أنا ورمضان في مصر!!

الحمد لله , ده رابع رمضان ليا في مصر, قبل كده كنت عايش في الكويت وكنت بصوم هناك, بس لما جيت مصر حسيت باختلاف كبير جدا, خصصا بعد ما بابا وماما كانوا بيشكرولي في رمضان في مصر وازاي هو جميل وازاي الناس بتفرح بيه وبتعلق الفوانيس ويملوا الشوارع أنوار, وازاي منظر بياعين الكنافة والقطايف وبياعين الفول بليل بيكونوا أحلى زينه, وكله إلا المسحراتي وازاي انهم مش بيحسوا برمضان غير بوجوده هو وطبلته وجملته الشهيره " اصحى يا نايم"!

ولأني راجل ليا نظرة مختلفة في الحياة , فكان بالطبع ليا نظرة مختلفة تماما لرمضان في مصر, هي سوداوية شوية , لكن للأسف موجوده, وانا كل اللي هعمله اني هسردلكم شوية مواقف حصلت معايا بمناسبة رمضان!

الموقف الأول:

أول رمضان ليا في مصر حضرت نصه الاولاني في الكويت ونصه التاني في مصر, بدأت الصوم على حسب الرؤيا في الكويت , واللي اعلنت ان يوم 29 هوو المتمم لشهر شعبان, بينما مصر اعلنت ان يوم 30 هو المتمم لشهر شعبان, وبالتالي صمت قبل مصر بيوم, وعدت الايام ونزلت مصر, وليلة الرؤيا في مصر تم اعلان ان يوم 30 هو المتمم لرمضان....يعني صمت 31 يوم بالتمام والكمال, والغريب في الأمر ان تواريخ الافطار والصيام في مصر , هي نفسها التواريخ اللي مكتوبة في الاجنده السنوية دون تغيير, وبعد مرور اربع رمضانات اكتشفت ان كل الدول ممكن يختلف رمضانها عن تواريخ الاجنده, لكن مصر تقريبا والله اعلم بتجيلها نتيجه رمضان والعيد من الكنترول من قبلها بسنه, ولو عايز دليل...أول ما تنزل اجنده 2010 افتح على يوم واحد رمضان ويوم واحد شوال وعلم عليهم, ولو خلفت الرؤيا مع الحكومة ابقى قابلني....ايوة هناك بالضبط الساعه 9!

الموقف التاني:

في أول يوم ليا في صيامي في مصر, طلبوا مني في البيت اني انزل اشتري طلب من السوق,وكان فاضل يادوب ربع ساعه على ضرب المدفع, وأنا ماشي لقيت زحمة قدام بياع عصير القصب, وكله بيتخانق وعايز ياخد الاول عشان يلحق يفطر مع بيته, المشكله مش في كده, المشكلة ان الناس دي كانت بتتخانق بسب الديانه, يعني عشان الواحد فيهم يلحق يفطر مع عياله , يضيع دينه كله....ونعم الصيام!

الموقف التالت:

نزلت اصلي التراويح, ولأول مرة أكتشف ان التراويح أنواع, في الشيخ اللي بيصلي بنفس الآيات التمن ركعات, مش بيغيرهم, وغالبا بيقول آيتين في كل ركعه ويقلب الصلاة في دربع ساعة, وشيخ تاني يصلي التراويح في ساعات طويلة, وشيخ تالت يكون صوته وحش وشغال يطول في القراية, والاحلى من كده ان كل المساجد بلا استثناء ورغم قربها الشديد من بعض, بتشغل ميكروفاناتها الخارجية على أعلى صوت, وبكده اللي يكون خارج المسجد بدل ما يسمع قرآن كريم, يقعد يسمع خليط من الضجيج غير المفهوم, بسبب تداخل الاصوات وعلوها, فيتحول القرآن الكريم من شيء جميل نحب ان نسمعه, إلى ضجيج شديد الازعاج, ليس عيبا في القرآن, ولكن لسوء توظيفنا للتكنولوجيا !

ولما دخلت المساجد, بعيدا عن ريحة السجاد النتنة والحشرات والابراص الي مالية المساجد, والحمامات القذرة اللي فيها, وطبعا ده مش على كل المساجد بس للاسف اغلبها, وافتكر ان ابن خالتي قاللي انه في مرة كان بيحضر درس في المسجد والموضوع عجبه وشده, لكن لما لقى البرص مشي على رجليه, راح قام ومشي.

وبصراحه انا بوجه تحية لأبناء الطائفة المسيحية في مصر لأنهم بجد بيحترموا المكان اللي بيصلوا فيه, ولما تدخل او حتى تشوف كنيسه من بره , هتعرف الفرق, ربنا يهدينا!

الموقف الرابع:

ينتظرون أذان المغرب على القهاوي الشعبية وامامهم الشاي وعلى جانبهم حجر الشيشه, وما ان يضرب مدفع الافطار حتى يرددون , اللهم اني لك صمت وعلى رزقك افطرت, ثم تتعالى اصوات كركرة الشيشه .... كركررررررررررررررر

الموقف الخامس:

كنت في القاهره قبل رمضان بيومين وراكب ميكروباص قدام وكنت قاعد وسط سواق وراكب تاني, فالراكب بيعزم عليا انا والسواق بسجاير, فقلتله ما بشربهاش, راح رد عليا وقاللي امال بتحشش, وقبل ما ارد كان السواق بيقول, لو بتحشش قوللي وانا اخدمك, اصل بعد بكرة رمضان ودول يومين الحشيش, بعد كده مش هتلاقيه....وبعدها بشوية مرينا على مسجد منور ومعلقين عليه زينة رمضان, راح الراكب قال, رمضان في مصر مافيش احلى منه, مافيش دولة في العالم فيها فوانيس وانوار وزينه بالجمال ده كله.....وانا قلت لنفسي ,آه لو رمضان كان بالزينه, كنا صمنا وتعبنا نفسنا ليه؟!

الموقف السادس:

قبل رمضان بيوم كنت بتغدى في مطعم فول وطعمية قدام موقف أحمد حلمي, واحد من عمال المطعم خلص ورديته وهو ماشي قدام الباب قابل بنت حلوة بشعرها ولابسه محزق وملزق, راح عاكسها , وفي آخر وصلة المعاكسه قالها:

"ما تجيش بكره عشان بكره رمضان.....عايزين نعرف نصوم"

وكـــل ســنـه وانــــتـم طــيــــــبـــــــيــن!