصف صباحا،ياااااا رب

0 عبر مين قدك !!: