ملاحظة... لأن اليوم الثاني الاحداث التي حدثت به طويلة فسنسرده في فصلين

فوجئت بأحد زملائي يوقظني في السادسة صباحا من " أحلاها نومة " أنا وباقي زملائي في المعسكر لنبدأ الاستعدادات اليومية لطابور الصباح , وهو مقسم لعدة مراحل, بداية من طابور الحمامات , إلى الطابور الرياضي, تجمع جميع اعضاء فوج سوهاج في تمام الساعة السابعه والربع وهم مستعدون لقضاء ثاني يوم في بورتو غلابة, على أمل كبير من ان يستطيعوا الفرار ولو للحظات خارج المعسكر ذي القواعد الصارمة , والذي بالطبع لم نكن نتوقع ولو للحظة ان يكون بهذه الصرامة...فكلنا جئنا على أمل أن نقضي " أحلى فسحة ".
نزلنا على أرض الطابور معا وبدأ بعدها الطابور الرياضي والذي يفترض فيه ان يركض الاولاد دونا ع الفتيات حول الجامعه كلها ... بالطبع بمجرد ان خرجنا من سور المعسكر حتى بدأ الشباب باخراج السجائر , والقاء النكت , حتى بعض الفتيات اللائي كن في الشارع لم يسلموا من معاكسات الشباب... وده الطبيعي.
عدنا واستلمنا وجبة الافطار والتي كانت طبعا فول " بس ما اقولكش من غير لا زيت ولا سمنه "وبعض "الحبشتكنات اللذيذة" التي عوضت عن الفول ثم خرجنا لأرض الطابور ووقفنا استعدادا لتحية العلم , وبما انها كانت هذه المرة الأولى في حياتي لتحية علم مصر, ظللت اتمعن اسلوب تحية العلم, وبعد ان انهينا التحية التي كان اعادة لجملة "الله اكبر" ثلاث مرات ومن بعدها تكرار جملة " تحيى جمهورية مصر العربية " ثلاث مرات كذلك دون ان يقوموا بالقاء النشيد الوطني...ارتحت نسبيا لأنيي بالطبع مازلت لا احفظ نشيد بلادي, ومن بعدها قام احد الطلاب بنداء التمام للجامعات بحسب الاقدمية , إلى أن وصلوا إلى جامعة المنصورة...وهنا اشتد انتباهي كثيرا...لماذا المنصورة بالذات؟...سأقول لكم:
" منذ ان دبت قدماي ارض مصر, ولا تأتي سيرة المنصورة في شيء إلا وذكر معها مدى جمال بنات المنصورة وحلاوة بنات المنصورة , لدرجة ان احد اصدقائي ذهب إلى المنصورة فجاء ليقول انه لم يجد أبدا بنت واحده " عفشة زي اللي بنشوفهم هنا.... ده البنات هنا غفر يا راجل"...وطوال المساء وشباب الفوج الخاص يبدون بكل صراحة مدى استعجالهم لرؤية بنات المنصورة"....عارفين ايه اللي حصل؟؟؟
"كانت خيبتنا تقيلة...عاملين زي اللي صاموا صاموا وفطروا على بصلة, فبنات جامعة المنصورة كانوا لا يزدادون جمالا عن بنات احد النجوع في سوهاج, بل قد تكون احدى هذه الفتيات اكثر جمالا, وهنا ورد على ذهني سؤال لولبي...هل عدم رؤيتي لجمال بنات فوج المنصورة هو بسبب سوء ذوق الصعايده في البنات؟ أم لأن ادارة المعسكر تخوفت على شباب المعسكر منهم , فوضعت شروط محدده لبنات المنصورة؟...لا زال هذا السؤال يراودني.
بعدها أعلنوا ندوة لسيادة الدكتور نائب رئيس جامعه قناة السويس فرع بورسعيد, وبدأ يتكلم عن أن سوء التعليم في مصر سببه الطالب...نعم سببه الطالب لأنه لا يبحث عن حقه, ولا يلجأ للسبل القانونية لاسترداد حقوقه, بل يفضل الخنوع للدكتور الذي أمامه حتى ولو كان مخطئا خوفا من سطته,وانه لحل هذه المشكلة وضع ماده تشرح مبادئ الجوده والاعتماد للطلبة حتى يعلمواحقوقهم فلا يتنازلوا عنها,وواجباتهم فيلتزموا بها ,وما ان اعطوا الفرصة للسؤال, حتى جاء دوري بعد 16 جامعه مختلفة, حيث مسموح لكل جامعه سؤال واحد فقط, فقمت وقلت له...
" أولا أحييك على فكرة الكتاب, ويا ريت تنشر فكرته بين الجامعات التانية, ثانيا حضرتك كل كلامك بيقول ان الطالب هو السبب في سوء التعليم لأنه مش بيدور على حقوقه, أنا كا نفسي بدل ما تكون الدوة عن الموضوع ده, كانت تكون عن حقوق الطالب, خاصة واني ليا تلات سنين في الكلية ما شفتش ورقة واحده مكتوب عليها سطر واحد فيه حق من حقوق الطالب مختوم بختم رسمي"...لاسمع صفيق من الطلبة من حولي وطلب مدير المعسكر سحب المكرفون من يدي.
أكملت كلامي قائلا " أنا لسه ما خلصتش كلامي, اقتبس من كلام الدكتور واقول ان الجودة هدفها زياده انتاجية الخريج..يصادف ان الخريج ده هو انا بعد اربع سنين, وللعلم انا لغاية دلوقتي ما حستش بتعليم ولما سألت اللي أكبر مني قاللي هتتعلم بعد ما تتخرج, ولما سألت اللي اتخرجوا قالولي يا عم .. اول 6 كلمات هتسمعهم في اول يوم شغل ليك... انسى كل اللي اتعلمته قبل كده"...
واستمرت الاسئلة من بعد ذلك إلى ان انتهت جميع الجامعات ليبد ائب رئيس الجامعه بجابة سؤالي رغم ان رقمه هو السابع عشر ليقول:
أولا هما سبع كلامات " انسى كل اللي انت اتعلمته قبل كده" مضيفا كلمة انت فقط ليخطئني
ثم يكمل قائلا "بالنسبة لحقوق الطالب فهي موجوده في كتيب اسمه دليل الطالب يوزع مجانا عالطلبة", ليهيج طلبة المعسكر نافيين هذا الكلام, فيعود في كلامه قائلا "عارف ان الجوده لسه ما وصلتش لمستواها الكامل في كل الجامعات لأننا ماشيين خطوة خطوة" ... لأعلق في سري " تاتا تاتا ... خطي العتبة "....نفسي اعرف, يعني هنستنى لغاية امتى؟؟
جاء بعده رئيس جامعه قناة السويس, وبصراحه هو رجل غاية في الاحترام وظهر ذلك في موقفين
الموقف الأول:
سألنا سؤال قال فيه " انا بصرف على طلبة المدن الجامعية عندي 15 مليون جنيه سنويا, ويصل للطالب 8 مليون بس, يبقى السبعه مليون راحوا فييييي؟" ليصمت الجميع ويكرر سؤاله مرارا, حتى يصرخ فينا قائلا بأعلى صوت " سررررررقة " ليصفق له الجميع بحرارة
الموقف الثاني:
قامت طالبة تشتكي من الحشرات التي تملأ الغرف والحمامات السيئة للغاية وعدم وجود كهرباء تسمح لهم بشحن اجهزتهم المحمولة " مع العلم ان مبنى الطلبة كان فيه كهربا وحمامات نضيفة بس اشتركنا في حكاية الصراصير P: "
الجميل في الأمر ان كان رده انه سأل ع المسئول عن الخدمات في المدينة الجامعية اللي كنا متواجدين فيها والذي ببساطة رفع يده ليتسلم تهزيقا معتبرا من الدرجة الأولى , وكأنه طالب في الابتدائية يأنبه أبوه على خطأ فادح ارتكبه, وكل هذا وسط 650 طالب قائلا له بصوت عالي" أنا قلتلك ايه.ها... /ش قلتلك المدينة دي تبقى على اعلى مستوى قبل المعسكرات؟" فرد قائلا يا افندم.. ولم يعط له الفرصه ليكمل حديثه آمرا اياه بمعالجة الموقف في اسرع وقت ممكن.

