بعدما انتهينا من الغداء, تجهزنا فورا للذهاب إلى أكثر المعالم اقبالا في بورتو غلابه, فهاك من لم يزر سوق الغلابة فكأنه لم تطأ قدماه بورسعيد, ركبنا الاتوبيس وكلنا أمل في أن نلقى في هذا السوق أجود أنواع الخامات والملابس بأزهد الاسعار, وما ان وصلنا إلى هناك وبدأنا في الاستفسار عن الاسعار حتى وجدنا ان اسعار سوق الغلابة في بورتو غلابة لا تختلف كثيرا عن اسعار اي سوق شعبي في المحروسه " اللي هي مصر يعني " , وغير هذا كله كانت الصدمة الأكبر, فكل المنتجات المعروضه هناك هي صناعة الصين , ورغم ذلك لم اتردد في شراء ملابس جديده من هناك , فاشتريت طقم من بنطلون اسود وتيشرت قطني بـ 120 , بعد ان فاصلت مع عم "أبو مينا" من سعر 150 جنيه , وما ان عدت لالتقي بزملائي في الفوج حتى وجدت احد زملائي يريني بعض مما اشراه لأفاجأ بأنه استطاع ان يشتري ثلاثة اطقم كامله بـ 110 جنيهات مع العلم ان سعرهم المبدأي كان 360 جنيه , ومن وقتها وانا " ابصم بالعشره اني فعلا خايب في الفصال " .
ثم عدنا إلى المعسكر مرة أخرى ليعلنوا لنا بداية الدورات الرياضية وان القناة الرابعه قادمة لتبث برنامج مسابقات مواهب ومسابقات ثقافية, واختارت القناة الرابعه طلاب المعسكر ليكونوا المشاركين , وما ان ذهب المشاركين في الانشطة الرياضية إلى ارض ملاعب الجامعه هناك حتى بدأ عرض المواهب, وفعلا كان جميع الطلاب موهوبين , سواء في التمثيل او الشعر او حتى الغناء , واستمتعنا بهم كثيره... إلا موهبه واحده فقط استطاعت بصوتها الغريب ونشازها عالي المستوى ان تستفز ضحكاتنا , وما زاد من ضحكاتنا هو مدى ثقتها في نفسها واستمرارها في الغناء إلى النهاية دون ان تظهر اي استياء, ولك العجيب في الأمر فعلا هو تقدمها للمسابقه في حد ذاته لأنه من غير المعقول انه لم ينصحها أحد من قبل ويصارحها ويقول لها بأن " يا بنتي صوتك وحش....ده وحش قوي كمان".
وبعدها مباشرة بدأت المسابقة الثقافية بطريقتها التلفزيونية الكلاسكية التي " عفنت ودودت وريحتها فاحت " من كثر استخدامها, فكان هناك فريقان كل فريق يتكون من 4 اشخاص وما ان يسأل السؤال حتى يضم الاربعه احدهم الآخر ليتشاورا في اجابة السؤال بطريقة مصطنعه جدا ومبالغ فيها, وأما الشيء العجيب في هذه المسابقه انها كانت اسئلة اختيار متعدد, فتسأل المذيعه " اللي بالطه وشها بوية ولابسه محزق وملزق مع ان كرشها قدامها شبرين... وده اليونيفورم الطبيعي للمذيعات زي ما احنا عارفين" السؤال ومن ثم تتبعه 3 اختيارات , وتعطي فرصه للطلاب في التفكير, الذي يأتون باجابة رابعه لم ترد في الاختيارات ومشككين في الاختيارات, فتهلل المذيعه اجابة صحيحه, وهذا ما حدث مع الفرقتين , لأجد عقلي يقول لي " أكيد دول بيمثلوا يا عم ", وما ان جاء دور طلبة سوهاج في هذه المسابقه حتى قطعت الشك باليقين حين اعترفوا لي بأنهم أعطوهم اجابات بعض الاسئلة من قبل المسابقه حتى لا تأتي النتائج فادحة أو "فاضحة" بمعنى اصح اذا لم يستطع احد من الفريقين اجابة الاسئلة نظرا لتدني مستوى ثقافة الشباب عامة.
وفي نهاية اليوم كانت حصيلة نتائجنا هي فوز وحيد كان في مسابقة التلفزيون وكانت الهدية نسخة دي في دي من فيلم "كده رضا اللي شفناه ياما وصمناه زي اسمنا", أما في المسابقات الرياضية فلم نستطع احراز اي كأس ولو صعدنا في الجولات البدائية, ولكن كانت أغرب نتيجه هي خسارتنا في أول مباراه لنا في كرة القدم بضربات الجزاء , بعد ان تم طرد احد لاعبينا "وائل خليفة" من الحكم, على الرغم من ان حكم المباراه كان هو نفسه مشرفنا الرياضي, ليس لنزاهته في التحكيم, ولكن خوفا على لاعبي الفريق الآخر, وعندما سألته لماذا فعلت ذلك قال لي " انت اصلك ما شفتش ازاي كان بيطير اللعيبة, دول كان ممكن يموتوا تحت ايده "
وانتهى يومنا وصعدنا إلى غرفنا بعدما تعرفنا على الكثير من الطلاب سواء بعد مشاكل بسبب التعصب الرياضي " قال يعني احنا كنا لعيبه قوي " او بسبب توافق فكري وثقافي, وعلى الرغم من اننا كنا مرهقين ولكننا ظللنا نعلق ونضحك على احداث اليوم إلى الساعة الثالثه, وكنا نقول في ذهننا " هنصحى ازاي بكره الساعه السادسه؟؟؟"

ملاحظة:لو عجبتك المدونة أو موضوع بعينه, ما تبخلش علينا بتعليقك ورأيك, وما تنساش قبل ما تمشي تدي تقييمك العام للمدونة في مسابقة مجلة ميكانو

4 عبر مين قدك !!:

غير معرف يقول...

فقط بجد عجبتنى جدا حكايه معرفه اجابه بعض الاسئله
خوفا من النتائج
والمستوى الثاقافى المتدنى

سؤال لتانى مره
هو الهدف من المعسكر ده ايه؟

أبــــو ضـــيــاء يقول...

هي معسكرات اسمها معسكرات اعداد القاده, ده في ظاهرها , أما في باطنها فهما بيجيبوا الطلبة الجامعيين ويخلوهم ياخدوا محاضرات من مسئولين في الدولة واعضاء في الحزب الوطني في نفس ذات اللحظة, كنوع من الدعايا الاعلامية والدفاع عن نفسهم, والتحليل ده سببه اننا للأسف خدنا محاضرات كتير عن الدوله وماخدناشمحاضره واحده عم شروط القائد الناجح

غير معرف يقول...

الذي يأتون باجابة رابعه لم ترد في الاختيارات ومشككين في الاختيارات,

هههه دا العادى عندنا

مشروع دكتور يقول...

شكرا للتوضيح الان فهمت هدف المعسكرات
وفهمت ايضا انه لا يتم صنع قائد ناجح باستخدام تلك الاساليب او المعسكرات
ربنا يستر