الأربعاء، 4 فبراير 2009

ما بها السماء تمطر دما

استيقظت في الصباح, وذهبت الى التلفاز لأشاهد الاخبار قبل ان اذهب إلى الكليه, فوجدت تقريرا عن النيل , وكان لون النيل احمر, تعجبت ولكني قلت لعلها تخاريف الصباح, أو لعل التلفاز قد تعطل, لم يهمني الامر كثيرا, وعندما فتحت صنبور المياه وجدت مياها وردية اللون تنزل من الصنبور, فلعنت وزارة المياه والبلد وكل ما يتعلق بالحياه, جلبت بعض من المياه التي اخزنها وغسلت وجهي ونزلت إلى الشارع لآتي بمياه غيرها, لعل الامر يطول كما هو المعتاد , وطلبت من بائع البقالة القريب من المنزل مياها معدنيه, فأعطاني قنينه من الماء حمراء اللون هذه المره, فصرخت , ما به كل شيء يتحول الى اللون الاحمر, يا الهي , هل اصبت بعمى الالوان.
يا فندم ما تتخضش كده , هي العبوات الجديده جاية كلها بالشكل ده, لو مش عايزها بلاش, بهذه الكلمات قلل من فزعي بائع البقاله, وفجأه بدأت السماء تمطر, انها تمطر بغزاره شديده, فانظر إلى ملابسي لاجدها مليئه ببقع حمراء, وما هذا, انها رائحة الدم, نعم انها دماء وليست أمطار, ركضت مسرعا إلى النيل, وما ان رأيته حتى كدت ان يغشي علي, لقد تحول إلى دماء هو كذلك, ولكن الناس يسيرون في الشارع بلا مبالاه, وكأن شيئا لم يكن, وكأن الحياة طبيعيه, فسألت أحد الماره , ما الذي يحدث, ما كل هذه الدماء
فرد وقال لي, ببساطه, انها دماء اطفال فلسطين, لقد رضينا أن نشربها حتى لا يشربوا هم دماءنا, لقد كان على احدنا ان يضحي, ووضعوا الخيار بين أيدينا, واخترنا ان نحتفظ بالحياه ونشرب دماءهم.

1 عبر مين قدك !!:

غير معرف يقول...

رائعة اخرى من روائع د\ ضياء
جميلة اوى والتعبير عن الموضوع اجمل واجمل
بس لون النيل وهوا ع التلفزيون اشد حمرة ولا لونة لما شوفتة ع الطبيعة؟

let silence speak