انتهى رئيس الجامعه ليأتي بعده عميد كلية آداب يتكلم في الاحساس بالغربة داخل أراضي الوطن...معترفا بأنه أمر موجود ويجب أن يعالج, وبعد ان انتهى بدأت الاسئلة وما ان ذكرت جامعه سوهاج حتى رفعت يدي طالبا السؤال...فرفض المدير ان ألقي سؤالي متحججا " هو مافيش غيرك من جامعه سوهاج!" ولم يسمح لي حتى بالتعقيب بأن باقي الطلبة هم نفسهم من وكلوني بهذه المهمة, انقاذا للموقف قام " وائل حبيبي" وأخذ الميكروفون وقام هو بهذه المهمة نيابة عني. وانتهت الندوة دون ان نشعر بأي زياده او نقصان لنعود مرة اخرى للمعسكر بعد ان ابدى الطلبة اعتراضهم على تأخر الوقت وانهم " تعبوا وزهقوا وعايزين يرجعوا تاني" والذي بالطبع احرج مدير المعسكر أمام العميد ولكن اثبت لنا هذا الدكتور في اللحظات الاخيرة انه رجل فاضل بعد ان قال ان معنا حق وطلب من مدير المعسكر ان يمنحنا جولة حرة والذي وافق عليها دون اعتراض, وعدنا المعسكر لنجد المفاجأة....

فاليوم يقدمون وجبة الغداء في ظهرا والعشاء مساء....ليتبادر سؤالا لولبيا آخرا في ذهني " هما البورسعيدية مالهمش كلمة ولا ايه؟" مع الاعتذار الشديد لهم...

2 عبر مين قدك !!:

أحمد شكري طه يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
أحمد شكري طه يقول...

أحمد شكري طه يقول...
فظييييييييييع يا ضياء
شكلكم بدعتوا هناك

وطبعا مش هاعلق ع افكارك ودماغك الكبيرة